تدهور الوضع العربي يدفع بعون للدعوة إلى عمل 'سريع'

بيروت - وصف الرئيس اللبناني ميشال عون الوضع العربي الراهن بـ "الصعب" نتيجة "تنقل الاضطرابات" من دولة إلى أخرى، داعيا إلى عمل عربي سريع لتفادي المزيد من التدهور.
جاء ذلك في لقاء جمع عون الجمعة برئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي في قصر بعبدا شرقي بيروت، وفق بيان للرئاسة اللبنانية.
وأبلغ عون مدبولي أنه وجّه دعوات عدة إلى الدول العربية سواء في القمم التي عقدت خلال السنوات الثلاث الأخيرة، أو في مناسبات مختلفة، للتضامن والتعاون لوقف هذا التدهور.
وأعرب الرئيس اللبناني عن أمله في أن تجد هذه الدعوات صداها في القريب العاجل، وفق المصدر ذاته.
ومنذ 2011 تشهد عدد من الدول العربية ثورات وانتفاضات شعبية كان آخرها الجزائر في فبراير/شباط الماضي، والسودان التي تشهد احتجاجات منذ نهاية 2018.
وخلفت بعض هذه الثورات اضطرابات شديدة وصلت أحيانا إلى حد الحروب والمواجهات المسلحة كما هو الحال في سوريا واليمن وليبيا.
ولفت عون إلى أن لبنان يواجه تداعيات لجوء مواطنين سوريين إلى أراضيه، داعيا الى ضرورة تسهيل عودة اللاجئين إلى بلادهم بعد استتباب الأمن في غالبية المناطق السورية.

وأضاف أن بلاده تستضيف 1.5 مليون لاجئ سوري، بينما تقول الأمم المتحدة إن عدد اللاجئين السوريين المسجلين لديها في لبنان أقل من مليون.

ورحب عون بمشاركة المؤسسات والشركات المصرية في الاستثمار في لبنان، مشيراً إلى أن الاستثمارات اللبنانية في مصر بلغت 4 مليارات دولار.
من جهته، أكد مدبولي وقوف مصر إلى جانب لبنان ودعمها له في كافة المجالات.
وأشار إلى أن زيارته إلى بيروت كانت ناجحة وأن الاتفاقات بين البلدين في مجالي الاتصالات والصناعة سوف تساهم في تطوير العلاقات بين البلدين.
وسيعقد مساء الجمعة اجتماع للجنة العليا المشتركة برئاسة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري ونظيره المصري بمقر الحكومة في بيروت.
وستوقّع خلال الاجتماع مذكرات تفاهم في مجالات عديدة، على رأسها الطاقة والاتصالات وتبادل الخبرات.
والأربعاء، وصل رئيس الوزراء المصري، العاصمة اللبنانية بيروت، في زيارة رسمية تنتهي الجمعة.
ويبحث رئيس الوزراء المصري في لبنان عددا من الملفات ذات الاهتمام المشترك، من بينها آليات زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، وتسهيل حركة تبادل السلع، وتعزيز التعاون في مجالات النقل.
وشارك مدبولي مع الحريري في فعاليات "منتدى الاقتصاد العربي"، الذي انطلقت دورته السابعة والعشرون في بيروت، الأربعاء.
وعقدت آخر اجتماعات اللجنة العليا المشتركة في مارس/ آذار 2017، برئاسة رئيسي وزراء البلدين، وجرى توقيع 17 وثيقة واتفاقية بروتوكول للتعاون المشترك.

وأعلن لبنان مبدأ "النأي بالنفس" عام 2012 لإبقاء الدولة المنقسمة بشدة على نفسها بعيدة من الناحية الرسمية عن النزاعات الإقليمية المعقدة مثل الحرب الطويلة في سوريا.

وحثت الولايات المتحدة لبنان على التمسك بتلك السياسة بعد اكتساب جماعة حزب الله المزيد من النفوذ في الحكومة الجديدة كما شددت على ضمان ألا تساعد مواردها الجماعة المسلحة التي تعتبرها إرهابية.

وعلى الرغم من سياسة النأي بالنفس تلك، يخوض حزب الله الذي يملك ترسانة كبيرة من الأسلحة  منذ سنوات الحرب في سوريا إلى جانب الرئيس بشار الأسد.

كما تشير تقارير إلى تدخله في الأزمة اليمنية عبر تدريب الحوثيين ومساعدتهم تقنيا في إطلاق الصواريخ الباليستية إيرانية الصنع في اعتداءات متفرقة على السعودية.

واستهدفت الولايات المتحدة حزب الله بعقوبات جديدة في إطار إستراتيجيتها لمواجهة طهران.

كما أعلنت الحكومة البريطانية الأسبوع الماضي اعتزامها حظر ميليشيات حزب الله بجناحيها العسكري والسياسي، وإدراجها على قائمة المنظمات الإرهابية المحظورة