ترامب أكثر قناعة باستحالة إبرام اتفاق مع إيران

واشنطن تفرض عقوبات على شركة نفط صينية حكومية ومديرها التنفيذي بتهمة "انتهاكهما القانون الأميركي بقبولهما نفطا خاما إيرانيا".
بومبيو: الاتفاق النووي جعل إيران أكثر عدوانية
ترامب يعتبر أن إبرام اتفاق مع إيران أصبح أكثر صعوبة
التصعيد الإيراني في الخليج يقطع الطريق على اتفاق محتمل مع واشنطن

واشنطن - قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاثنين إنّه بات يشعر بصعوبة أكبر في التفكير بالتفاوض مع إيران بعد سلسلة الحوادث التي زادت التوترات بين واشنطن وطهران.

وأضاف للصحافيين بعيد ساعات من إعلان طهران اعتقال 17 شخصا قالت إنّهم جزء من خليّة تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه) "أصبحت رغبتي بالتوصل إلى اتفاق مع إيران أكثر تعقيدا".

وأتى تصريح ترامب بعيد ساعات من سلسلة تغريدات نشرها على تويتر ورفض فيها مزاعم إيران بأنها فككت "شبكة تجسس" تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه) واعتقلت 17 شخصا لعلاقتهم المفترضة بالوكالة.

وكتب ترامب على تويتر "التقرير عن اعتقال إيران جواسيس جندتهم السي آي إيه كاذب تماما"، مضيفا "إنها ليست سوى مزيد من الأكاذيب والدعاية (مثل إسقاط الطائرة المسيرة) يطلقها النظام المتدين الذي يفشل بشكل كبير ولا يدري ما يفعل".

وقال "اقتصادهم ميت، وسيتدهور أكثر. إيران في حالة سيئة للغاية".

وفي وقت سابق من الاثنين أعلنت السلطات الإيرانية توقيف 17 شخصا حكم على بعضهم بالإعدام، في سياق عملية تفكيك "شبكة تجسس" تابعة للوكالة الأميركية، في حين تتصاعد حدة التوتر بين الجمهورية الإسلامية وخصمها الولايات المتحدة.

ولم يصدر أي تعليق فوري من الوكالة على ذلك، إذ ترفض الوكالة عادة التعليق على تقارير بشأن عملاء سريين أو مخبرين يتم اعتقالهم أو يقتلون في الميدان.

ولذلك فإن نفي ترامب يعتبر خارجا عن المألوف، وقد أثار انتقادات أجهزة الاستخبارات.

وكتب المتحدث باسم مجلس الأمن القومي السابق نيد برايس في تغريدة "هناك سبب وراء عدم تعليق الحكومات مطلقا على مثل هذه المزاعم، ففي المرة المقبلة عندما لا يصدر رد على أحد المزاعم فستفترض أنه صحيح".

كما يأتي تصريح ترامب بعيد إعلان وزير خارجيته مايك بومبيو أنّ الولايات المتحدة فرضت عقوبات على شركة حكومية صينية لانتهاكها العقوبات الأميركية المفروضة على النفط الإيراني، مضيفا أن الاتفاق النووي جعل النظام الإيراني "أكثر عدوانية" لذلك كان علينا ممارسة كل الضغوط الممكنة.

وقال في تصريح في فلوريدا إنّه "في إطار حملتنا للضغوط القصوى" على الجمهورية الإسلامية فإنّ "الولايات المتحدة تفرض عقوبات على شركة تشوهاي تشنرونغ ومديرها العام يومين لي بسبب انتهاكهما القانون الأميركي بقبولهما نفطا خاما" إيرانيا.

وفي 8 مايو/ايار 2018 أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق الدولي حول البرنامج النووي الإيراني وإعادة فرض عقوبات اقتصادية أميركية على طهران.

وكان الاتفاق الدولي الذي وقّع في فيينا في 2015 بين إيران والقوى الكبرى الست (ألمانيا وفرنسا وروسيا والصين والولايات المتحدة وبريطانيا) أتاح رفع قسم من العقوبات التي كانت مفروضة على طهران، في مقابل مراقبة دولية أكبر للبرنامج النووي الإيراني وتعهد الجمهورية الإسلامية بعدم السعي لصنع سلاح ذري.

وشملت العقوبات الأميركية كل صادرات النفط الإيراني مع بعض الاستثناءات التي ما لبثت أن زالت في نوفمبر/تشرين الثاني إذ باتت جميع الدول من دون أي استثناء معرضة لعقوبات أميركية إذا ما اشترت نفطا من إيران.

وتشوهاي تشنرونغ هي الشركة العامة الصينية الرئيسية التي تستورد النفط الإيراني منذ عام 1995.

وقال بومبيو "لقد قلنا دائما إنّ العقوبات ستطبّق ولا يمكننا التسامح مع الأموال التي تذهب إلى الملالي، ممّا يعرّض حياة الجنود الأميركيين للخطر".

ويأتي الإعلان عن هذه العقوبات في خضم توتر لا ينفك يتصاعد منذ أسابيع بين واشنطن وطهران.