تدريبات مصرية فرنسية في مياه المتوسط

التدريبات بين باريس والقاهرة تأتي في إطار تبادل الخبرات بين البلدين والارتقاء بمستوى القدرات العسكرية في منطقة تشهد اضطرابات أمنية متفاقمة بسبب الحرب الليبية.

القاهرة - نفذت القوات البحرية المصرية والفرنسية تدريباً بحرياً عابراً بنطاق الأسطول الشمالي بالبحر المتوسط وذلك باشتراك الفرقاطة الشبحية المصرية (تحيا مصر) مع الفرقاطة الشبحية الفرنسية (أكونيه).

ويأتي التدريب في إطار خطة القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية للارتقاء بمستوى التدريب وتبادل الخبرات مع القوات المسلحة للدول الشقيقة والصديقة، حسبما ذكر المتحدث العسكري العقيد تامر الرفاعي على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.

وأشار المتحدث إلى أن التدريب تضمن العديد من الأنشطة التدريبية ذات الطابع الاحترافي تركزت على أساليب تنظيم التعاون في تنفيذ المهام القتالية بالبحر ضد التشكيلات البحرية المعادية مع الاستخدام الفعلي للأسلحة في الاشتباك مع الأهداف السطحية والجوية إضافةً إلى تنفيذ المعارك التصادمية.

وأوضح الرفاعي أن التدريب أظهر مدى الاحترافية لأطقم السفن في تنفيذ المهام القتالية بدقة وكفاءة عالية مع التركيز علي نقاط التنسيق المشتركة بين جميع العناصر المشتركة.

تأتي تلك التدريبات في إطار دعم ركائز التعاون المشترك بين القوات المسلحة المصرية والفرنسية والتعرف على أحدث نظم وأساليب القتال بما يساهم في صقل المهارات والخبرات القتالية والعملياتية ودعم جهود الأمن البحري والاستقرار والسلم في البحر المتوسط.

كما تأتي التدريبات على وقع توترات في منطقة المتوسط بين القاهرة وباريس من جهة وأنقرة من جهة أخرى، في ظل استمرار التدخل العسكري التركي في الحرب الليبية، ما أثار قلق مصر وفرنسا بشأن أمن المنطقة، فيما تستمر تركيا في معاداة المعسكر الدولي الرافض لانتهاكاتها في ليبيا وفي مياه المتوسط.

وتخشى مصر أمنها القومي في ظل تصاعد الصراع في الجارة ليبيا، رافضة التدخل العسكري التركي الذي اعتبرته تقويضا للمساعي الدولية لإرساء السلام في ليبيا، وتهديدا لأمن المنطقة.

وفوض البرلمان المصري مؤخرا للرئيس عبدالفتاح السيسي إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا لحفظ السلام هناك وحماية الحدود التي تجمع البلدين من سيطرة الميليشيات المتطرفة الموالية لتركيا وحكومة الوفاق.

بدورها تخشى فرنسا أن فشل جهود السلام في ليبيا خصوصا وأن تركيا أرسلت من سوريا إلى الأراضي الليبية الهشة أمنيا أكثر من 16 ألف مسلح متشدد بينهم عناصر منتمية لتنظيم داعش الإرهابي، ما يجعلها أرضا خصبة لإحياء التنظيمات الإرهابية. ويتوجس الاتحاد الأوروبي من تدفق الإرهابيين إلى أراضيها عبر قوارب الهجرة غير الشرعية المبحرة من الشواطئ الليبية.

وكثفت تركيا دعمها لحكومة الوفاق في حربها ضد الجيش الوطني الليبي، بإرسال آلاف المقاتلين المتطرفين إلى ليبيا، فيما تطمح الحكومة التركية برئاسة رجب طيب أردوغان إلى تحقيق أطماعها التوسعية في المنطقة الغنية بالمحروقات والاستيلاء على الثروات النفطية الليبية من ناحية وتثبيت حكم الإخوان المسلمين من ناحية أخرى.

وفسر محللون أن تعنت تركيا في مخالفة القوانين الدولية وانتهاك حظر السلاح إلى ليبيا، يهدف إلى إرباك الأمن في ليبيا وتقويض مساعي فرض الاستقرار في الأراضي الليبية وتحويلها إلى سوريا ثانية ينهشها الإرهاب، لتنفيذ أهدافها وتحقيق أطماعها.

كما أن تركيا تستمر في تنفيذ انتهاكات شرق المتوسط بالتنقيب في المياه الدولية القبرصية وعينها على مساحات أخرة من المياه المتوسطية الغنية بالنفط والغاز.