ترامب يشكر إيران على صفقة تبادل سجناء نادرة

إيران تسعى بالإفراج عن سجين أميركي لرأب الصدع مع الولايات المتحدة، ملتمسة إعادة التفاوض بشأن قضايا أخرى بغية تخفيف العقوبات الأميركية المسلطة عليها جراء انتهاكاتها النووية.
مسؤول أميركي: حملة الضغوط القصوى التي تنفذها أميركا على إيران ناجحة وفعالة للغاية
الإدارة الأميركية لا تزال ملتزمة بإجراء مفاوضات غير مشروطة مع إيران
واشنطن تعمل على أن تفرج إيران عن بقية الأميركيين المسجونين لديها

واشنطن/طهران -  وجه الرئيس الاميركي دونالد ترامب السبت الشكر الى ايران لقيامها بـ"مفاوضات منصفة جدا" بعد تبادل للسجناء بين البلدين العدوين تم تنظيمه في سويسرا.

وتبادلت أميركا وإيران السبت سجينين وذلك في صفقة نادرة وسط تصاعد التوتر بين البلدين الخصمين اللذين ساءت العلاقات بينهما منذ انسحاب أميركا من الاتفاق النووي ثم انتهاك إيران له.

وكتب ترامب ايضا على تويتر "هل رأيتم، نستطيع انجاز اتفاق معا".

وأعلنت طهران الإفراج عن العالم مسعود سليماني المسجون في الولايات المتحدة، فيما أعلنت واشنطن أن الباحث شيوي وانغ في طريقه إلى بلاده.

وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه تم بالفعل الإفراج عن الأميركي المسجون في إيران.

وكان ترامب قال في بيان "بعد أكثر من ثلاث سنوات من سجنه في إيران، شيوي وانغ عائد إلى الولايات المتحدة".

بدوره غرد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو على تويتر "سعيد بأن الحكومة الإيرانية كانت بناءة في هذا الأمر، لن يهدأ لنا بال حتى نعيد إلى الوطن كل أميركي تحتجزه إيران أو أي بلد آخر حول العالم".

وقدمت سويسرا التسهيلات الخاصة بتبادل السجينين وقالت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء، إن "وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف استقبل سليماني في مدينة زوريخ السويسرية".

وجاء في بيان على موقع ميزان أونلاين التابع للقضاء الإيراني إن وانغ "أطلق سراحه بعفو إسلامي" وتم تسليمه إلى مسؤولين سويسريين لإعادته إلى بلاده.

وفي بيان أصدره البيت الأبيض لم يذكر ترامب الإفراج عن سليماني، لكنه شكر الحكومة السويسرية على مساعدتها في التفاوض للإفراج عن وانغ.

وقال ترامب "تولي إدارتي أهمية كبرى لإطلاق سراح الأميركيين الأسرى وسنواصل العمل الدؤوب لإعادة كل مواطنينا المحتجزين ظلما خارج الولايات المتحدة".

وفي وقت سابق السبت قال ظريف إن "التبادل وشيك"، حيث نشر في وقت لاحق على تويتر صورا له ومعه سليماني يستقلان طائرة إيرانية.

وكتب ظريف على تويتر "سعيد لأن البروفيسور مسعود سليماني والسيد شي يو وانغ سيعودان لعائلتيهما قريبا ونشكر جميع من شارك في الأمر خاصة السفارة السويسرية".

وذكرت الوكالة الرسمية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، أن إطلاق سراح وانغ استند إلى "ما يمليه الإسلام من قواعد الرأفة".

وتمثل سويسرا المصالح الأميركية في طهران منذ قطع العلاقات بين البلدين بعد قيام الثورة الإسلامية في إيران في عام 1979.

وأدين وانغ خريج جامعة برينستون بتهم تجسس وحكم عليه بالسجن لمدة عشر سنوات في 2017.

ودأبت عائلته وجامعته على قول إنه كان في إيران لعمل بحثي متعلق بدراسته التاريخ ونفى الجانبان عنه تهم التجسس.

وقال مسؤول أميركي كبير، إن "المبعوث الأميركي الخاص لشؤون إيران برايان هوك اصطحب سليماني إلى سويسرا لإتمام عملية التبادل وإن هوك ووانغ حاليا “في طريقهما إلى لنداشتول في ألمانيا حيث سيخضع وانغ لفحص طبي".

