ترامب يسارع لاحتواء استياء بريطاني بالثناء على ماي

الرئيس الأميركي أينما حلّ يحدث شروخا وانقسامات بتصريحات متناقضة تحتمل أكثر من تفسير في إستراتيجية تعتمد حينا على الاستفزاز وأحيانا أخرى على الثناء.  

ترامب يحرج ماي بالثناء على خصمها جونسون
ماي تصطدم بتصريحات قاسية لم تكن تتوقعها من ترامب
الرئيس الأميركي يضغط على بريطانيا لدفعها إلى علاقات تجارية أقوى مع واشنطن

ايلسبري (المملكة المتحدة) - على طريقة من يجرح ويداوي في آن، حاول الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة احتواء استياء في بريطانيا من تصريحاته التي هاجم فيه خطة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي للخروج من الاتحاد الأوروبي وهي التصريحات الصادمة التي لم تكن تتوقعها حتى ماي نفسها.

وأينما حل الرئيس الأميركي يحدث شروخا بتصريحات متناقضة وتحتمل أكثر من تفسير.

وقلل ترامب الجمعة من أهمية الانتقادات التي وجهها إلى خطة تيريزا ماي حول بريكست، مشيدا بالعلاقات بين البلدين معتبرا أنها "لم تكن أقوى" مما هي عليه اليوم.

وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك بعد انتهاء المحادثات مع ماي إنه "موافق" على إستراتيجيتها المتعلقة ببريكست، معربا عن أمله في أن يتمكن البلدان من إبرام اتفاق تجاري.

وتابع متوجها إلى رئيسة الوزراء البريطانية "لا مانع لدي في كل ما تفعلينه الشيء الوحيد الذي أطلبه هو التأكد من استمرار علاقاتنا التجارية".

هاجم ترامب في مقابلة مع صحيفة "ذي صن" البريطانية خطة ماي للعلاقات التجارية مع الاتحاد الأوروبي بعد بريكست.

واعتبر أن مثل هذه الخطة "ستقضي على الأرجح على اتفاقية" متوقعة للتبادل الحر مع الولايات المتحدة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد أواخر مارس/اذار 2019.

وتابع آن هذا لم يكن ما أراده الناخبون قائلا إنه نصح ماي باتخاذ مسار آخر وأن بوريس جونسون الذي استقال من منصبه كوزير للخارجية يمكن أن يكون "رئيس وزراء عظيم"

ونفى أن يكون وجه انتقادات إلى ماي متحدثا عن "أخبار كاذبة" رغم أن الصحيفة نشرت تسجيلات صوتية تؤكد ذلك.

بدورها، تعهدت ماي بالسعي إلى "التوصل لاتفاق تجاري طموح بين" البلدين بعد بريكست.

وقالت "اتفقنا اليوم على أنه في الوقت الذي تغادر فيه المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي سنواصل السعي إلى اتفاق طموح للتجارة الحرة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة".

وتابعت أن بريطانيا والولايات المتحدة اتفقتا على إظهار "القوة والوحدة" بمواجهة روسيا، مضيفة مع استعداد ترامب للقاء القمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي الاثنين "اتفقنا على أنه من المهم محاورة روسيا من موقع القوة والوحدة".

كما قال الرئيس الأميركي إنه "أكثر صرامة مع روسيا من أي شخص آخر. نحن الأكثر قسوة معها".

والتقى ترامب الذي وصل إلى بريطانيا الخميس في زيارة تستغرق أربعة أيام رئيسة الحكومة البريطانية مرة أخرى الجمعة لإجراء محادثات حول عدة مسائل.

وقد أشاد أثناء المحادثات بمتانة العلاقات بين واشنطن ولندن رغم تصريحاته التي كان لها وقع الصدمة في المملكة المتحدة.

وقال بينما كان جالسا إلى جوارها في مقر إقامة رؤساء الحكومات البريطانية الصيفي في تشيكرز التي تبعد 70 كلم شمال غرب لندن إن "العلاقات متينة جدا".

وكان ترامب الذي لم يخف يوما تأييده تطبيق بريكست بشكل صارم قال للصحيفة "إذا أبرموا اتفاقا كهذا، فسنكون بذلك نتعامل مع الاتحاد الأوروبي بدلا من التعامل مع المملكة المتحدة".

وينص المشروع الذي تقدمت به ماي لبروكسل على الحفاظ على علاقات وثيقة مع الاتحاد الأوروبي على صعيد تجارة السلع من خلال إقامة منطقة "تبادل حر" جديدة على أساس مجموعة من القوانين المشتركة المتعلقة بالسلع وقطاع الصناعات الغذائية.

لكن تصريحاته أثارت استنكار بعض النواب البريطانيين كما أدت إلى تراجع الجنيه أمام اليورو والدولار.

وكتب وزير التربية سام جياماه على تويتر ملخصا الوضع السائد "أين لباقتك سيدي الرئيس؟".

وكان ترامب وصل إلى بريطانيا بعد ظهر الخميس آتيا من بروكسل حيث حض شركاءه في حلف شمال الأطلسي على المساهمة بشكل أكبر في النفقات الدفاعية.

وبعد تفقد القوات في الأكاديمية العسكرية الملكية المرموقة ساندهيرست، واصل ترامب وماي المحادثات التي بدأت الخميس في تشيكرز. ومن المتوقع أن يعقدا مؤتمرا صحافيا مشتركا.

وبالإضافة إلى التجارة شملت المحادثات بين ترامب وماي الشرق الأوسط وروسيا.

وبعد ذلك، توجه الرئيس الأميركي وزوجته ميلانيا إلى قصر ويندسور على بعد 30 كلم غرب لندن لتناول الشاي مع الملكة اليزابيث الثانية.

وسيظل ترامب خلال زيارته بعيدا عن التظاهرات المقررة في لندن احتجاجا على زيارته التي ستكون ذروتها تجمع عشرات الاف الأشخاص في ساحة ترافلغار للتنديد بسياسته للهجرة و"تمييزه الجنسي" و"إنكاره" للتغيرات المناخية.

ورفع منطاد ضخم يمثل ترامب رضيعا يرتدي حفاضة عاليا فوق سماء لندن بالقرب من البرلمان.