ترامب: بولتون يريد الحرب لكن في النهاية أنا من يتخذ القرارات

مع ارتفاع وتيرة التوتر مع إيران تنقسم الآراء في الولايات المتحدة حول الدور الحقيقي لمستشار الأمن القومي وهو منصب في غاية الأهمية لجهة تطبيق السياسة الخارجية الأميركية.

أنباء عن خلافات بين ترامب وبولتون
قسوة بولتون تثير إعجاب ترامب
التوتر مع إيران وفنزويلا يعيد مهندس الحروب إلى دائرة الضوء
مخاوف وسط معسكر الجمهوريين من توجهات بولتون الحربية
ترامب يرغب في التروي في مواجهة نزعة بولتون للتدخلات الخارجية
حسابات انتخابية تدفع ترامب لزيادة الضغط على إيران وفنزويلا وكوريا الشمالية

واشنطن - إذا كانت طبول الحرب تقرع بين الولايات المتحدة وإيران، فإن من يقف وراء هذا التوتر بشكل مباشر هو جون بولتون رجل الحرب في إدارة دونالد ترامب، في حين أن الأخير لا يرغب في الحروب ويسعى إلى سحب الجنود الأميركيين المنتشرين في العالم.

قرقعة السلاح بدأت تسمع بقوة بعدما أصدر مستشار الأمن القومي الأميركي مساء يوم أحد بيانا سلط فيه الأضواء على العلاقة المتوترة مع إيران، فقد وجه بولتون المعروف بانتمائه إلى تيار المحافظين الجدد "تحذيرا واضحا لا لبس فيه إلى النظام الإيراني" في الخامس من مايو/ايار، أعلن فيه إرسال حاملة طائرات إلى منطقة الخليج ردا على تهديدات إيرانية تقول واشنطن إنها جدّية وخطيرة.

وتذهب بعض التحليلات إلى أنه في ظل طرفين متهورين هما جون بولتون والحرس الثوري، فإن الأزمة الراهنة مرجحة بالفعل لدخول منعرج خطير فكلاهما يدفع الحرب الكلامية الحالية إلى مواجهة عسكرية فعلية.

وكان جون بولتون صاحب الشاربين العريضين من فريق الرئيس جورج دبليو بوش مطلع القرن الحالي حيث عمل بشكل خاص سفيرا لبلاده لدى الأمم لمتحدة. ولا يزال يتباهى بأنه من صانعي اجتياح العراق عام 2003.

إلا أن بولتون لا يثير الخشية لدى خصومه فحسب، بل أيضا في قلب معسكره الجمهوري بعدما ضمه ترامب إلى إدارته في مارس/آذار 2018 مستشارا له لشؤون الأمن القومي.

وقبل ذلك كان من أبرز ضيوف قناة "فوكس نيوز" لعرض سياساته الحربية على قناة تعتبر المفضلة لدى ترامب.

وقالت باربرا سلافين من مركز "اتلانتيك كاونسل" للتحليل "إن من يعرف بولتون لن يفاجأ بأن يكون الرجل حاليا منكبا على افتعال أزمة"، مضيفة "رئيس الولايات المتحدة يكرر على الدوام أنه لا يريد حربا جديدة، في حين يدعو جون بولتون على الدوام لضرب إيران". وتساءلت "هل هذه هي فعلا سياسة ترامب الخارجية أم أن بولتون يتصرف على هواه؟".

ويتم حاليا تداول روايات عن خلاف بين ترامب وبولتون بشأن فنزويلا، إذ يبدو بحسب صحيفة واشنطن بوست أن المستشار بولتون أكد لترامب أنه لن يكون من الصعب التخلص من الرئيس نيكولاس مادورو، في حين أثبتت الأحداث عكس ذلك.

وأمام انتشار معلومات من هذا النوع سارع ترامب لنجدة صديقه بولتون لتجنب إحراجه. قال الرئيس الأميركي "جون شخص جيد جدا، قد تكون له نظرة قاسية جدا للأمور، لكنها ليست مشكلة".

وتابع ممازحا "فعليا أنا من يدعو جون إلى التروي... قد تجدون ذلك غير معقول...أليس كذلك؟"، مضيفا "لدي جون، ولدي غيره من ذوي التوجهات المرنة وفي النهاية أنا من يتخذ القرارات".

ويتقاسم الرجلان قناعات عدة مثل الدفاع الشديد عن السيادة الوطنية والانتقاد اللاذع الذي يصل إلى حد الكراهية للمنظمات متعددة الإطراف مثل الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية، إلا أن الرئيس المعروف بمواقفه الانعزالية وعد بالانسحاب من "النزاعات التي لا تنتهي" والمكلفة جدا بنظره، في تعارض مع مستشاره بولتون الميال لسياسة التدخل في النزاعات.

ومع ارتفاع وتيرة التوتر مع إيران تنقسم الآراء حول الدور الحقيقي لمستشار الأمن القومي، وهو منصب في غاية الأهمية لجهة تطبيق السياسة الخارجية للولايات المتحدة.

ويقول دبلوماسي أوروبي في هذا الصدد "من الأفضل عدم المبالغة في مدى النفوذ الذي يحظى به جون بولتون"، معتبرا أن دونالد ترامب "هو الوحيد الذي له الكلمة الفصل" عند اتخاذ القرارات.

وأضاف هذا الدبلوماسي أن "بولتون كشف استعداده للعمل إلى جانب رئيس مستعد للتفاوض مع نصف الكرة الأرضية" في حين أن المستشار يفضل "قصفها".

ومع أن بولتون كان يدعو عبر "فوكس نيوز" إلى توجيه ضربات وقائية ضد كوريا الشمالية قبل تسلمه منصبه، كان شاهدا ومشاركا في محادثات بين ترامب وكيم جونغ أون.

إلا أن آخرين يعتقدون أن دعوته إلى تغيير النظامين الفنزويلي والإيراني تلقى المزيد من التأييد.

ويقول روبرت غوتمان من جامعة جون هوبكينز "يعطي الانطباع بأنه متشدد وحازم وهذا ما يثير إعجاب ترامب"، معتبرا أن إدارة ترامب قد تجد المواجهة مع إيران ورقة رابحة استعدادا للانتخابات الرئاسية عام 2020.

ويبدو أن جون بولتون يدفع كثيرا نحو تطبيق السياسة القائمة على "السلام عبر القوة" حتى لو ذهب أبعد مما يريده ترامب، إلا أن منتقدي سياسة ترامب يحذرون من أن التوتر قد يتحول إلى نزاع مسلح بسهولة.