ترامب في زيارة مفاجئة للعراق بلا نيّة للانسحاب العسكري

الرئيس الأميركي وزوجته يصلان إلى قاعدة الأسد في زيارة لم يعلن عنها مسبقا، معلنا أنه يمكن استخدام العراق كقاعدة لتنفيذ مهام في سوريا.
واشنطن تنسحب من سوريا لتعزز تواجدها العسكري في العراق
ترامب يدافع عن قرار الانسحاب من سوريا
زيارة ترامب غير المعلنة للعراق تأتي وسط غضب داخلي من قرار الانسحاب من سوريا

بغداد - وصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب وزوجته ميلانيا مساء اليوم الأربعاء للقوات الأميركية بقاعدة الأسد في العراق بمناسبة عيد الميلاد وهي أول زيارة له لمنطقة صراعات بعد عامين تقريبا من رئاسته وعقب أيام من الإعلان عن سحب القوات الأميركية من سوريا.

وقال ترامب، إنه ليس لديه أي خطط للانسحاب من العراق في إشارة معلنة إلى خطة مخالفة تماما لتلك التي أعلنها قبل أيام حين قرر سحب ألفي جندي أميركي من سوريا.

وأضاف للصحفيين "في الواقع، بإمكاننا استخدام العراق كقاعدة إذا أردنا القيام بشيء في سوريا".

وتأتي تصريحات الرئيس الأميركي لتؤكد تحليلات سابقة كانت أشارت إلى أن قراره بسحب قواته من سوريا ربما يأتي لتعزيز وجوده العسكري في العراق البوابة الرئيسية للنفوذ الإيراني.

وتعرض ترامب لانتقادات حادة حتى من داخل معسكره الجمهوري بسبب قراره المفاجئ من سوريا.

وحذرت شخصيات سياسية أميركية من أن الانسحاب العسكري من سوريا سيشكل فرصة لإيران لتعزيز نفوذها في المنطقة ولروسيا أيضا وهما حلفاء النظام السوري. كما أن قرار الانسحاب قد يمنح فرصة لتنظيم الدولة الإسلامية للعودة بقوة.

القوات الأميركية في العراق لمواجهة داعش والتمدد الإيراني
القوات الأميركية في العراق لمواجهة داعش والتمدد الإيراني

لكن الرئيس الأميركي أعلن لاحقا أنه اتفق مع نظيره التركي رجب طيب اردوغان على أن تتكفل تركيا بالحرب على الدولة الإسلامية في سوريا وهو ما أكدته أنقرة.

ودافع ترامب اليوم الأربعاء عن قراره بسحب القوات الأميركية من سوريا خلال زيارة لم يعلن عنها للعراق قائلا "الكثير من الأشخاص سيقتنعون بطريقة تفكيري".

واتخذ ترامب القرار بشأن سوريا فجأة متجاهلا نصيحة كبار مساعديه والقادة العسكريين وبينهم وزير الدفاع جيم ماتيس الذي استقال في اليوم التالي.

وذكر أنه سبق وقال لمستشاريه "دعونا نخرج من سوريا"، لكن تم إقناعه بالبقاء قبل أن يقرر أن يعيد الجنود وعددهم 2000 إلى وطنهم.

وقال للصحفيين في قاعدة الأسد الجوية غربي بغدادي حيث أمضى هو والسيدة الأولى ميلانيا ترامب ثلاث ساعات على الأرض يزورن الجنود الأميركيين "أعتقد أن الكثير من الأشخاص سيقتنعون بطريقة تفكيري وحان الوقت لكي نبدأ في استخدام عقولنا".

وهبطت طائرة الرئاسة الأميركية في قاعدة الأسد الجوية غربي بغداد بعد رحلة استمرت طوال الليل من واشنطن ومع السيدة الأولى ميلانيا ترامب ومجموعة صغيرة من المساعدين ومسؤولين بجهاز أمن الرئاسة وعدد من الصحفيين.

وكان البيت الأبيض قد أعلن أن الزيارة المفاجئة للرئيس وزوجته للعراق تأتي لتفقد القوات الأميركية هناك.

وقالت سارة ساندرز المتحدثة باسم البيت الأبيض في بيان "الرئيس ترامب والسيدة الأولى توجها إلى العراق ليلة الكريسماس لزيارة القوات الأميركية والقيادة العسكرية رفيعة المستوى، ليقدم إليهم الشكر لخدماتهم ونجاحهم ويهنئهم بعيد الميلاد".