ترامب يتوقع اتفاقا نوويا جديدا مع إيران وتطبيعا بين السعودية وإسرائيل

الرئيس الأميركي يبدي انفتاحه على لقاء الزعيم الإيراني الأعلى أو رئيس البلاد، معربا عن تفاؤله بتسوية أزمة نووي إيران.
مسؤول إيراني يؤكد أن برنامج الصواريخ يمثل نقطة خلاف رئيسية في المحادثات مع أميركا

واشنطن - أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب انفتاحه على لقاء الزعيم الإيراني الأعلى علي خامنئي أو رئيس البلاد مسعود بيزشكيان، معبرا عن اعتقاده بأن البلدين سيبرمان اتفاقا جديدا بشأن برنامج طهران النووي، كما توقع تطبيعا وشيكا بين إسرائيل والسعودية، رغم موقف المملكة الواضح باشتراطها تسوية عادلة للقضية الفلسطينية عبر حل الدولتين.

وقال ترامب في مقابلة مع مجلة "تايم" يوم 22 أبريل/نيسان ونشرت اليوم الجمعة "أعتقد أننا سنبرم اتفاقا مع إيران"، وذلك بعد محادثات أميركية إيرانية غير مباشرة الأسبوع الماضي اتفق فيها الجانبان على وضع إطار لاتفاق محتمل.

وأكد في تصريحات أخرى للصحفيين في البيت الأبيض اليوم الجمعة توقعاته الإيجابية قائلا "أعتقد أن الأوضاع مع إيران تسير على ما يرام. سنرى ما سيحدث". وذكر مسؤول أميركي أن المناقشات أحرزت "تقدما جيدا جدا".

وردا على سؤال في المقابلة عما إذا كان منفتحا على لقاء الزعيم الإيراني الأعلى علي خامنئي أو الرئيس مسعود بزشكيان، قال ترامب "بالتأكيد".

وهدد الرئيس الأميركي مجددا بشن عمل عسكري ضد إيران ما لم تتوصل سريعا إلى اتفاق جديد يمنعها من صنع أسلحة نووية. وانسحبت الولايات المتحدة في عام 2018، خلال ولاية ترامب الأولى، من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران وقوى عالمية.

ومن المقرر استئناف المحادثات على مستوى الخبراء غدا السبت في عُمان، التي تلعب دور الوسيط بين الخصمين القديمين، وانعقاد جولة ثالثة من المناقشات النووية عالية المستوى في اليوم نفسه.

ووصفت إسرائيل، الحليف الوثيق للولايات المتحدة والعدو الرئيسي لإيران في الشرق الأوسط، برنامج طهران لتخصيب اليورانيوم بأنه "تهديد وجودي" لها.

ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى تفكيك القدرات النووية الإيرانية بالكامل، قائلا إن الإجراءات الجزئية غير كافية لضمان أمن إسرائيل.

وردا على سؤال عما إذا كان يخشى من أن يجر نتنياهو الولايات المتحدة إلى حرب مع إيران، قال ترامب "لا".

وفي رده على سؤال آخر عما إذا كانت الولايات المتحدة ستشارك في حرب ضد إيران إذا اقدمت إسرائيل على هذه الخطوة، قال "قد أشارك طواعية إذا لم نتمكن من التوصل إلى اتفاق، سأكون في الطليعة إذا لم نتوصل إلى اتفاق".

وفي مارس/آذار، ردت إيران على رسالة من ترامب حثها فيها على التفاوض على اتفاق جديد، مؤكدة أنها لن تشارك في محادثات مباشرة تحت الضغوط القصوى والتهديدات العسكرية، لكنها منفتحة على المفاوضات غير المباشرة، كما حدث في الماضي.

ورغم أن المحادثات الحالية غير مباشرة بوساطة سلطنة عمان، تحدث مسؤولون أميركيون وإيرانيون وجها لوجه لفترة وجيزة بعد الجولة الأولى في 12 أبريل/نيسان.

