ترامب يعلن فوزه بولاية رئاسية ثانية

الجمهوريون يسيطرون على مجلس الشيوخ بنيلهم غالبية 51 مقعدا على الأقل من أصل مئة.
مرشح مدعوم من ترامب يفشل في أن يصبح أول حاكم أسود لولاية كارولاينا الشمالية
نتنياهو وماكرون وأمين عام حلف الناتو يهنئون ترامب بالفوز
حماس تؤكد أن فوز ترامب اختبار لترجمة تصريحاته بقدرته على وقف حرب غزة خلال ساعات
نتنياهو يقول أن فوز ترامب أعظم عودة في التاريخ
ترامب يتعهد بخفض الضرائب وزيادة إنتاج النفط
إيران تؤكد أن نتائج رئاسيات الولايات المتحدة لن تغيّر سياسة البلدين

واشنطن - أعلن المرشح الجمهوري دونالد ترامب الأربعاء تحقيقه "فوزا تاريخيا" في الانتخابات الرئاسية الأميركية بعد احرازه تقدما في عدد من الولايات المتأرجحة قبل الاعلان الرسمي عن النتائج، فيما تلقى التهاني من عدد من قادة الدول.

وقال في خطاب الفوز "حصلنا على الأغلبية بمجلس الشيوخ، وفزنا في الولايات المتأرجحة، وأصبحت الرئيس الـ47 للولايات المتحدة" متعهدا بجعل أميركا "عظيمة مجددا"، وتصحيح وضع الحدود.
ووصف فوزه بولاية رئاسية جديدة بأنه "انتصار تاريخي وسياسي لم تر الولايات المتحدة مثيلا له من قبل".

انتصار تاريخي وسياسي لم تر الولايات المتحدة مثيلا له من قبل

وتعهد المرشح الجمهوري بخفض الضراب وزيادة إنتاج النفط، بعد إعلانه من جانب واحد فوزه بالانتخابات الرئاسية قائلا "انتظروا تعهدي لكم بخفض الضرائب في الولايات المتحدة.. سنجعل أمريكا أفضل وأقوى.. سأقوم بكل ما هو مطلوب لتوفير حياة كريمة لجميع الأميركيين".
وأضاف أنه سيقرر زيادة إنتاج النفط ومنح مزيد من تراخيص الاستكشاف والتنقيب عن مصادر الطاقة التقليدية، وهي تصريحات هبطت بأسعار النفط عالميا 2 بالمئة.

وقبل كلمة ترامب، هنأ رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون الأربعاء "الرئيس المنتخب"، بعدما تفردت فوكس نيوز بإعلان فوزه رغم عدم حسم الشبكات الأخرى نتيجة السباق. وقال جونسون "دونالد ترامب هو الآن رئيسنا المنتخب الذي اختاره الشعب الأميركي لفترة مثل هذه الفترة".

وأعلنت المحطة صباح الأربعاء فوز المرشح الجمهوري، لتكون وسيلة الإعلام الأميركية الكبرى الوحيدة التي تعلن ذلك، بعدما توقعت فوزه في ولايتي بنسلفانيا وويسكنسن الأساسيتين.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أول المهنّئين مبديا "استعداده للعمل" مع الجمهوري في ظل "الاحترام والطموح" فيما هنّأ رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ترامب على "اعظم عودة في التاريخ" معتبرا انها "التزام متجدد قوي" بالتحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

كذلك هنأ الأمين العالم لحلف شمال الأطلسي مارك روته ترامب على فوزه موكدا أنه سيبقي الناتو "قويا"، كما هنأه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ورئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي.

وقال القيادي الكبير في حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) سامي أبوزهري اليوم الأربعاء إن فوز المرشح الجمهوري بالمنصب "يجعله أمام اختبار لترجمة تصريحاته بأنه يستطيع وقف الحرب خلال ساعات" مضيفا أن "خسارة الحزب الديمقراطي هو الثمن الطبيعي لمواقف قيادتهم الإجرامية تجاه غزة"، ودعا ترامب إلى "الاستفادة من أخطاء" الرئيس جو بايدن.

وهنأ الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي المرشح الجمهوري بفوزه في الانتخابات قائلا في منشور على موقع إكس "‏أتقدم بخالص التهنئة للرئيس الأميركي المنتخب ترامب وأتمنى له كل التوفيق والنجاح في تحقيق مصالح الشعب الأميركي، ونتطلع لأن نصل سويا لإحلال السلام والحفاظ على السلم والاستقرار الإقليمي، وتعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة وشعبيهما الصديقين".

