ترامب يتجه لنسف حق العودة وإنهاء تمويل الأونروا

الاعلان الاميركي المتوقع يتضمن انهاء التمويل وتقليل عدد الذين يعتبرون لاجئين من الفلسطينيين الى 700 الف فقط.
إدارة ترامب تخنق أونروا
إجراءات أميركية قاسية سياسيا وماليا تستهدف تغيير طريقة عمل الأونروا
الرئيس الأميركي يضاعف الضغوط المالية على الفلسطينيين

واشنطن/القدس المحتلة - يتجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمضاعفة الضغوط المالية الفلسطينيين لإرغامهم على قبول خطة السلام المثيرة للجدل التي باتت تعرف باسم "صفقة القرن".

وقد أعلن مصدر بالإدارة الأميركية اليوم الجمعة، أن إدارة ترامب قررت بالفعل إنهاء التمويل الأميركي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)".

ونقلت شبكة سي ان ان الأميركية عن المصدر الذي لم تسمّه قوله، إنه "من المتوقع أن يعلن هذا القرار خلال الأسابيع القليلة المقبلة".

ومن المتوقع أيضا أن يتضمن الإعلان انتقادا للطريقة التي تعمل بها الأونروا بالإضافة إلى المطالبة بتقليل أعداد الفلسطينيين الذين يعتبرون لاجئين والتركيز على نحو 700 ألف فقط ممن هجرتهم العصابات الصهيونية من منازلهم في الفترة ما بين عامي 1948 و1949، حسب المصدر نفسه.

ويأتي هذا الإعلان بعد يومين من تأكيد مجلة "فورين بوليسي"، للقرار نقلا عن مصادر لم تسمها وصفتها بأنها مطلّعة على المسألة، قالت إن "قرار ترامب اتخذ خلال اجتماع مطلع أغسطس/آب الجاري بين ترامب ومستشاره وصهره غاريد كوشنر ووزير الخارجية مايك بومبيو".

وقالت المجلة، إن الإدارة الأميركية أبلغت عدة حكومات لم تذكرها بهذا القرار.

والسبت الماضي، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن إدارة ترامب "تتجه مع بداية سبتمبر/أيلول لإعلان خطوات تغير من طريقة عمل الأونروا وتهدف إلى إلغاء حق عودة اللاجئين".

وذكرت القناة الثانية العبرية أن الإدارة الأميركية "ستعتبر أن عدد اللاجئين الفلسطينيين نصف مليون فقط وليس 5 ملايين كما تقول أونروا"، في إشارة إلى الاعتراف فقط بالأشخاص الذين هجرتهم العصابات الصهيونية من قراهم ومدنهم عام 1948.

ويشهد قطاع غزة على طول السياج الأمني مع إسرائيل احتجاجات مستمرة في مسيرات أطلق عليها اسم مسيرات العودة سقط فيها مئات الفلسطينيين من بداية تنظيمها جرحى بنيران الجيش الاسرائيلي.

وأعلنت مصادر طبية اليوم الجمعة إصابة 180 مواطنا بجراح مختلفة بالرصاص الحي والاختناق على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة جراء إطلاق جنود الاحتلال الرصاص والغاز على المتظاهرين السلميين في الجمعة الـ23 لمسيرات العودة السلمية.

آلاف الفلسطينيين يتظاهرون للجمعة الـ23 تأكيدا لحق العودة
آلاف الفلسطينيين يتظاهرون للجمعة الـ23 تأكيدا لحق العودة

ووفقا للقناة العبرية، فإن إدارة ترامب ستتخذ أيضا سلسلة إجراءات في هذا الإطار تتمثل بالإعلان عن وقف تمويل كامل لـ"أونروا" في عدد من المناطق وإيجاد صيغة قانونية جديدة تكفل عدم نقل صفة اللاجئ بالوراثة من الأجداد والآباء إلى الأبناء.

وأشارت إلى أن هذه الخطوات قد يتم البدء بتنفيذها فعليا الأسبوع المقبل، لافتة إلى أنّ بعض المسؤولين الإسرائيليين على اطلاع بها وقد وصفوها بأنها "تاريخية".

وحذّر رئيس المفوضية العامّة لمنظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن حسام زملط الجمعة الإدارة الأميركية من قطع معونتها المالية لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بعدما خفّضت بنسبة كبيرة مساهمتها في ميزانية الوكالة الأممية.

والولايات المتحدة التي كانت على مدى عقود المساهم الأول في موازنة الأونروا، خفّضت هذا العام بنسبة كبيرة مساعدتها للوكالة الأممية، إذ أنها لم تقدّم هذا العام سوى 60 مليون دولار مقابل 370 مليون دولار في العام 2017.

ولم تكتف واشنطن بهذا الخفض بل أعلنت أنها ستراجع هذا التمويل بأسره للنظر في ما إذا كانت ستستمر فيه أم لا.

والجمعة قال زملط إن "قطع المعونة عن الأونروا يعني تراجع الولايات المتحدة عن التزاماتها ومسؤولياتها الدولية".

رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وجاريد كوشنر مستشار الرئيس الأميركي
كوشنر أحد مهندسي صفقة القرن

وأضاف "ليس من مسؤولية الإدارة الأميركية تحديد وضع اللاجئين الفلسطينيين. إن الوضع الوحيد الذي تستطيع الولايات المتحدة تحديده هو دورها في صنع السلام في المنطقة".

وشدّد على أنّه "من خلال تبنّيها أكثر الروايات الإسرائيلية تطرفا حول كل القضايا، بما في ذلك حقوق أكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني، فإن الإدارة الأميركية فقدت دورها كصانع للسلام وهي لا تلحق الضرر بوضع هش أساسا فحسب بل بآفاق السلام المستقبلي في الشرق الأوسط".

وكانت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هايلي قالت الثلاثاء خلال مؤتمر في واشنطن "هناك عدد لا حصر له من اللاجئين الذين ما زالوا يتلقون المساعدة" وفي الوقت نفسه فإن السلطة الفلسطينية "تواصل انتقاد أميركا"، مضيفة "حتما أعتقد أنه علينا النظر في حق العودة".

وتأسست أونروا بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949، لتقديم المساعدة والحماية للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس وهي الأردن وسوريا ولبنان والضفة الغربية وقطاع غزة.

ويبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين المقيمين داخل فلسطين وخارجها، نحو 5.9 ملايين لاجئ، بحسب أحدث بيانات إحصائية فلسطينية رسمية.

وينص قرار حق العودة الذي يحمل رقم 194 والصادر في 11 ديسمبر/كانون الأول 1948 عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، على حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة والحصول على التعويض.