ترامب يدعو لتغيير استراتيجية اغلاق الاقتصاد لمكافحة كورونا

دونالد ترامب يتعرض لانتقادات حادة بسبب تقليصه ميزانية الصحة العامة في الولايات المتحدة منذ وصوله إلى البيت الأبيض مطلع 2017.

واشنطن - ألمح الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى أن صبره آخذ في النفاد بسبب الإغلاق الاقتصادي الناجم عن إجراءات الحجر الصحي لمواجهة فيروس كورونا المستجد.

وكتب على تويتر ليل الأحد الاثنين "لا يمكن أن نسمح بأن يكون العلاج أسوأ من المشكلة نفسها. في نهاية فترة الـ15 يوما سنتخذ قرارا بشأن الطريق الذي نريد أن نسلكه".

وكان ترامب يشير إلى فترة الإغلاق التي بدأت الاثنين لمدة 15 يوما وإطلاق سلسلة من التوصيات الفدرالية حول التباعد الاجتماعي وغيرها من الاجراءات لمواجهة فيروس كورونا، وتنتهي بعد أسبوع من الثلاثاء.
وحتى صباح الإثنين، سجلت الولايات المتحدة أكثر من 35 ألف إصابة بكورونا، و473 وفاة، حسب إحصاءات عالمية.
كما أعلنت السلطات في أكبر ثلاث مدن في الولايات المتحدة، نيويورك ولوس أنجلس وشيكاغو، عزل نحو مئة مليون شخص أنفسهم في منازلهم، في إطار إجراءات تقليص انتشار الفيروس.

وذكر مسؤولو صحة وحكام ولايات يواجهون انتشار الوباء أنهم يتوقعون أن يستمر فرض قيود جماعية على حركة الناس وإغلاق معظم قطاعات الاقتصاد الأميركي فترة من الوقت.

إلا أن ترامب أعاد تغريد في وقت سابق من الاثنين العديد من الدعوات لتغيير سريع في الاستراتيجية.

ومن بين هذه التغريدات "15 يوما وبعد ذلك نعزل الفئات الأكثر عرضة للخطر ومن تبقى منا يعودون إلى العمل قبل أن تكون نهاية الجميع".

وجاء في تغريدة أخرى "صحيح. 15 يوما وبعد ذلك نبقي على حماية الفئات الأكثر تعرضا للخطورة كما يلزم، ويعود الباقون إلى العمل".

يأتي ذلك بعد أن فشل الديمقراطيون والجمهوريون في مجلس الشيوخ في التوافق الأحد على خطة مشروع قانون تحفيزي طارئ بنحو 2 تريليون دولار أميركي كان معدّاً لتخفيف التأثير العقابي للوباء على الاقتصاد.

ونتيجة ذلك، تراجعت البورصات وأسعار النفط الاثنين عند الافتتاح. في أوروبا، هيمن التراجع على الأسواق بعد الأرباح الضئيلة المسجّلة في نهاية الأسبوع الماضي. فخسرت بورصات باريس وفرانكفورت ولندن أكثر من 4 بالمئة.

وقال زعيم الأقلية الديموقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر إن نصّ الجمهوريين "يقدم مساعدة كبرى للشركات بدون ضمان حماية للعمال".

ال

في الواقع، فإن إغلاق المتاجر غير الأساسية وكذلك توقف السياحة يجعل ملايين الأشخاص عاطلين عن العمل في العالم.
وفي وقت متأخر من مساء الأحد أعلن ترامب بدء تدخل قوات الحرس الوطني في جهود محاربة الفيروس التاجي.

وقال خلال مؤتمر صحفي "إن سلاح المهندسين العسكري سيبني مواقع رعاية طبية جديدة، بالتزامن مع إيعازه بنشر محطات طبية طارئة بسعة 4000 سرير، في النقاط الساخنة لتفشي فيروس كورونا، في جميع أنحاء البلاد.
وأضاف "وجهت أيضا وكالة إدارة الطوارئ الفدرالية لإقامة مراكز طبية في نيويورك بسعة ألف سرير، وكاليفورنيا بسعة ألفيّ سرير، وولاية واشنطن بسعة ألف سرير آخر".
كما كشف عن إرساله سفينتين كبيرتين يمكنهما استيعاب أعداد كبيرة من المرضى، إحداهما إلى الساحل الشرقي، لمساعدة ولاية نيويورك، والأخرى إلى الساحل الغربي، قبالة لوس أنجلس بولاية كاليفورنيا.
وفي السياق، جدد ترامب وصفه كورونا بالـ"عدو غير المرئي"، مشيرا أن بلاده "تمر بتجربة صعبة".
والحرس الوطني الأميركي قوة عسكرية أميركية احتياطية تتكون من فصيلين أحدهما تابع للقوات البرية، والآخر للقوات الجوية.
وتمتلك الولايات المتحدة أقوى جيش في العالم تخصص له ميزانية دفاعية تصل إلى 716 مليار دولار، في المقابل يجد ترامب نفسه حاليا في ورطة بعد تقليصه ميزانية الصحة العامة في البلاد منذ وصوله إلى البيت الأبيض مطلع 2017، وهو ما يعرضه منذ ذلك الحين لانتقادات حادة، ما سيضع النظام الاقتصادي الرأسمالي كله في فوهة المدفع.

وقال عمدة مدينة نيويورك بيل دي بلاسيو الأحد "نحن على بعد عشرة أيام من رؤية نقص على نطاق واسع". وأضاف "إذا لم نحصل على أجهزة تنفس صناعي فإن الناس سوف تموت".

وفي كاليفورنيا، وجه المسؤولون المستشفيات إلى الحد من فحص فيروس كورونا. فيما قال مستشفى في ولاية واشنطن إنها قد تنفد لديها أجهزة التنفس الاصطناعي بحلول إبريل/نيسان.
من جهته قال حاكم إيلينوي، جاي بي بريتزكر، الأحد إن الولايات كانت تتنافس في ما بينها على الحصول على مستلزمات التعامل مع الفيروس.

وحتى ظهر الإثنين، أصاب الفيروس أكثر من 350 ألف شخص في العالم، توفي أكثر من 15 ألفًا منهم، أغلبهم في إيطاليا والصين وإسبانيا وإيران وفرنسا والولايات المتحدة، وتعافى ما يزيد عن 100 ألف.

ويبدو أن الدول باتت تدرك واحدة تلو الأخرى الواقع: هذه الأزمة الصحية غير المسبوقة ستكون طويلة، وكذلك بالنسبة للقاح الذي لن يكون متوفراً قبل فترة تمتد بين 12 إلى 18 شهراً، وفق قول شركات الأدوية الكبيرة.

ويستمر تفشي الوباء في إسبانيا التي تجاوزت الاثنين عتبة الألفي وفاة (462 وفاة في 24 ساعة). فقد ازداد عدد الوفيات أكثر من ضعفين خلال ثلاثة أيام في البلد الثاني الأكثر تضرراً في أوروبا بالمرض بعد إيطاليا.

ولا يوجد حالياً أي لقاح أو علاج معتمد ضد الفيروس الذي يتفشى بسرعة مخيفة إلا أن المبادرات لإيجاد علاج تتسارع. فقد بدأت تجارب سريرية أوروبية الأحد أُطلقت عليها تسمية "ديسكوفري" في سبع دول أوروبية على الأقل لاختبار أربعة علاجات محتملة لفيروس كورونا المستجد تشمل 3200 شخص.