ترامب يؤسس لسابقة خطيرة بتأييد الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان

خبراء يرون أن تأييد الرئيس الأميركي الاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية ينذر بتحفيز نزعات توسعية لدى دول أخرى ويبرر لموسكو ضم القرم وبكين ضم بحر الصين الجنوبي.

كيف يمكن لواشنطن إدانة ضم روسيا للقرم وتأييد احتلال إسرائيل للجولان
وزير سويدي سابق: ترامب يعيد شريعة الغاب من جديد

واشنطن - بإعلانه تأييد الاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية المحتلة، يزدري دونالد ترامب مرة ثانية الإجماع الدولي، ما قد يخلق سوابق تبرر نزعات توسعية لدى دول أخرى في العالم، حسب ما يرى خبراء.

واحتلت إسرائيل القسم الأكبر من هضبة الجولان السورية عام 1967 وقامت بضمها عام 1981 رغم معارضة كامل المجتمع الدولي لهذا الضم، إلا أن ترامب اعتبر فجأة الخميس في تغريدة أنه "بعد 52 عاما حان الوقت" لتعترف الولايات المتحدة بالسيادة الإسرائيلية على هذه الهضبة.

ويتوقف الدبلوماسي الأميركي السابق ورئيس مجلس العلاقات الخارجية ريتشارد هاس عند موقف الرئيس ترامب، مشددا على أن القانون الدولي "يمنع التوسع على الأرض عبر الحرب"، مضيفا "هذا الأمر هو أحد أبرز ركائز النظام الدولي وهذا ما استندت إليه الولايات المتحدة في رفضها لاحتلال صدام حسين للكويت واحتلال بوتين للقرم".

ويشير هاس بذلك إلى التدخل الأميركي العسكري الذي طرد الجيش العراقي من الكويت عام 1991 وإلى قيام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بضم منطقة القرم الأوكرانية عام 2014.

وردا على سؤال حول كيف يمكن للولايات المتحدة التي فرضت عقوبات على روسيا لضمها القرم أن تدعم احتلال إسرائيل للجولان السورية، رد وزير الخارجية الأميركي مارك بومبيو قائلا عبر شبكة سكاي نيوز "ما فعله الرئيس ترامب بالنسبة إلى هضبة الجولان هو الاعتراف بحقيقة على الأرض والوضع الأمني الضروري لحماية دولة إسرائيل. الأمر بهذه البساطة".

وهذا الموقف الداعم لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو ليس الأول من نوعه بأي حال لدونالد ترامب، ففي ديسمبر/كانون الأول 2017 تجاهل أيضا الاتفاقات الدولية واعترف من طرف واحد بالقدس عاصمة لإسرائيل.

لكن وزير الخارجية السويدي السابق كارل بيلت يرى أن ترامب يذهب بعيدا أكثر هذه المرة، قائلا في هذا الصدد "إنها شريعة الغاب التي تطبق مرة جديدة"، مضيفا "الكرملين سيكون مسرورا وسيطبق المبدأ نفسه في القرم، كما ستقوم بكين بالمثل بالنسبة إلى مطالبتها بالسيادة على بحر الصين الجنوبي".

ولم يخف الأوروبيون مع الدول العربية القلق الشديد إزاء هذا الموقف الجديد لترامب والذي لم يترجم بعد إلى واقع.

وسارعت فرنس إلى اعتبار الاعتراف بضم هضبة الجولان "خرقا للقانون الدولي"، معتبرة أن هذا الضم "سبق وأن اعتبر لاغيا وكأنه لم يكن عبر قرارات عدة لمجلس الأمن". كما رفضته سوريا واعتبرته "خرقا فاضحا للقانون الدولي".

وفي نيويورك قال السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري "إنها أرضنا وسنستعيدها عاجلا أم آجلا".

واعتبر المحلل ايلان غولدنبرغ من المركز من أجل أمن أميركي جديد، اعتبر أن قرار ترامب "لن يكون سهل الهضم، فسيضعف أمن إسرائيل وسيؤثر على مصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وأبعد من الشرق الأوسط مع تحريك عش دبابير كان بالإمكان الاستغناء عنه".

وأضاف هذا الخبير "في حال توقفت واشنطن عن التقيد بالمبادئ الدولية لا بد من توقع قيام دول أخرى بضم أراض مجاورة لها".

 أما ستيفن كوك خبير شؤون الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية فيرى أنه كان الأجدى أن يمتنع ترامب عن اتخاذ قرار بشأن الجولان ما دام الوضع القائم حاليا مستمر منذ أكثر من خمسين عاما. وقال "إن موقف ترامب سيدفع إلى قيام معارضة في حين أنه كانت هناك موافقة ضمنية".

وخلص إلى القول "إن إسرائيل موجودة في الجولان لدوافعها الخاصة وأي موقف من إدارة ترامب لن يغير كثيرا في الأمر".