ترامب يدعم جهود حفتر في مكافحة الإرهاب

الرئيس الأميركي يتصل هاتفيا بقائد الجيش الليبي ويقر بدوره في تامين الموارد النفطية ويتفق معه على ضرورة انتقال ليبيا إلى نظام سياسي ديمقراطي مستقر.
واشنطن رفضت تأييد قرار لمجلس الأمن يدعو إلى وقف إطلاق النار في ليبيا
إدارة ترامب سعت الى تحديد كيفية التعامل مع أحدث التطورات في ليبيا

واشنطن - قال البيت الأبيض الجمعة في بيان إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحدث هاتفيا مع القائد العسكري الليبي خليفة حفتر الاثنين وتناولا "الجهود الجارية لمكافحة الإرهاب والحاجة لإحلال السلام والاستقرار في ليبيا".

وجاء في البيان أن ترامب "أقر بدور المشير الجوهري في مكافحة الإرهاب وتأمين موارد ليبيا النفطية، وتناولا رؤية مشتركة لانتقال ليبيا إلى نظام سياسي ديمقراطي مستقر".

ويأتي الدعم الاميركي لجهود الجيش الليبي في مقاومة الجماعات المتطرفة تزامنا مع لجوء حكومة الوفاق إلى مقاتلين متشددين بالقاعدة والإخوان لوقف الهجوم على طرابلس.

ومن بينهم صلاح بادي القيادي في ميناء مصراتة القريب والذي له صلات بإسلاميين وربما له هو نفسه طموحات للسيطرة على طرابلس. وفي مقاطع مصورة من خط المواجهة ظهر بادي وهو يوجه الرجال بالإضافة إلى مهرب للبشر فرضت الأمم المتحدة عقوبات عليه.

وأظهرت أيضا هذه المقاطع المصورة مشاركة بعض الإسلاميين المتشددين الذين كانوا مرتبطين في السابق بجماعة أنصار الشريعة في القتال.

وأنحت واشنطن باللوم على هذه الجماعة في اقتحام مجمع دبلوماسي أمريكي في بنغازي في 2012 والذي أسفر عن مقتل السفير وثلاثة أمريكيين آخرين.

ودعت فرنسا،التي تملك أصولا نفطية في ليبيا رغم أنها أقل من إيطاليا، إلى وقف لإطلاق النار في الوقت الذي كررت فيه رواية حفتر بوجود بعض المتطرفين وسط المدافعين عن طرابلس.

وقال مصدر دبلوماسي فرنسي "هناك تبسيط مفرط. ليس فقط حفتر الشخص الشرير الذي يواجه الأشخاص الطيبين في طرابلس ومصراتة. هناك على الجانب الآخر جماعات متحالفة في النهاية مع القاعدة.

واضاف "ربما لو كان المعارضون لحفتر توصلوا لاتفاق معه في 2017 لما كان توازن القوى تغير ضدهم" مشيرا إلى المحادثات المباشرة التي رتبتها فرنسا بين حفتر والسراج في باريس. وحاولت حكومة السراج التقليل من شأن وجود متشددين.

وبالفعل شكلت ليبيا معبرا رئيسيا للمتطرفين الذين التحقوا بتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق انطلاقا من مطار طرابلس إلى تركيا ومنها إلى بؤر التوتر وذلك في عهد حكومتي خليفة الغويل المدعومة من الإسلاميين وحكومة السراج.

مقاتلون متطرفون يناصرون حكومة الوفاق
ليبيا تحولت الى معبر للمتطرفين تحت حكم الاسلاميين

وجاء في شهادات مقاتلين تونسيين التحقوا بتنظيم الدولة الإسلامية واعتقلوا في سوريا أنهم وجدوا تسهيلات في ليبيا وتركيا لبلوغ وجهتهم.

وقال دبلوماسيون إن الولايات المتحدة وروسيا قالتا الخميس إنه لا يمكنهما تأييد قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يدعو إلى وقف إطلاق النار في ليبيا في الوقت الحالي.

وأضافوا أن روسيا تعترض على القرار الذي أعدته بريطانيا والذي يلقي باللوم على الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر في التصاعد الأخير للعنف.

ولم تذكر الولايات المتحدة سببا لموقفها من مسودة القرار، التي تدعو أيضا الدول صاحبة النفوذ على الأطراف المتحاربة إلى ضمان الالتزام بالهدنة كما تدعو إلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل غير مشروط في ليبيا.

ويتناقض امتناع الولايات المتحدة عن دعم قرار مجلس الأمن مع معارضة واشنطن العلنية في السابق لهجوم الجيش الليبي، الذي بدأ أثناء زيارة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لطرابلس.

أعتقد أن هناك مجموعة من وجهات النظر في واشنطن بخصوص الجانب السياسي لم يوفقوا بينها

ولمح بعض الدبلوماسيين في الأمم المتحدة إلى أن الولايات المتحدة ربما تسعى لكسب الوقت بينما تحاول إدارة الرئيس ترامب تحديد كيفية التعامل مع أحدث التطورات في ليبيا.

وقال دبلوماسي رفيع المستوى بالمنظمة الدولية طالبا عدم الكشف عن اسمه "أعتقد أن هناك مجموعة من وجهات النظر في واشنطن بخصوص الجانب السياسي لم يوفقوا بينها، وهم ليسوا متأكدين بشكل كامل من موقف الرئيس بشأنها".

وأضاف "يحاول النظام الأميركي تقييم كل السيناريوهات واستنتاج أيها أفضل بالنسبة لأميركا، وهو لم ينجز ذلك بعد".

وتدعم دول عربية بينها مصر والامارات والسعودية جهود مكافحة الإرهاب في ليبيا مع تنامي نفوذ الميلشيات الاخوانية وتنظيم القاعدة في غرب ليبيا.