تداعيات كورونا تزيد معاناة اللاجئات في العالم

إجراءات الإغلاق والقيود على التحركات وتوقف الخدمات تعرض النازحات والمشردات وعديمات الجنسية لمخاطر إجبارهن على ممارسة الجنس من أجل البقاء أو الزواج القسري والمبكر.

جنيف - تواجه النساء والفتيات النازحات خطرا متزايدا من التعرض للعنف خلال أزمة فيروس كورونا وفق ما قالت وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الاثنين.
وأشارت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى أن مخاطر إجبارهن على "ممارسة الجنس من أجل البقاء" أو الزواج وهنّ قاصرات، تزيد في ظلّ أزمة الوباء.
وفرضت إجراءات إغلاق في كافة أنحاء العالم تقريباً للسيطرة على انتشار كوفيد-19 ترتب عنها قيود على التحركات وتوقف للخدمات.
وقالت جيليان تريغز مساعدة المفوض السامي لشؤون اللاجئين، "نحتاج إلى إيلاء اهتمام عاجل لحماية النساء والفتيات اللاجئات والمشردات وعديمات الجنسية في زمن تفشي الوباء".
وأضافت "هن من بين الأشخاص الأكثر عرضة للخطر"، مشددة على وجوب "عدم ترك الأبواب مفتوحة أمام المعتدين وتوفير المساعدة للنساء اللواتي يعانين من سوء المعاملة والعنف".

لا يجب ترك الأبواب مفتوحة أمام المعتدين، وتوفير المساعدة للنساء اللواتي يعانين من سوء المعاملة والعنف

ولفتت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى أن القيود المفروضة في العديد من البلدان تعني محدودية الوصول إلى خدمات الدعم، كما أن بعض الملاجئ الآمنة أغلقت موقتا.
ولمواجهة هذه المخاطر، تقوم المفوضية بتوزيع أموال طوارئ على الناجيات والنساء اللواتي يعتبرن عرضة للعنف.
وشددت تريغز أن على الحكومات ضمان أخذ معالجة "أخطار العنف المتزايدة" ضد النساء النازحات في عين الاعتبار ضمن خطط عملها لمحاربة كوفيد-19.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أطلق في وقت سابق خلال ابريل/نيسان نداءً عالميًا لحماية النساء والفتيات في المنازل، في وقت يتفاقم العنف المنزلي والأسري خلال فترة الحجر الصحّي الناجمة عن الوباء.

لاجئات روهينغيات
النساء ضحايا كل الأزمات في العالم

وقال غوتيريش إنّ "العنف لا يقتصر على ساحات المعارك"، مذكّراً بندائه الأخير إلى وقف لإطلاق النار في مختلف أنحاء العالم للمساعدة على الحدّ من تفشّي كوفيد-19.
وأضاف "للأسف، بالنسبة للعديد من النساء والفتيات، إنّ أكثر مكان يلوح فيه خطر العنف هو المكان الذي يُفترض به أن يكون واحة الأمان لهنّ. إنّه المنزل. ولذا، فإنّني أوجّه نداءً جديدًا اليوم من أجل السلام في المنازل في جميع أنحاء العالم، وعلى مدى الأسابيع الماضية، ومع تزايد الضغوط الاقتصاديّة والاجتماعيّة وتنامي المخاوف، شهدنا طفرة عالميّة مروّعة في العنف المنزلي".
وترى الأمم المتحدة أن العنف ضد النساء قد يأخذ انعطافة أكثر تعقيداً، عبر تعرضهن لفيروس كورونا المستجد المستخدم كتهديد، وطرد النساء من بيوتهن من دون أن يكون لهن مكاناً آخر يتوجهن إليه، وايضاً انشغال قوات الشرطة والسلطات وتغير أولوياتها.
وحضّت الأمم المتحدة الحكومات على الاستمرار في توفير الملاجئ للنساء المعنّفات وأن يبقى هذا الملف ضمن إطار اهتماماتها الأساسية.