ترامب يحذر خامنئي من مواصلة اطلاق تهديداته

الرئيس الأميركي يطالب الزعيم الاعلى الايراني بان يكون حذرا جدا في كلامه خاصة وان اقتصاد ايران ينهار وان الشعب يعاني.

واشنطن - طلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة من المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية في ايران آية الله علي خامنئي أن يكون "حذرا جدا في كلامه".
وعلق ترامب على كلام خامنئي الجمعة في تغريدة على تويتر قائلا "ما يسمى بالقائد الأعلى لايران، الذي لم يكن على هذا القدر من العلو مؤخرا، كانت لديه بعض الأشياء البذيئة عن الولايات المتحدة وأوروبا ليقولها".
ووفق ترامب فإن خطاب خامنئي الحاد، الذي هاجم فيه الولايات المتحدة "الشريرة" ووصف بريطانيا وفرنسا والمانيا "بخدّام أميركا"، كان خاطئا.
وأضاف ترامب في تغريدته "اقتصادهم ينهار، وشعبهم يعاني. يجب أن يكون حذرا جدا في كلامه".
وكان ترامب قد أيد في تغريدات سابقة الشعب الإيراني في تظاهراته السابق ضد النظام الايراني سواء بعد قرار رفع البنزين او بسبب التنديد بحادثة اسقاط الطائرة الاوكرانية.

وقال خامنئي الجمعة، إن الحرس الثوري يمكن أن ينقل معركته خارج حدود إيران، في رد فعل على مقتل قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في هجوم أميركي والاضطرابات الداخلية بسبب إسقاط طائرة.
وفي أول خطبة جمعة يدلي بها منذ ثماني سنوات، قال خامنئي لآلاف الإيرانيين الذين كانوا يهتفون "الموت لأميركا" إن الدول الأوروبية "لا يمكن الوثوق بها".
وقال خامنئي "يجب أن تستمر المقاومة حتى تتحرر المنطقة تماما من طغيان العدو" في إشارة إلى الولايات المتحدة مكررا مطالبته القوات الأميركية بالانسحاب من العراق والشرق الأوسط.
ويبدو ان تصريحات خامنئي اشارة الى ميليشياتها وحلفائها في الخارج خاصة في اليمن والعراق ولبنان بالاستعداد لتوجيه ضربات جديدة للمصالح الاميركية والغربية ما سيؤدي في النهاية الى توتير الاجواء.
وجعلت ايران من دول عربية ساحة لتصفية الحسابات مع الولايات المتحدة ما اضر بمصلحة شعوب تلك الدول التي طالبت في مظاهرات بمواجهة التدخلات الايرانية.
وأمر ترامب بقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس، أحد وحدات الحرس الثوري المسؤولة عن عمليات إيران في الخارج، في ضربة جوية بطائرة مسيرة في الثالث من يناير كانون الثاني. وأنشأ سليماني جماعات مسلحة تنحي الولايات المتحدة باللائمة عليها في هجمات على القوات الأميركية.
وردت إيران بضربات صاروخية على أهداف أميركية في العراق في الثامن من يناير/كانون الثاني، أسفرت عن وقوع إصابات لكن دون سقوط قتلى من القوات الأميركية.
وقال خامنئي إن القدرة على "توجيه الصفعة للقوة المتكبرة المتغطرسة تشير إلى القدرة الإلهية"، مضيفا أن اغتيال سليماني كشف عن "الطبيعة الإرهابية" لواشنطن.
وأضاف أن فيلق قوات القدس "مؤسسة إنسانية ذات حوافز إنسانية كبرى وواضحة" وتحمي الناس في أنحاء المنطقة. وقال "إنهم مقاتلون بلا حدود".

خامنئي هدد واشنطن باستهداف مصالحها في الخارج
خامنئي هدد واشنطن باستهداف مصالحها في الخارج

وفي أجواء التوتر التي أعقبت الضربات الصاروخية الإيرانية على أهداف أميركية، وفي وقت كانت القوات الإيرانية تتوقع فيه عمليات انتقامية أميركية، أسقطت دفاعات الحرس الثوري الجوية طائرة ركاب أوكرانية بطريق الخطأ.
واعترفت إيران بالخطأ بعد أيام من وقوعه، وهو ما أشعل شرارة احتجاجات في أنحاء البلاد قوبلت في بعض الأحيان بقمع عنيف.
وقال الزعيم الأعلى الإيراني "هؤلاء المهرجون الأميركيون يكذبون بقولهم إنهم يقفون إلى جانب الشعب الإيراني.. وعليهم أن يروا من هو الشعب الإيراني".
وعادة ما يستعمل خامنئي عبارات حادة ضد الاميركيين وضد الرئيس ترامب ما يشير الى الوضع النفسي الصعب للقادة الايرانيين.
ويحاول المسؤولون الإيرانيون التخفيف من وقع تأثير حادثة إسقاط الطائرة الأوكرانية على الوضع الداخلي خاصة مع استمرار الاحتجاجات الشعبية المنددة بالحادثة وبتورط النظام في كسب عداءات خارجية.
وفي هذا الاطار قال خامنئي الجمعة أنه لا يجب أن تطغى المأساة "المريرة" للطائرة الأوكرانية التي أُسقطت بطريق الخطأ في طهران على "تضحية" الجنرال قاسم سليماني الذي قُتل بغارة أميركية في بغداد قبل خمسة أيام من حادث الطائرة.
ووصف خامنئي حادث الطائرة بأنه "حادث مرير" وقدّم تعازيه إلى عائلات الضحايا. واعتبر في خطابه أن "البعض حاول (استخدام الحادث) بشكل يجعل (العالم) ينسى الشهادة العظيمة والتضحية" التي قدّمها سليماني، في إشارة إلى التظاهرات المناهضة للسلطات الإيرانية التي نُظمت في الأيام الأخيرة. 
واهتزت 'القداسة' التي كان يتمتع بها خامنئي لعقود على وقع الأزمات التي تعصف بإيران منذ العام 2018 وعجز النظام الذي توجهه وتديره المؤسسة الدينية عن احتواء تلك الأزمات والتوترات المحلية والدولية.
وشهدت إيران موجة احتجاجات ما أن تهدأ حتى تنفجر مجددا وكان أحدثها تلك التي انطلقت نهاية الأسبوع الماضي تنديدا بإسقاط القوات الإيرانية طائرة ركاب أوكرانية ومقتل جميع من كانوا على متنها وبينهم إيرانيون بصاروخ واصفة الحادث بأنه 'خطأ'.