تدخل صيني لإنقاذ الاقتصاد الفنزويلي من الانهيار

الرئيس الفنزويلي يعلن الحصول على ضمانات جديدة من بكين لتمويل صناعة النفط في بلاده التي تشكل أهم شريان مالي لفنزويلا، فيما يأتي التدخل الصيني في ذروة الضغوط الأميركية على النظام الفنزويلي وفي أوج التوتر التجاري بين واشنطن وبكين.

الدعم الصين يخفف الضغط على مادورو ويفاقم التوتر مع واشنطن
الصين تعتبر الدائن الأول عالميا لفنزويلا
بكين تتعهد بتمويل صناعة النفط الفنزويلية والاستثمار في 500 مشروع
الصين توافق على منح كاراكاس تمويلات جديدة لمواجهة الأزمة الاقتصادية

كراكاس - أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أنه حصل على التزامات جديدة من الصين لتمويل صناعة النفط التي تعتمد عليها كراكاس وسط الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها وفي ظل عقوبات أميركية وأوروبية تستهدف مادورو والدائرة المقربة منه وأيضا قطاع النفط الشريان الحيوي لفنزويلا.

ويعد النفط المصدر الأساسي للدخل في فنزويلا، لكن إنتاجه هبط إلى أدنى مستوى له في ثلاثة عقود مع الانهيار المستمر للاقتصاد الذي تديره الدولة ووسط اضطرابات سياسية واجتماعية أربك نظام الحكم الذي اتهم الولايات المتحدة بالتآمر مع المعارضة لإسقاطه.

ويقول خبراء إن سنوات من الإهمال أدت إلى ترهل البنية التحتية لشركة النفط الوطنية وتوقف التنقيب، إضافة إلى استخدام مداخيل النفط لسد العجز في الميزانية.

وقال مادورو لقناة "في تي في" الفنزويلية الرسمية من الصين الدائن الأول لبلاده إن هناك الآن "التزامات مالية لزيادة إنتاج النفط والذهب، إضافة إلى الاستثمار في أكثر من 500 مشروع تنموي داخل فنزويلا".

وإذا صحّ إعلان الرئيس الفنزويلي فإن الصين التي تشه علاقاتها توترا شديدا مع الولايات المتحدة على خلفية حرب تجارية مرشحة لتكون الأسوأ، ستدخل في مواجهة جديدة مع واشنطن التي تسعى لتضييق الخناق على مادورو.

ومن شأن التدخل الصيني في حل أزمة فنزويلا الاقتصادية أن يساعد مادورو ولو نسبيا في مواجهة خصومه وتهدئة التوترات الاجتماعية.

وشهدت فنزويلا احتجاجات شعبية عارمة طالبت برحيل مادورو وحكومته، فيما كانت الأزمة الاقتصادية وغلاء المعيشة الشرارة التي أوقت نار الاحتجاجات في الشارع الفنزويلي.  

وبدأ مادور الجمعة زيارة إلى الصين يسعى من خلالها إلى الحصول على مساعدة بكين لإنقاذ اقتصاده المتدهور.

وكان الرئيس الصيني شي جينبينغ في استقبال مادورو الذي أجرى أيضا لقاءات في بنك التنمية الصيني ومؤسسة البترول الوطنية الصينية.

ولا تزال فنزويلا التي حصلت سابقا على قروض بأكثر من 50 مليار دولار من الصين، مدينة لبكين بـ20 مليار دولار، رغم أن السداد يتم عبر شحنات نفطية. وقد تم تحسين شروط هذه القروض عام 2016 لتصبح أكثر ليونة.

ولم يذكر مادورو إن كان ناقش موضوع الدين أو إن كانت الصين عرضت منحه قرضا جديدا بقيمة 5 مليارات دولار.

وذكرت شركة الاستشارات الفنزويلية "ايكوانالتيكا" أن مادورو قد يعود إلى فنزويلا مع قرض جديد بقيمة 5 مليارات دولار وتمديد فترة السماح لخدمة الدين بستة أشهر.

وأعلنت فنزويلا وشركة النفط الوطنية عام 2017 في وضع العجز الجزئي عن السداد لتخلفهما عن سداد ديون السندات.

والجمعة وقّع الرئيس الفنزويلي مذكرات تفاهم في الصين بشأن صفقات متعلقة بالطاقة والتعدين قال إن قيمتها تبلغ عدة مليارات الدولارات.

وتراجع إنتاج فنزويلا من النفط الخام الذي يشكل 96 بالمئة من المداخيل، إلى 1.4 مليون برميل يوميا في أغسطس/اب وهو المستوى الأدنى في ثلاثة عقود ما عدا الفترة بين عامي 2002 و2003، وفق منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك).

وقامت فنزويلا بخفض قيمة العملة بشكل هائل كجزء من الإجراءات الهادفة لوقف انهيار الاقتصاد ولجم التضخم الكبير الذي يقول صندوق النقد الدولي انه سيلامس نسبة مليون بالمئة نهاية العام.

ودفعت هذه الأوضاع التي ترافقت مع نقص في المواد الغذائية والأدوية 1.6 مليون فنزويلي إلى الهجرة منذ عام 2015، غالبيتهم توجهوا إلى دول في أميركا اللاتينية.

وقالت نائبة الرئيس الفنزويلي دلسي رودريغيز السبت في كراكاس إن الحكومة تعتزم إدانة تصريحات أدلى بها رئيس منظمة الدول الأميركية لويس ألماغرو أمام الأمم المتحدة

وأشار ألماغرو الجمعة إلى "معاناة" الفنزويليين. وقال إنه لا ينبغي استبعاد "التدخّل العسكري" في فنزويلا "لإسقاط" حكومة مادورو.