ترامب يتهم الصين بنشر كورونا ويدعو لمحاسبتها دوليا

الرئيس الأميركي يوجه في كلمة مسجلة بمناسبة انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، انتقادات لاذعة للصين محملا إياها المسؤولية عن تفشي الوباء في دول العالم.
ترامب يتهم الصحة العالمية وبكين بنشر معلومات مضللة حول كورونا
الرئيس الأميركي يتوقع الخروج من أزمة كوفيد 19
ترامب يعد بتوزيع لقاح لكورونا والقضاء على الوباء
الصين تدعو العالم إلى عدم تسييس المعركة ضد كورونا
شي جينبينغ: لا نسعى إلى الدخول في حرب باردة جديدة

نيويورك - دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء مخاطبا الأمم المتحدة إلى "محاسبة الصين على ما قامت به" في أزمة كوفيد-19، فيما توشك الولايات المتحدة على تجاوز عتبة 200 ألف وفاة بالوباء.

وفي رسالة مسجلة بثت بمناسبة انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال ترامب "مع بداية تفشي الفيروس، منعت الصين كافة الرحلات الداخلية، لكنها سمحت للطائرات بمغادرة الصين ونشر العدوى في العالم".

وأضاف "أعلنت الحكومة الصينية ومنظمة الصحة العالمية التي تسيطر عليها الصين تقريبا، خطأ أن لا دليل على أن العدوى تنتقل بين البشر".

وتابع "على الأمم المتحدة محاسبة الصين على أفعالها" وذلك فيما توشك الوفيات الناجمة عن الفيروس في الولايات المتحدة أن تتجاوز عتبة 200 ألف حالة.

واتهم بكين ومنظمة الصحة العالمية بنشر معلومات كاذبة عن كيفية انتقال الفيروس الذي أسماه بـ"فيروس الصين".

كما انتقد الرئيس الأميركي بكين بسبب سجلها البيئي واتهمها بالإفراط في الصيد وإلقاء المواد البلاستيكية في المحيطات وإطلاق المزيد من الزئبق السام أكثر من أي دولة أخرى.

وقال "أولئك الذين يهاجمون السجل البيئي الاستثنائي لأميركا بينما يتجاهلون التلوث المنتشر في الصين لا يهتمون بالبيئة. إنهم يريدون فقط معاقبة أميركا. ولن أقبل بذلك".

وتوقع ترامب الذي يسعى إلى الفوز بولاية ثانية في انتخابات 3 نوفمبر/تشرين الثاني، مخرجا من الأزمة مطلقا الوعود.

وقال بهذا الصدد "سنوزع لقاحا، سنهزم الفيروس سنضع حدا للوباء وسندخل حقبة جديدة غير مسبوقة من الازدهار والتعاون والسلام".

أولئك الذين يهاجمون السجل البيئي الاستثنائي لأميركا بينما يتجاهلون التلوث المنتشر في الصين لا يهتمون بالبيئة. إنهم يريدون فقط معاقبة أميركا ولن أقبل بذلك

ووعد الملياردير الجمهوري الذي وجهت إليه الانتقادات بسبب إدارته للجائحة التي يبدو أنها تعوق فرص إعادة انتخابه في انتخابات الرئاسة القادمة "بتوزيع لقاح والقضاء على الفيروس وإنهاء الوباء لدخول حقبة جديدة لم يسبق لها مثيل من الازدهار والتعاون والسلام".

وأشاد بنفسه بصفته "صانع السلام"، بعد أسبوع من التوقيع في البيت الأبيض على اتفاقي سلام بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين.

وواصل ترامب هجومه على الصين على الصعيدين البيئي والتجاري، فيما من المقرر أن يوجه الرئيس الصيني شي جينبينغ كلمته في تسجيل بالفيديو أيضا.

وقال الرئيس الصيني شي جينبينغ في كلمته عبر الفيديو إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الثلاثاء إن بلاده لا تسعى إلى الدخول في حرب باردة جديدة.

