ترامب يعرض خطة السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين

تسريبات أميركية تكشف بنود صفقة القرن التي أسس لها ترامب بما يشمل سيطرة إسرائيل على 30 بالمئة من الضفة الغربية وإدارة إسرائيلية فلسطينية مشتركة للمسجد الأقصى وبقية الأماكن المقدسة.
السلطة الفلسطينية ترفض بشدة خطة السلام الأميركية
تنامي مخاوف الفلسطنيين من أن تبدد خطة ترامب آمالهم في إقامة دولة مستقلة
خطة ترامب تقترح دويلة فلسطينية مجردة من السيادة والجيش
ترامب يسعى لدفع السلطة الفلسطينية باتجاه التخلي عن موقفها الرافض لـ"صفقة القرن"
هل تنجح صفقة القرن في إنهاء عقود من الارتياب في القضية الفلسطينية؟

واشنطن - يتوقع أن يكشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء عن خطة السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، بعد استقبال الاثنين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزعيم المعارضة بيني غانتس في واشنطن لبحث ما يعرف بـ"صفقة القرن".

ووفق تسريبات إعلامية أميركية ستتضمن الخطة المرتقبة إعلان سيطرة إسرائيل على 30 بالمئة من الضفة الغربية في إطار المناطق التي تعرف بسام "ج" طبقا لتصنيفات اتفاق أوسلو المبرم سنة 1993.

وأشارت مجلة بوليتيكو" الأميركية إلى ان الخطة ربما ستنص على مرحلة انتقالية من أربعة أعوام انتظارا لمتغيرات سياسية قد تدفع السلطة الفلسطينية إلى التخلي عن موقفها الرافض للخطة حاليا.

ويذكر أن الفلسطينين رفضوا بالفعل الخطة دون الاطلاع عليها، متهمين إدارة ترامب بالتحيز لإسرائيل.

وتبقى أكثر البنود إشكالية وفق التسريبات فهو وضع القدس، حيث ستبقى المدينة موحّدة تحت السيادة الإسرائيلية، فيما تشير تقارير إعلامية إسرائيلية أن الخطة الأميركية المعروفة باسم صفقة القرن، تهدف أيضا لإقامة دولة فلسطينية بلا جيش أو سيادة على مساحة 70 بالمئة من الضفة الغربية يمكن أن تكون عاصمتها بلدة شعفاط شمال شرقي القدس بدلا من القدس الشرقية وبلدتها القديمة.

وقد تشمل الخطة أيضا إدارة إسرائيلية فلسطينية مشتركة للمسجد الأقصى والأماكن المقدسة. في المقابل ستحتفظ إسرائيل بسيطرتها على الحدود البرية والجوية مع الاعتراف بضم المستوطنات الإسرائيلية وليس فقط الكتل الشرقية وبلدتها القديمة.

وتشير خطة السلام الأميركية إلى وجوب فرض السلطة الفلسطينية سيطرتها على قطاع غزة، على أن يتم نزع سلاح حركتي حماس والجهاد وإنشاء ممر آمن بين غزة والضفة.

وتؤكد الخطة التي استغرقت عملية إعدادها ثلاث سنوات بإشراف كبير مستشاري الرئيس الأميركي وصهره جاريد كوشن، على ضرورة موافقة الفلسطينيين على جميع هذه البنود، واعترافهم بيهودية الدولة الإسرائيلية.

نتنياهو في واشنطن لبحث صفقة القرن المرتقبة
نتنياهو في واشنطن لبحث صفقة القرن المرتقبة

ويلتقي ترامب بشكل منفصل مع نتنياهو وغانتس في البيت الأبيض بخصوص خطته التي طال تأجيلها والتي ظلت طي السرية.

ويخشى الفلسطينيون أن تبدد الخطة آمالهم في إقامة دولة مستقلة في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة. ويقول الزعماء الفلسطينيون إنهم لم يتلقوا دعوة لزيارة واشنطن وإن أي خطة سلام لا يمكن أن تنجح بدونهم.

وفي هذا أكد مسؤولون فلسطينيون الإثنين رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس محاولات عدة قام بها ترامب لمناقشة خطة السلام المرتقبة.

وقال المسؤولون إن البيت الأبيض حاول خلال الأشهر الأخيرة إجراء اتصالات غير مباشرة مع الرئيس الفلسطيني، لكنها قوبلت جميعها بالرفض.

وأضاف مسؤول فلسطيني فضل عدم الكشف عن اسمه "لن يكون هناك نقاش مع الأميركيين والرئيس متمسك بحل على أسس دولة فلسطينية مستقلة على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".

من جانبه قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، إن "ترامب ونتنياهو يستخدمان الخطة لصرف الانتباه عن مشاكلهما الداخلية".

ووجه مجلس النواب الأميركي اتهامات لترامب الشهر الماضي وبدأ مجلس الشيوخ محاكمته بتهمة إساءة استغلال السلطة. ويواجه نتنياهو تهم فساد مع اقتراب انتخابات في الثاني من مارس/آذار هي الثالثة التي يخوضها في أقل من عام. وينفي الاثنان ارتكاب أي مخالفات.

وقال اشتية الاثنين في اجتماع وزاري في رام الله بالضفة الغربية المحتلة "هذه الخطة لحماية ترامب من العزل وحماية نتنياهو من السجن، ليست خطة للسلام في الشرق الأوسط، بل خطة سلامة الذات لأصحابها".

وأضاف "هذه الخطة ما هي إلا خطة لتصفية القضية الفلسطينية ونحن نرفضها ونطالب المجتمع الدولي أن لا يكون شريكا فيها لأنها تتعارض مع أبجديات القانون الدولي وحقوق الشعب الفلسطيني غير قابلة للتصرف".

وتأتي مبادرة ترامب بعد تاريخ طويل من مساعي السلام التي كان مصيرها الفشل في التغلب على عقود من العنف التي يشده الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ولتسوية إحدى المشكلات استعصاء على الحل في العالم.

كانت محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين قد انهارت في عام 2014. وتدعم الأمم المتحدة ومعظم الدول في أنحاء العالم مخططا لحل يقوم على وجود دولتين باعتبار ذلك الأساس لكل خطة سلام منذ عقود.

كان ترامب يأمل في الكشف عن خطته في العام الماضي غير أنه اضطر للتأجيل بعدما أخفق نتنياهو مرتين في تشكيل ائتلاف حاكم بعد انتخابات غير حاسمة.