ترامب كان مستعدا للحرب مع ايران

الكونغرس يوافق على قرار يمنع ترامب من القيام بعمل عسكري جديد ضد إيران فيما يؤكد الرئيس الأميركي ان العمليات العسكرية الخاطفة لا تحتاج الى موافقة النواب.

طهران - كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب ان واشنطن كانت ذاهبة للحرب في مواجهة طهران بعد ان تعرضت قاعتي عين الأسد واربيل لهجمات صاروخية من قبل الحرس الثوري الايراني وحلفائه.
وفي كلمة القاها امام انصاره في تجمع انتخابي بمنطقة توليدو في ولاية اوهايو الجمعة قال الرئيس الأميركي ان قرار عدم خوض الحرب مع ايران جاء بعد التاكد من عدم مقتل اي اميركي في الهجوم.
وشدد ترامب ان الجنرال في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني الذي اغتيل في قصف صاروخي قبل اكثر من اسبوع كان يسعى لاستهداف المصالح الاميركية وبالتحديد السفارات في العراق ودول اخرى في المنطقة.

وفي المقابل وافق مجلس النواب الأميركي على قرار يمنع ترامب من القيام بعمل عسكري جديد ضد إيران، في خطوة تحمل تقريعا للرئيس بعد أيام من إصداره الأمر بتوجيه ضربة بطائرة مسيرة أودت بحياة قاسم سليماني وأثارت مخاوف من نشوب حرب.
وأقر مجلس النواب الذي يهيمن عليه الديمقراطيون تفعيل قانون سلطات الحرب بموافقة 224 عضوا مقابل اعتراض 194، وهو ما يحيله لمجلس الشيوخ.
وغلب على التصويت الطابع الحزبي على نحو يعكس انقساما عميقا في الكونغرس حول سياسة ترامب المتعلقة بإيران وإلى أي مدى ينبغي أن يكون للأعضاء كلمة في مسألة الاستعانة بالجيش.
واتهم الديمقراطيون ترامب بالتصرف برعونة وأيدوا القرار، في حين عارضه أعضاء الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه ترامب والذين نادرا ما يصوتون بالرفض فيما يتعلق بقرارات الرئيس.
وقال إليوت إنجل رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب "الرئيس يجب أن يعرض القضية أولا - أولا وليس بعد أن يشن هجوما أرعن ثم يأتي بسبب يبرر لمَ كان ضروريا ولمَ كان قانونيا".
وردا على ذلك رفض الرئيس الاميركي الانتقادات التي وجهها له النواب الديمقراطيون على خلفية التوتر قائلا "بانه لو علم ادم شيف، رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي، بالضربة الجوية التي استهدفت قاسم سليماني، لعمد الى تسريبها للصحفي ووسائل الاعلام قبل تنفيذها."
وقال الجمهوريون إن الديمقراطيين يعرضون البلاد للخطر بمحاولتهم تمرير قرار وصفوه بأنه إيماءة سياسية جوفاء في بداية سنة تشهد انتخابات عامة.

مجلس النواب الاميركي
انقسام في الكونغرس على خلفية مواقف ترامب من التصعيد مع ايران

وقال مايك مكول كبير الجمهوريين بلجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب "بدلا من دعم الرئيس، يحدث زملائي الديمقراطيون انقساما بين الأمريكيين في توقيت حساس". وأضاف أن القرار "سيوثق يدي الرئيس".
وانتقد البيت الأبيض أيضا تأييد القرار في المجلس ووصفه بأنه "سخيف" و"مجرد حركة سياسية أخرى".
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض هوجان جيدلي في بيان إن القرار "يحاول عرقلة سلطة الرئيس في حماية أمريكا ومصالحنا بالمنطقة من التهديدات المستمرة".
مصير مجهول
مصير القرار مجهول في مجلس الشيوخ حيث يستحوذ الجمهوريون على 53 مقعدا من مقاعد المجلس المئة، لكن عضوين جمهوريين على الأقل بالمجلس هما راند بول ومايك لي عبرا عن تأييدهما له.
وإذا تم إقراره في مجلس النواب والشيوخ فلن يحتاج لتوقيع ترامب ليصبح ساريا، وإن كان الديمقراطيون والجمهوريون يختلفون حول ما إن كان ملزما.
وانتقدت رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي البيت الأبيض لعدم تشاوره مع الكونغرس قبل ضربة الطائرة المسيرة التي قتلت سليماني في بغداد الأسبوع الماضي.
وقالت في مؤتمر صحفي "الأسبوع الماضي، نفذ الرئيس والإدارة من وجهة نظرنا هجوما استفزازيا وغير متناسب على إيران، وهو ما عرض الأمريكيين للخطر".
ووصف ترامب رئيس مجلس النواب على تويتر بأنها "معتوهة". وقال للصحفيين إنه لا يحتاج لموافقة الكونغرس على عمل عسكري ضد إيران. وقال "ليس لزاما عليّ، ولا ينبغي أن يكون لزاما عليكم، لأن الأمر يتطلب أحيانا اتخاذ قرارات خاطفة.. يتطلب أحيانا أن تتحرك بسرعة بالغة".