وهنأ رئيس الامارات الشيخ محمد بن زايد ال نهيان ترامب ونائبه بتحقيق الفوز في الانتخابات الرئاسية.
وقال في تغريدة على حسابه بمنصة " اكس " "أهنئ ترامب ونائبه جيمس ديفيد فانس بالفوز في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، متمنياً لهما التوفيق في خدمة الشعب الأميركي الصديق. 
وتابع "على مدى أكثر من خمسة عقود، ترتبط دولة الإمارات والولايات المتحدة بعلاقات إستراتيجية وثيقة وشراكة تنموية متطورة محورها اقتصاد المستقبل، ونتطلع إلى مواصلة تعزيز هذه الشراكة خلال الفترة المقبلة لمصلحة بلدينا وشعبينا."

كما هنأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، المرشح الجمهوري بإعلانه الفوز قائلا في تغريدة على موقع "اكس "أهنئ صديقي دونالد ترامب الذي فاز بالانتخابات الرئاسية وانتخب مرة أخرى رئيسا للولايات المتحدة".
وأضاف "آمل في هذه الفترة الجديدة أن تتعزز العلاقات التركية الأميركية وأن تنتهي الأزمات والحروب الإقليمية والعالمية، وخاصة القضية الفلسطينية والحرب الروسية الأوكرانية، وأعتقد أنه سيتم بذل المزيد من الجهود من أجل عالم أكثر عدلا".

وقالت متحدثة الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني إن نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية لن تحدث تغييرًا في السياسة العامة للبلدين.
وأضافت في تصريحات صحيفة عقب اجتماع الحكومة، بحسب ما نقله التلفزيون الرسمي الإيراني الأربعاء "لا علاقة كبيرة للانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة بنا، لأن السياسة العامة للولايات المتحدة وإيران ثابتة، ولن يتغير الكثير إذا تم استبدال شخص بآخر".
وتابعت "لسنا قلقين بشأن فوز ترامب مرة أخرى، ولا فرق بين المرشحين الاثنين بالنسبة لنا" مشيرة إلى أن نتائج الانتخابات الأميركية لن تؤثر على الحياة اليومية للإيرانيين.

كذلك سيطر الجمهوريون على مجلس الشيوخ بنيلهم غالبية 51 مقعدا على الأقل من أصل مئة فيه، وفق توقعات وسائل إعلام أميركية.
وسدد ترامب نكستين لهاريس بفوزه بولايتي كارولاينا الشمالية وجورجيا، وهما من الولايات السبع المتأرجحة التي ستحدّد مصير الانتخابات.
وقال جايسن ميلر أحد كبار مستشاري الرئيس السابق إن الأجواء "إيجابية" في معسكر المرشح الجمهوري.
ومع اقتراب الرئيس السابق من العتبة المطلوبة للفوز، أعلنت حملة هاريس أن المرشحة لن تلقي كلمة أمام أنصارها ليلة الانتخابات، وبرر الرئيس المشارك للحملة سيدريك ريتشموند ذلك بالقول "ما زالت هناك أصوات يجب فرزها".

وتبقى حالة الترقب والانتظار مخيمة في الولايات الست المتأرجحة الأخرى التي قد تقلب نتيجة الانتخابات فيما صدرت النتائج في ولايات أخرى من دون أي مفاجآت.
ويتصدر ترامب في الوقت الحاضر مع حصوله على 266 من أصوات كبار الناخبين، في مقابل 195 لهاريس.
وفي بلد يشهد انقسامات كبيرة، باتت أنظار الأميركيين شاخصة إلى الشاشات فيما خارطة البلاد تتلون تباعا بالأحمر لون الجمهوريين أو الأزرق لون الديمقراطيين. وبحسب نتائج موقتة يتقدم ترامب في عدة ولايات حاسمة.
وقالت جين اومالي ديلون مديرة حملة كامالا هاريس الثلاثاء إن "الطريق الأوضح للفوز" يمر عبر ولايات ميشيغن وويسكنسن وبنسيلفانيا أي ثلاث ولايات فقط من الولايات السبع المتأرجحة، والمعروفة بـ"الجدار الأزرق".