وتابع "الصين هي أكبر دولة نامية في العالم وهي دولة ملتزمة بالتنمية السلمية والمفتوحة والتعاونية والمشتركة.. ليس لدينا نية للقتال في حرب باردة أو ساخنة مع أي دولة".

ودعا العالم إلى "معارضة التسييس والوصم" على خلفية فيروس كورونا المستجد، معتبرا أن التضامن الدولي هو الوسيلة الوحيدة لتجاوز الأزمة.

ودعا شي في كلمته المسجّلة عبر الفيديو قادة العالم إلى تبني "مفهوم الأسرة الكبيرة... وتجنب الوقوع في فخّ صدام الحضارات"، وذلك بعد أن شنّ نظيره الأميركي دونالد ترامب هجوما حادا على الصين في خطابه.

ولكن بدون انتظار، حذر غوتيريش من "شق كبير" بين "أكبر قوتين اقتصاديتين" في العالم، وقال "لن يتحمل عالمنا مستقبلا يقسم فيه أكبر اقتصادين الكوكب إلى نصفين، لكل منه قواعده التجارية والمالية وشبكة الإنترنت وقدراته في مجال الذكاء الاصطناعي".

وقال أمام قاعة الجمعية العامة شبه الخالية في نيويورك إنه في مواجهة وباء كوفيد-19، يحتاج العالم إلى "وقف إطلاق نار عالمي لوضع حد للصراعات 'الساخنة' عبر القيام بكل ما يمكن لتجنب حرب باردة جديدة"، محذرا من أن "هذا مسار خطير جدا"، منددا بالمنافسة الصينية الأميركية المتصاعدة.

وبدءا من الثلاثاء ومدى أسبوع، سيتحدث ممثلو 193 دولة خلال الاجتماع الذي ينعقد في الافتراضي هذا العام بسبب الوباء. وللمرة الأولى لم تشاهد في وسط مانهاتن مواكب السيارات وغابت التكهنات بشأن احتمال انعقاد اجتماعات استثنائية على الهامش.

وبدلا من ذلك طُلب من قادة الدول إرسال خطاباتهم المسجلة مسبقا ليتم بثها في القاعة الفسيحة حيث سمح بحضور مسؤول دبلوماسي واحد نيابة عن كل وفد، مع إلزامه بوضع كمامة.

وكرر غوتيريش الدعوة لوقف الأعمال الحربية بهدف تسهيل مكافحة الوباء. وقال "حان الوقت لإعطاء دفع جديد للسلام والمصالحة. أدعو المجتمع الدولي إلى مضاعفة جهوده، تحت قيادة مجلس الأمن، من أجل تحقيق وقف عالمي لإطلاق النار بحلول نهاية العام".

ولم يجد غوتيريش تجاوبا كبيرا على أرض الواقع في دعواته السابقة. ومن بين التطورات الإيجابية، أشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان وسلطته الجديدة وأفغانستان مع بدء مفاوضات السلام بين كابول وحركة طالبان وسوريا حيث يسري وقف لإطلاق النار منذ أشهر عدة في منطقة إدلب (شمال غرب).

من جانبه، قال الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو في كلمته إن بلاده كانت "ضحية واحدة من أكثر حملات التضليل وحشية في منطقة الأمازون وبانتانال"، حيث تشتعل الحرائق حاليا.

الفرص ضئيلة لمواقف دراماتيكية للقادة في خطاباتهم بعد أن طلبت الأمم المتحدة من قادة الدول إرسال خطاباتهم مسجلة بالفيديو قبل أربعة أيام، ما يعني غياب أي عفوية أو تفاعل مع تطورات ممكنة في اللحظة الأخيرة

وقال إن "الكل يعرف أن منطقة الأمازون البرازيلية غنية جدا. وهذا يفسر دعم المؤسسات الدولية لهذه الحملة المشكوك في من يقف وراءها بمساعدة جمعيات برازيلية متربحة وغير وطنية بهدف إلحاق الضرر بالبرازيل".