وقال مسؤول إيراني مطلع على المحادثات النووية مع الولايات المتحدة إن طهران ترى أن برنامجها الصاروخي هو العقبة الأكبر في المناقشات وليس تخصيب اليورانيوم.

وأضاف أن المفاوضين الإيرانيين غادروا روما وهم على قناعة بأن الولايات المتحدة قبلت موقف طهران بأنها لن تنهي برنامجها لتخصيب اليورانيوم بالكامل أو تتنازل عن كل اليورانيوم الذي خصبته بالفعل، لكنه أشار إلى أن برنامجها الصاروخي لا يزال يشكل نقطة خلاف رئيسية.

وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو هذا الأسبوع إن إيران سيتعين عليها وقف تخصيب اليورانيوم بالكامل بموجب الاتفاق واستيراد أي يورانيوم مخصب تحتاجه لتشغيل محطة بوشهر، وهي المحطة النووية الوحيدة العاملة لديها.

وقال عدد من الدبلوماسيين الأوروبيين إن الجهود التي بذلتها دولهم لإثارة موضوع برنامج الصواريخ الإيراني في محادثات متقطعة خلال الأشهر القليلة الماضية قوبلت بالرفض المتكرر من مسؤولين إيرانيين أصروا على أنه غير قابل للتفاوض.

وأضاف الدبلوماسيون أن دولا أوروبية اقترحت على المفاوضين الأميركيين أن يتضمن الاتفاق الشامل قيودا تمنع إيران من امتلاك القدرة على وضع رأس نووي على صاروخ باليستي.

وجرت آخر مفاوضات مباشرة معروفة بين طهران وواشنطن في عهد الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما خلال المساعي الدبلوماسية التي أدت إلى إبرام الاتفاق النووي عام 2015.

وتتهم القوى الغربية إيران بتبني أجندة سرية لتطوير قدرات لصنع أسلحة نووية من خلال تخصيب اليورانيوم إلى درجة عالية من النقاء، يتجاوز ما يقولون إنه مبرر لبرنامج مدني للطاقة الذرية.

وتؤكد طهران أن برنامجها النووي سلمي بالكامل. وحد اتفاق عام 2015 من نشاطها في تخصيب اليورانيوم مقابل تخفيف العقوبات الدولية، لكن إيران استأنفت التخصيب وزادت وتيرته بعد أن سحب ترامب بلاده من الاتفاق النووي عام 2018.

وفي شأن آخر أعرب ترامب عن ثقته بقيام السعودية بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل، قائلا إن "الرياض ستنضم إلى اتفاقيات إبراهيم"، في إشارة إلى الاتفاق التاريخي الذي أُبرم في نهاية ولايته الأولى عام 2020 وشهد تطبيع الإمارات والبحرين والسودان والمغرب للعلاقات مع إسرائيل، مضيفا "هذا سيحدث".

ومن المقرر أن يزور ترامب السعودية الشهر المقبل في إطار جولة له في الشرق الأوسط كان من المتوقع أن تكون أول رحلة خارجية له منذ عودته إلى البيت الأبيض، قبل أن يقرر السفر إلى إيطاليا لحضور جنازة البابا فرنسيس.

وأقام ترامب علاقات وثيقة مع الرياض خلال ولايته الأولى، ومن المتوقع أن يدفع بالمملكة التي تضم أقدس المواقع الإسلامية نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل كهدف رئيسي لسياسته الخارجية.

وقادت السعودية، التي نددت مرارا بالحرب الإسرائيلية على غزة، جهودا دبلوماسية رفيعة المستوى لدفع المجتمع الدولي إلى إيجاد حل عاجل وشامل للأزمة متمسكة بمقاربتها القائمة على إقامة دولة فلسطينية، فيما أطلقت في سبتمبر/أيلول الماضي تحالفا دوليا من أجل حل الدولتين.