وزير الخارجية محمد جواد ظريف (يسار) والعالم الإيراني مسعود سليماني
وزير الخارجية محمد جواد ظريف (يسار) يستقبل العالم الإيراني مسعود سليماني المفرج عنه

وألقت الولايات المتحدة القبض على سليماني خبير الخلايا الجذعية في مطار شيكاجو في أكتوبر/تشرين الأول 2018، بتهمة محاولته تصدير مواد بيولوجية إلى إيران في انتهاك للعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران بسبب برنامجها النووي.

والعلاقات الدبلوماسية مقطوعة بين الولايات المتحدة وإيران منذ العام 1980. وتدهورت العلاقات بين في مايو/أيار2018، حين أعلن ترامب أحاديا الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم في العام 2015 والذي تم بموجبه تخفيف العقوبات الدولية المفروضة على إيران مقابل وضع قيود على برنامجها النووي.

وردت طهران بعد عام عبر انتهاك بعض التزاماتها بموجب الاتفاق النووي.

وكان البلدان على حافة مواجهة عسكرية في يونيو/حزيران الماضي، عندما أسقطت إيران طائرة أميركية مسيّرة، ليأمر ترامب قواته بشنّ هجمات انتقامية قبل إلغائها في اللحظة الأخيرة.

إيران تدرك أن أسلوب دبلوماسية احتجاز الرهائن يجب أن يتوقف إذا أرادت العودة إلى المجتمع الدولي

واعتقلت إيران رعايا أجانب عديدين غالبيتهم بمزاعم التجسس، وبينهم الجندي الأميركي السابق مايكل وايت والإيرانية البريطانية نازانين زغاري راتكليف والأكاديمي الفرنسي رولان مارشال والمحاضرة الجامعية الأسترالية كايلي مور غيلبرت.

وفي أكتوبر/تشرين الفائت، أطلقت طهران سراح أستراليين اثنين؛ هما مارك فيركين وصديقته جولي كينغ التي تحمل الجنسية الأسترالية والبريطانية، في تبادل على ما يبدو مع الطالب الإيراني رضا دهباشي الذي كان مطلوبا في الولايات المتحدة.

وفي سبتمير/أيلول، أُطلِق سراح الإيرانيّة نيغار غودسكاني التي حُكم عليها سابقًا في الولايات المتّحدة بتُهمة انتهاك العقوبات الأميركيّة على طهران، وقد عادت إلى بلادها.

وغودسكاني، المقيمة بشكل قانوني في أستراليا، اعتُقلت في هناك في العام 2017، بعدما قال مدّعون أميركيّون إنّها سعت إلى الحصول على تكنولوجيا الاتصالات الرقميّة الأميركيّة عبرَ تقديم نفسها على أنها موظّفة في شركة ماليزية.

وحَكم قاض على غودسكاني التي كانت حاملا عند توقيفها بالسجن 27 شهرًا، لكنّه قرّر أنّها أتمّت عقوبتها بالنّظر إلى الوقت الذي أمضته قيد الاحتجاز في أستراليا والولايات المتحدة. وهناك عدد غير معروف من الإيرانيين محتجزون في الخارج.

وفي هذا السياق قال مسؤول رفيع بالإدارة الأميركية السبت إن "الولايات المتحدة تأمل أن يؤدي إفراج إيران عن المواطن الأميركي شي يو وانغ إلى إطلاق سراح أميركيين آخرين محتجزين هناك، مشيرا إلى أن هذه الخطوة مؤشر إلى أن طهران ترغب في التفاوض بشأن قضايا أخرى.

وأبلغ المسؤول الصحفيين في مؤتمر صحفي "نأمل أن يؤدي ذلك إلى مزيد من النجاح مع إيران"، مضيفا أن وانغ بدا في صحة جيدة ويتحلى بروح الدعابة.

ومضى يقول "هذا الأمر يجب أن ينظر إليه من جانب عائلات أخرى على أنه مؤشر يدعو للأمل.. يحدوني أمل أن يكون الإفراج عن السيد وانغ مؤشرا إلى أن الإيرانيين يدركون أن أسلوب دبلوماسية احتجاز الرهائن يجب أن يتوقف إذا أرادت إيران العودة إلى المجتمع الدولي".

وتابع المسؤول أن الرئيس الأميركي ما زال ملتزما بإجراء محادثات مع إيران دون شروط، مشيرا إلى أن حملة الضغوط القصوى التي تنفذها أميركا على إيران ناجحة وفعالة للغاية.