وتجتذب القمة في السنوات العادية قرابة 10 آلاف شخص من أنحاء العالم وهو أمر لا يمكن التفكير به في وقت فُرضت قيود صارمة على السفر للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد الذي أودى بقرابة 950 ألف شخص في العالم.

وفي انعدام فرصة عقد لقاءات ومحادثات مباشرة، يتساءل بعض الدبلوماسيين في الأمم المتحدة عما يمكن إنجازه.

ومع ذلك تمضي الأمم المتحدة قدما في تنظيم اجتماعات تتناول مواضيع معينة، افتراضية أيضا، على هامش القمة لمناقشة قضايا رئيسية مثل وباء كوفيد-19 والتغير المناخي والتنوع البيئي والاضطرابات السياسية في كل من ليبيا ولبنان.

والفرص ضئيلة أيضا لمواقف دراماتيكية للقادة في خطاباتهم. وحرصا منها على تجنب حدوث أي أخطاء فنية، طلبت الأمم المتحدة من قادة الدول إرسال خطاباتهم مسجلة بالفيديو قبل أربعة أيام، ما يعني غياب أي عفوية أو تفاعل مع تطورات ممكنة في اللحظة الأخيرة.

وافتتحت الأمم المتحدة أسبوعها الدبلوماسي الاثنين بالاحتفال بمرور 75 عاما على تأسيسها، في قمة افتراضية دعا خلالها الأمين العام للمنظمة أنطونيو غوتيريش شخصيا إلى مزيد من التعددية الدولية.

وفي مؤشر على مواقفه من ذلك، لم يوجه ترامب كلمة، وجاءت الكلمة الأميركية على لسان نائب المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة الذي قال إن "الوقت حان لطرح أسئلة بخصوص مكامن قوة وضعف الهيئة".

وحتى السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة لم تكن موجودة إذ توجهت بدلا من ذلك إلى واشنطن حيث تم الإعلان عن "عقوبات أممية" ضد إيران، طالب ترامب جميع الدول بتطبيقها.

وتقول الولايات المتحدة إنها تطبق حظرا دوليا على الأسلحة شارفت مدته على الانتهاء، لكن أيا من الدول في الواقع لا يعتقد أن لدى واشنطن السلطة لفرض عقوبات دولية، في وقت تركز فيه القوى الأوروبية على إنقاذ اتفاق نووي مع إيران تم التوصل إليه خلال عهد الرئيس السابق باراك أوباما.

ويأتي الموقف الأميركي المتشدد قبيل الانتخابات الرئاسية وبعد سنة على جهود باءت بالفشل للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في نيويورك للترتيب للقاء أو حتى اتصال هاتفي بين ترامب ونظيره الإيراني حسن روحاني لتخفيف التوتر.

وماكرون الذي ألقى كلمة مسجلة بتقنية الفيديو في الذكرى الـ75 لتأسيس الأمم المتحدة، دعا إلى دور أكبر للهيئة الدولية في إيجاد حلول لمشكلات عالمية.

وقال "في وقت يغذي فيه الوباء الخوف من الانحدار والرواية بشأن العجز الجماعي، أريد أن أقول أمرا بوضوح تام: في مواجهة حالة الطوارئ الصحية والتحدي المناخي وتراجع الحقوق، يتوجب علينا الآن وهنا، التحرك".

وحذرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل من أن الأمم المتحدة "أجبرت في كثير من الأحيان على التخلف عن مُثلها في وقت حالت فيه مصالح الأفراد مرة بعد أخرى دون أن يعمل هذا النظام كما كان مقصودا له".

وتابعت "لكن يخطئ الذين يعتقدون أن بإمكانهم تدبير أمرهم بشكل أفضل بمفردهم. رفاهنا شيء يمكننا تشاركه ومعاناتنا أيضا. نحن عالم واحد".