ترامب يخوض معارك على أكثر من جبهة في الجمعية العامة

الرئيس الأميركي يعود إلى الأمم المتحدة بلهجة مختلفة بشأن زعيم كوريا الشمالية وسط أجواء من التوتر الشديد مع الصين وكندا والمكسيك ودول الاتحاد الأوروبي على خلفية التوتر التجاري ومع روسيا على خلفية ملفي أوكرانيا وسوريا ومع إيران التي تواجه عقوبات أميركية مشدّدة.

ترامب قد يجدد دعوته إلى طهران للحوار
لا أحد يمكنه توقع ما قد يقوله ترامب صاحب المواقف المتقلبة
ترامب يشارك للمرة الثانية في اجتماع الجمعية العامة وسط أجواء شديدة التوتر

نيويورك - يخوض الرئيس الأميركي دونالد ترامب معارك على أكثر من جبهة من دون أن يتوقع احد ما الذي يمكن أن يقدم عليه خلال الاجتماع المرتقب للجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يحضره مثقلا بأكثر من ملف في أجواء متوترة مع إيران وروسيا والصين.

و يلتقي ترامب الاثنين قادة دول العالم في نيويورك وفي نيته إبراز تفاهمه مع كيم جونغ أون حول الملف الكوري الشمالي الشائك.

وبعد عام على خطابه العنيف في مقر المنظمة الدولية الذي هدد فيه "بتدمير" هذا البلد المعزول "كليا"، سيدافع قطب العقارات الأميركي عن تبدل موقفه.

وبرنامج ترامب الذي وصل مساء الأحد إلى مانهاتن للمشاركة في الدورة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة للمرة الثانية، مثقل بأكثر من ملف لكن من المتوقع أن يتركز الاهتمام على ملف كوريا الشمالية النووي والجهود التي بذلتها واشنطن في هذا الاتجاه وكذلك ملف إيران النووي وأنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة.

ويرجح أن يعتمد ترامب خطابا هادئا في ما يتعلق بالملف الكوري الشمالي وآخر عنيفا في الحديث عن الملف الإيراني ولو أن التصريحات الصادرة عن بعض المسؤولين الأميركيين تشير إلى أن الرئيس الأميركي قد يجدد دعوته إلى طهران للحوار.

وتدفع واشنطن نحو اتفاق جديد مع إيران في صيغة معاهدة تشمل برنامج طهران للصواريخ الباليستية والمزيد من القيود على برنامجها النووي، وهو ما ترفضه الحكومة الإيرانية رفضا قاطعا.

وينتظر وصول 130 رئيس دولة وحكومة إلى نيويورك هذا الأسبوع.

وقبل خطابه صباح الثلاثاء، يعقد ترامب سلسلة من اللقاءات الثنائية مع عدد من القادة بينهم رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ورئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي.

وسيتابع المراقبون بدقة لقاءه مع الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن الذي اجتمع مؤخرا بالزعيم الكوري الشمالي.

والسؤال الأساسي يتعلق بمعرفة متى وأين سيعقد اللقاء المقبل بين ترامب وكيم، بعد قمتهما التاريخية في سنغافورة في يونيو/حزيران.

ويؤكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن الإدارة الأميركية تسير "على الطريق الصحيح". وقد قال الأحد لقناة "فوكس نيوز" "لدينا أمل كبير في أن نتوصل إلى نتيجة وسيكون ذلك تقدما للعالم أجمع".

وسيترأس وزير الخارجية الأميركي الخميس اجتماعا لمجلس الأمن الدولي يهدف إلى رأب الصدع في الأسرة الدولية بعد الاتهامات بـ"الغش والخداع والكذب" المتبادلة بين روسيا والولايات المتحدة حول تطبيق العقوبات ضد بيونغيانغ.

ويحلم الرئيس الأميركي، الوحيد الذي التقى أحد أفراد عائلة كيم التي تحكم كوريا الشمالية بلا منازع منذ 1948، في أن يحقق النجاح حيث فشل كل الرؤساء السابقين.

لكن عددا من المحللين يشيرون إلى غياب تقدم على الرغم من تأكيد ترامب على نجاحاته.

ويرى مايك غرين من مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية أن "القمة بين مون وكيم لم تحقق أكثر من المحافظة على جو ملائم للإعداد للقمة المقبلة مع ترامب".

لقاء مع روحاني؟

ومنذ بداياته العام الماضي عندما عرض في خطاب استمر 41 دقيقة رؤيته "لأميركا أولا"، أثار ترامب غضب عدة دول بينها عدد من حلفاء الولايات المتحدة.

وقد شن حربا تجارية ضد الصين، لكنه استهدف أيضا كندا واليابان وأوروبا بدرجات متفاوتة في إجراءاته المتعلقة بالمبادلات.

وكما يحدث في هذا التجمع الدبلوماسي الكبير في نيويورك، قد تعقد لقاءات عفوية أو منظمة في اللحظة لأخيرة.

لكن السؤال الملح في هذه الأجواء المتوترة حيث يخوض ترامب معارك على أكثر من جبهة  هو هل سيصادف الرئيس الأميركي الذي يشدد على قدرته في المباغتة وتجاوز الأعراف، في الأيام الثلاثة المقبلة الرئيس الإيراني حسن روحاني؟

ولم يستبعد البيت الأبيض بشكل نهائي هذا اللقاء الذي يبدو مع ذلك غير مرجح في أجواء التوتر الشديد بين البلدين منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي.

وشكك الرئيس الإيراني في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست في العرض الأميركي قائلا "عرض إجراء محادثات مباشرة مع إيران الذي قدمه ترامب ليس نزيها ولا صادقا"، مدينا "اللائحة الطويلة لشروط مسبقة مهينة".

وتأمل واشنطن في أن يمنع اتفاق مقبل انتشار صواريخ بالستية أو تطوير صواريخ تتمتع بقدرات نووية ووضع حد لسلوك طهران في المنطقة الذي تعتبر أنه "خبيث ويؤدي إلى زعزعة الاستقرار".