وكان ترامب فاز بهذه الولايات الثلاث في 2016 في مواجهة هيلاري كلينتون، فيما ظفر بها جو بداين في العام 2020.
وانقلبت الأجواء كليا في جامعة هاورد في واشنطن التي يرتادها عموما السود وحيث تجمع انصار كامالا هاريس.
فقد عم التوتر الأجواء راهنا بعدما كانت احتفالية، على ما قالت أحدى الصحفيات.
وقلت الناخبة شارلين اندرسون وهي تغادر المكان "أنا خائفة وقلقة الآن. أكاد لا استطيع تحريك رجلي". ولم تسجل أي مفاجأة في الولايات الأخرى التي صدرت فيها النتائج.
وبحسب توقعات وسائل إعلام أميركية، فاز المرشحان بسلسلة من الولايات كانت محسوبة لهما، وهي تكساس وكنتاكي وإنديانا ووست فرجينيا وميسوري وأوكلاهوما وميسيسيبي وفلوريدا ولويزيانا وايداهو وأيوا لترامب، فيما فازت هاريس في كاليفورنيا ونيويورك وإلينوي وفيرمونت وماساتشوستس وكولورادو وأوريغن وإضافة إلى العاصمة واشنطن ورود آيلاند وميريلاند وكونيتكت.
ولا أحد يعلم هل ستمرّ ساعات أو أيام قبل إعلان فوز نائبة الرئيس التي ستكون أول امرأة تنتخب لهذا المنصب، أو الرئيس السابق الذي لم يعترف قط بهزيمته في انتخابات عام 2020.
وندّد الرئيس السابق، المدان جنائيا والملاحق في عدة قضايا، مساء الثلاثاء عبر منصته "تروث سوشال" بـ"تزوير واسع النطاق" في مدينة فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا، فيما نفت السلطات الاتهامات بشدة.
وينتظر العالم أجمع نتيجة المبارزة، في نهاية حملة غير مسبوقة تميّزت بالترشح المتأخر لهاريس في تموز/يوليو بعد انسحاب الرئيس جو بايدن، وبمحاولتي اغتيال استهدفتا ترامب.

حالة احباط بين أنصار هاريس
حالة احباط بين أنصار هاريس

وفي الطوابير الطويلة عند مداخل مراكز الاقتراع التي فرضت في بعضها إجراءات أمنية مشددة، ارتسمت رؤيتان للولايات المتحدة مختلفتان حد التناقض.
وصورت المرشحة الديمقراطية منافسها على أنه "فاشي" يهدد حقوق المرأة.
وضاعفت حملتها الرسائل لحث الأميركيين على التصويت حتى اللحظة الأخيرة، في حين نشر فريق حملتها معلومات متفائلة بشأن تعبئة الناخبين الشباب، والناخبين في مناطق معينة بالغة الأهمية. وقالت هاريس الاثنين "سوف نفوز".
أما دونالد ترامب فوصف منافسته بأنها زعيمة ضعيفة و"غبية"، ومتهاونة في التعامل مع الهجرة غير النظامية والجريمة. وقال عبر شبكته الاجتماعية تروث سوشال "سوف نفوز وبفارق كبير".
وفي أنحاء البلاد، يبدو التوتر المحيط بالتصويت واضحا: تحول بعض مراكز الاقتراع إلى حصون وسط إجراءات أمن مشددة، واتخذت العاصمة الفدرالية مظهر مدينة تحت الحصار في بعض الشوارع المركزية، حيث أحيطت المواقع الحساسة ومن بينها البيت الأبيض بحواجز عالية، كما قامت الكثير من المتاجر بتحصين واجهاتها.
وفي ولايتي جورجيا وبسنيلفانيا استهدفت انذارات كاذبة بوجود قنابل، مراكز اقتراع على ما أفادت السلطات.
وسيطر الجمهوريون على مجلس الشيوخ الأميركي بعدما حققوا انتصارات في ولايات مونتانا وأوهايو ووست فرجينيا اليوم الأربعاء مما يضمن سيطرة حزب دونالد ترامب، الفائز بالرئاسة، على مجلس واحد على الأقل من مجلسي الكونجرس في العام المقبل.

ويتجه الجمهوريون لتحقيق أغلبية بواقع 52 مقعدا على الأقل مقابل 48 في مجلس الشيوخ، وأضافوا ثلاثة مقاعد إلى أغلبيتهم في مجلس النواب التي تبلغ 220 مقابل 212، ولكن نظرا لعدم حسم 51 من أصل 435 سباقا بعد، فلن يعرف الآن من ستكون له السيطرة النهائية على المجلس.

وإذا هيمن الجمهوريون في نهاية المطاف على مجلس النواب، فسيكونون في وضع يسمح لهم بفرض الخطط ومساعدة ترامب على الوفاء بوعده بخفض الضرائب وتقييد الهجرة، على الأقل لمدة عامين حتى انتخابات التجديد النصفي في عام 2026.

وضمنت النتائج أن الجمهوريين في مجلس الشيوخ سيكونون قادرين على مساعدة ترامب في تعيين القضاة المحافظين وغيرهم من الموظفين الحكوميين.