ترامب وكيم يصنعان التاريخ في قمة سنغافورة

الزعيمان يخرجان بانطباعات جيدة ويتوقعان حدوث صعوبات وتحديات لتحقيق السلام وإنهاء المواجهة النووية في شبه الجزيرة الكورية.
اربعون دقيقة لاجتماع مغلق بين كيم وترامب
المباحثات بين البلدين تقدمت بسرعة 'أكبر من المتوقع'
فرصة لا مثيل لها لتحسين العلاقات بين واشنطن وبيونغيانغ

سنغافورة - قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه كون "علاقة جيدة" مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون في بداية قمة تاريخية جمعتهما في سنغافورة الثلاثاء، مع بحث الزعيمين عن سبل لإنهاء المواجهة النووية على شبه الجزيرة الكورية.
وإذا نجحا في تحقيق انفراجة دبلوماسية، فقد يغير هذا بشكل دائم الأفق الأمني في منطقة شمال شرق آسيا على غرار زيارة الرئيس الأميركي السابق ريتشارد نيكسون للصين في عام 1972 والتي أدت إلى تحول في بكين.
وقال كيم "سوف نواجه تحديات" لكنه تعهد بالعمل مع ترامب.
ولا يزال خصما الحرب الكورية في الفترة بين 1950 و1953 في حالة حرب فنيا نظر لأن الصراع الذي أودى بحياة الملايين توقف فقط بهدنة.
ومع تسليط كاميرات الصحافة العالمية عليهما، بنى ترامب وكيم أجواء صداقة مبدئية.
وبدت الجدية على الزعيمين مع خروجهما من سيارتيهما عند مقر القمة في فندق كابيلا على جزيرة سنتوسا في سنغافورة.
لكن سرعان ما علت الابتسامة وجهيهما وتصافحا قبل أن يقود ترامب كيم إلى المكتبة التي عقدا فيها اجتماعا برفقة المترجمين فقط. وكان ترامب قال يوم السبت إنه سيعلم خلال دقيقة من الاجتماع مع كيم ما إذا كان سيتوصل إلى اتفاق.
وبعد محادثات أولية استمرت قرابة 40 دقيقة خرج ترامب وكيم وسارا جنبا إلى جنب في الفندق قبل أن يدخلا مجددا قاعة الاجتماع حيث انضم إليهما كبار المسؤولين.
وسُمع كيم يقول لترامب من خلال مترجم "أعتقد أن العالم كله يتابع هذه اللحظة. الكثيرون في العالم سيعتقدون أن هذا مشهد من فيلم خيال علمي".

أعتقد أن العالم كله يتابع هذه اللحظة. الكثيرون في العالم سيعتقدون أن هذا مشهد من فيلم خيال علمي

وردا على سؤال من أحد الصحفيين حول سير الاجتماع قال ترامب "جيد جدا. جيد جدا جدا. علاقة جيدة".
وبدا كيم متفائلا أيضا بشأن التوقعات للقمة.
وقال "تغلبنا على كل الشكوك والتكهنات حول هذه القمة وأعتقد أن هذا جيد من أجل السلام. أعتقد أن هذه مقدمة جيدة للسلام".
وانضم إلى ترامب في المحادثات الموسعة وزير الخارجية مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي جون بولتون وكبير موظفي البيت الأبيض جون كيلي، بينما شمل فريق كيم مدير المخابرات العسكرية السابق كيم يونغ تشول ووزير الخارجية ري يونغ هو ونائب رئيس حزب العمال الحاكم ري سو يونغ.
وبينما اجتمع الزعيمان، قامت سفن البحرية في سنغافورة وطائرات أباتشي الهليكوبتر بدوريات بينما حلقت طائرات مقاتلة وطائرة غالف ستريم 550 للإنذار المبكر.
وكانت الأسواق الآسيوية مستقرة إلى حد بعيد ولم تبد رد فعل ملحوظا مع بدء القمة. وكان الدولار عند أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع بينما لم يطرأ تغير يذكر على مؤشر (إم.إس.سي.آي) لأسواق آسيا والمحيط الهادي.

وخلال الساعات التي سبقت بدء القمة عبر ترامب عن تفاؤله بشأن فرص نجاح أول اجتماع على الإطلاق بين زعيمين في السلطة للبلدين، بينما تحدث بومبيو ببعض الحذر عما إذا كان كيم سيثبت صدق نواياه لنزع السلاح النووي.
وأجرى مسؤولون من الجانبين جولة أخيرة من المحادثات استهدفت وضع إطار لقمة لم تكن حتى شهور قليلة مضت واردة بالمرة بعدما تبادل الزعيمان الإهانات والتهديدات وزادت المخاوف من نشوب حرب.
وقال بومبيو للصحفيين في وقت سابق إن القمة ربما توفر "فرصة لم يسبق لها مثيل لتغيير مسار علاقاتنا وتحقيق السلام والرخاء" في كوريا الشمالية.
لكنه هون من إمكانية تحقيق تقدم سريع وقال إن القمة يجب أن تضع إطارا "للعمل الشاق الذي سيستتبعها" مؤكدا أن كوريا الشمالية يتعين أن تتحرك صوب نزع السلاح النووي بشكل كامل ونهائي ويمكن التحقق منه.
لكن كوريا الشمالية لم تظهر حتى الآن رغبة واضحة في التخلي عن أسلحتها النووية التي تعتبرها ضرورية لبقاء نظام الحكم في البلاد.
وذكر بومبيو أن العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية ستبقى سارية لحين حدوث ذلك. وأضاف "إذا لم تتحرك الدبلوماسية في الاتجاه الصحيح، ستزيد هذه الإجراءات".
وأضاف ان "كوريا الشمالية أكدت في وقت سابق استعدادها لنزع الأسلحة النووية، ونحن حريصون على التأكد من صدق هذا الكلام".
وقال البيت الأبيض لاحقا إن المناقشات مع كوريا الشمالية تقدمت "بسرعة أكبر من المتوقع". وأضاف أن ترامب سيغادر سنغافورة مساء الثلاثاء بعد القمة بعدما كان من المقرر أن يغادر يوم الأربعاء.
وقال مصدر مطلع على تفاصيل زيارة كيم يوم الأحد إن زعيم كوريا الشمالية سيغادر سنغافورة بعد ظهر الثلاثاء.