ترامب يحشد من الحدود الجنوبية لتمويل الجدار مع المكسيك

الرئيس الأميركي يلقي خطابا للأمة مع استمرار الشلل الحكومي يعتزم الحديث فيه عن أمن الحدود والأزمة الإنسانية، فيما يخوض معركة مع الديمقراطيين حول تمويل بناء الجدار مع المكسيك.

ترامب يعتزم زيارة الحدود مع المكسيك
ترامب يطالب بتخصيص 5.6 مليارات دولار لبناء الجدار الحدودي
الرئيس الأميركي يخوض معارك على أكثر من جبهة

واشنطن - يزور الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخميس الحدود الأميركية - المكسيكية، في وقت تراوح المفاوضات الهادفة لإنهاء "إغلاق" حكومي مكانها بسبب الخلاف حول بناء جدار حدودي بين البلدين.

وأعلنت المتحدّثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز على تويتر أن "الرئيس دونالد ترامب سيتوجّه الخميس إلى الحدود الجنوبية للقاء المتواجدين في الصفوف الأمامية للدفاع عن الأمن القومي والتصدي للأزمة الإنسانية". ولم تحدد المتحدّثة المنطقة التي سيزورها ترامب.

وقال الرئيس الأميركي في تغريدة على توتير، إنه سيلقي الثلاثاء خطابا للأمة يتعلق بأمن الوطني على الحدود الجنوبية.

ويأتي الإعلان عن الزيارة في وقت يرفض فيه كل من البيت الأبيض والديمقراطيين الذين يسيطرون على مجلس النواب الأميركي تقديم تنازلات في إحدى أكبر الأزمات السياسية التي تشهدها الولاية الرئاسية لترامب.

ولم يبد الرئيس الجمهوري أي تراجع عن تعهده ببناء هذا الجدار الذي يقول إنه ضروري لوقف الهجرة غير القانونية.

ويختلف معه في الرأي الديمقراطيون في الكونغرس ووصفت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الجديدة الجدار بأنه "غير أخلاقي".

وألغى ترامب رحلة مزمعة إلى فلوريدا كي يبقى في العاصمة الأميركية خلال عطلة عيد الميلاد والسنة الجديدة بعد إغلاق قطاعات واسعة من الحكومة الاتحادية في 22 ديسمبر/كانون الأول 2018 .

وحث ترامب الديمقراطيين في الكونغرس على "العودة من العطلة" والموافقة على تمويل جداره المقترح.

وعاد الديمقراطيون إلى واشنطن في السنة الجديدة بعد سيطرتهم على مجلس النواب وأجازوا قانونا لإعادة فتح كل الوكالات الحكومية المغلقة، لكنه لم يتضمن تمويل الجدار. وسيجيز المجلس هذا الأسبوع سلسلة من مشروعات القوانين لإعادة فتح الوكالات الاتحادية بعد إخفاق محادثات جرت في مطلع الأسبوع بين إدارة ترامب ومفاوضين ديمقراطيين في إنهاء المأزق.

ولم يقدم البيت الأبيض تفاصيل زيارة ترامب ولكن من المرجح أن تسلط الزيارة المزمعة الضوء على المخاوف الأمنية التي طرحتها الإدارة كمبرر لبناء الجدار.

ويطالب ترامب بتخصيص 5.6 مليارات دولار لبناء جدار حدودي من أجل منع عبور المهاجرين إلى بلاده وهو ما يرفضه الديمقراطيون ويعتبرونه مناورة سياسية.

وأدّى النزاع بين الرئيس الجمهوري والمعارضة الديمقراطية إلى إغلاق ربع الإدارات الفدرالية لعدم إقرار موازنة لها.

وقد تحوّل الخلاف الذي بدأ على خلفية نقاش حول كيفية وقف الهجرة إلى اختبار قوة بين الرئيس والحزب الديمقراطي الذي يسيطر على مجلس النواب بعد فوزه في انتخابات منتصف الولاية التي أجريت في نوفمبر/تشرين الثاني.

ويجمّد النقاش حول الجدار التصويت على إقرار الميزانية، ما يحرم نحو 800 ألف موظف فدرالي من رواتبهم ويوقف عمل أجزاء غير أساسية من الحكومة.

ويقول ترامب إن هناك حاجة إلى 5 مليارات دولار لتوسيع وتحسين الحواجز الحدودية على طول الحدود المكسيكية. أما معارضو الرئيس بمن فيهم البعض في حزبه الجمهوري، فيتهمونه بتضخيم خطر الهجرة غير الشرعية لتحقيق مكاسب سياسية.

ولعدم إقرار الكونغرس موازنة لها، أغلقت وزارات ووكالات حكومية أبوابها منذ صباح السبت الماضي وأصبح بذلك 400 ألف موظف في إجازة غير مدفوعة، في حين يعمل 400 ألف موظف في خدمة الجمارك وأمن المطارات بدون تلقي راتب خلال فترة أعياد نهاية السنة. كما انطفأت أنوار شجرة عيد الميلاد وأغلقت الحديقة العامة قبالة البيت الأبيض أبوابها أمام الجمهور وفاضت صناديق القمامة في المدينة. ورغم ذلك، فإن ترامب يؤكد أنّه لن يغير موقفه أولا.

واتهم الديمقراطيين مجددا بالرغبة في تشجيع المهاجرين غير الشرعيين عبر "فتح الحدود الجنوبية والجريمة واسعة النطاق التي تأتي مع مثل هذا الغباء!".