ترامب يدير ظهره للقانون الدولي في صفقة القرن

المبعوث الأميركي للشرق الأوسط يثير موجة غضب في مجلس الأمن الدولي بقوله إنه "لا يمكن حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس التوافق الدولي أو القانون الدولي غير الحاسم أو مرجعيات قرارات الأمم المتحدة".

ترامب سيقرر قريبا متى سيكشف عن خطة السلام في الشرق الأوسط
لا موعد أميركيا محددا للإفراج عن الشق السياسي لخطة السلام
المندوب الألماني: القانون الدولي ليس قائمة طعام نختار منها ما نريده
جرينبلات يدعو الفلسطينيين للاطلاع على خطة السلام قبل مقاطعتها
صفقة القرن الأميركية تقفز على القانون الدولي ومرجعيات السلام

نيويورك - أثار المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جيسون جرينبلات اليوم الثلاثاء موجة ردود قوية من قبل أعضاء مجلس الأمن الدولي حين تحدث عن خطة السلام الأميركية المعروفة باسم صفقة القرن قائلا إنه "لا يمكن حل الصراع على أساس التوافق الدولي أو القانون الدولي غير الحاسم أو مرجعيات قرارات الأمم المتحدة" وهو ما أثار ردودا قوية من أعضاء مجلس الأمن.

وقال كريستوف هويسجن سفير ألمانيا لدى الأمم المتحدة "بالنسبة لنا، القانون الدولي ليس قائمة طعام نختار منها ما نريده".

وأضاف "توجد أمثلة أخرى كثيرة يؤكد فيها ممثلو الولايات المتحدة هنا على القانون الدولي ويصرون على تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي، على سبيل المثال في ما يتعلق بكوريا الشمالية".

وصدرت ردود مماثلة عن سفراء آخرين في الأمم المتحدة منهم سفراء روسيا وبريطانيا وفرنسا وإندونيسيا.

وقال فاسيلي نيبينزيا سفير روسيا "قرارات مجلس الأمن هي قانون دولي، يجب الامتثال لها".

وقال نيكولا دي ريفييه سفير فرنسا لدى الأمم المتحدة إن بلاده ستدعم أي جهد للسلام "ما دام متماشيا مع المنهج الذي وضعناه معا وما دام هذا ملتزما بالقانون الدولي، خصوصا كل قرارات مجلس الأمن".

كوشنر وجرينبلات لم يذكرا ما إذا كانت خطتهما تدعو إلى حل الدولتين الذي كان هدفا لجهود السلام في الماضي

وقال جرينبلات لمجلس الأمن الدولي إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يأمل في اتخاذ قرار قريبا بشأن متى سيكشف النقاب عن خطة للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين.

وأمضى جرينبلات ومستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر عامين لوضع خطة السلام، المؤلفة من شقين سياسي واقتصادي والتي يأملان في أن تضع إطارا لاستئناف المحادثات بين إسرائيل والفلسطينيين.

وقال جرينبلات أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة "الرئيس ترامب لم يقرر بعد متى سيكشف عن الجزء السياسي من الخطة ونأمل أن يتخذ هذا القرار قريبا"، لكنه لم يكشف عن أي تفاصيل بشأن الخطة المؤلفة من "حوالي 60 ورقة".

ولم يذكر كوشنر أو جرينبلات ما إذا كانت خطتهما تدعو إلى حل الدولتين الذي كان هدفا لجهود السلام في الماضي.

وقال جرينبلات "السلام الشامل والدائم لن يتحقق بأمر القانون الدولي أو بتلك القرارات ذات الصياغات المنمقة وغير الواضحة".

وأضاف "رؤية السلام التي نعتزم تقديمها لن تكون غامضة على خلاف كثير من القرارات التي تم إقرارها في هذا المجلس".

وقال إن الخطة ستشمل ما يكفي من التفاصيل لكي يرى الناس "التنازلات التي ستكون ضرورية من أجل تحقيق حل واقعي ودائم وشامل لهذا الصراع".

ودعا جرينبلات الفلسطينيين "إلى التخلي عن الرفض القاطع لخطة لم يطلعوا عليها" وإبداء الاستعداد للدخول في محادثات مع إسرائيل. كما حث مجلس الأمن على تشجيع الطرفين على العودة إلى طاولة المفاوضات.

وأشار نيبينزيا إلى أن قيام مجلس الأمن بزيارة إلى المنطقة ربما يكون مفيدا. وقال دبلوماسيون إن الولايات المتحدة تعترض منذ وقت طويل على مثل هذه الزيارة التي تجب الموافقة عليها بالإجماع.