ترامب يقاوم حملة ديمقراطية لعزله

التحقيقات المستمرة في علاقات حملته الانتخابية المفترضة مع روسيا تثير غضب الرئيس الأميركي وتدفعه لإنهاء اجتماع مع رئيسة مجلس النواب وزعيم الأقلية الديمقراطية بعد دقائق من عقده.

بلوسي تتهم ترامب بإخفاء معلومات في تحقيق مولر
ترامب يرفض التعامل مع الديمقراطيين إلى أن يتم إغلاق تحقيق مولر
حرب كلامية لا تهدأ بين ترامب ومعارضيه في الكونغرس
بلوسي تفضل التركيز على محاسبة ترامب قضائيا بدلا من القفز إلى عزله

واشنطن - ثار غضب الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء بسبب التحقيقات المستمرة في علاقات حملته الانتخابية المفترضة مع روسيا، فيما اتهمته رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي بـ"إخفاء" معلومات في تحقيق مولر وهو ما يمكن أن يعتبر تصرفا يستدعي عزله.

وأنهى ترامب الغاضب اجتماعا في البيت الأبيض مع بيلوسي وزعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر بعيد بدئه، معلنا أنه لا يستطيع التعامل معهما حول السياسات في البلاد إلا بعد أن يتم إغلاق "التحقيقات الزائفة".

وتعتبر هذه المواجهة تصعيدا دراماتيكيا في الحرب الكلامية بين ترامب ومعارضيه في الكونغرس الذين يرغبون في محاسبته على ما يصفونه بالأخطاء الرئاسية.

ويبدو أن غضب ترامب كان سببه بيلوسي التي قالت عقب اجتماع طارئ مع النواب في وقت سابق الأربعاء "نعتقد أن رئيس الولايات المتحدة متورط في عملية إخفاء" معلومات.

ورد الرئيس الأميركي في مؤتمر صحافي تم ترتيبه على عجل في حديقة الورود "أنا لا أقوم بعمليات إخفاء... هذه هي الخلاصة: لم يحدث تواطؤ ولم تحدث عرقلة".

وقال "لذلك انهوا هذه التحقيقات الزائفة"، محذرا من أن عدم القيام بذلك قد يتسبب في جمود بشأن قضايا مثل إصلاح البنية التحتية للبلاد التي كان يأمل الجانبان في التوصل إلى اختراق بشأنها الأربعاء.

وبعد عامين من التحقيق قال مولر إنه لا يوجد دليل على التواطؤ رغم أن العلاقات بين حملة ترامب الانتخابية عام 2016 وموسكو تثير الاستغراب، إلا أنه (مولر) قال إنه لا يستطيع استبعاد عرقلة ترامب للتحقيق وترك لوزير العدل بيل بار إعلان عدم حصول عرقلة.

وأثار قرار الديمقراطيين متابعة القضايا غير الحاسمة في التحقيق ومناقشتهم إمكانية إطلاق إجراءات إقالة الرئيس، غضب ترامب.

وكتب على تويتر الأربعاء "مضايقات للرئاسة" في تصعيد لهجماته على تلك التحقيقات.

وعقب مغادرتها البيت الأبيض قالت بيلوسي إن ترامب ربما ارتكب مخالفات "يمكن أن تؤدي إلى عزله" من خلال تجاهل مذكرات الإحضار التي أصدرها الكونغرس على خلفية تحقيق مولر، مشبّهة ذلك بعملية التستر التي أسقطت الرئيس الراحل ريتشارد نيكسون، مضيفة "هذا الرئيس يعرقل العدالة ومتورط بإخفاء معلومات".

ورد ترامب بأن اتهم القيادة الديمقراطية بتمزيق الولايات المتحدة، إلا أنه شدّد على أنه سيستمر "في تسجيل الأرقام القياسية للشعب الأميركي - ونانسي ، أشكرك كثيرا على صلواتك، وأنا أعلم أنك تعني ذلك حقًا!".

وجاءت تغريدات ترامب بعد أن وروت بيلوسي مع شومر ما حدث في الاجتماع الذي لم يتم. وقالت بيلوسي إن ترامب "دخل إلى الغرفة. والكلام الذي قاله لا استطيع حتى وصفه".

وفي تلميح إلى أن ترامب افتعل الخلاف لتجنب الالتزام بتفاصيل مشروع قانون مكلف للغاية للبنى التحتية، قالت "لقد تفادى الموضوع ولا أدري لماذا فعل ذلك"، مضيفة "أصلي من أجل رئيس الولايات المتحدة".

أما شومر فقد وصف الإنهاء الدراماتيكي للاجتماع بأنه "حجة معدة مسبقا". وقال "ما حدث في البيت الأبيض صادم للغاية".

ويقول الديمقراطيون إن بار يحمي الرئيس من خلال رفضه تلبية مذكرات الإحضار التي أصدرها الكونغرس، رغم أن رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب قال الأربعاء إن وزارة العدل وافقت على البدء في تلبية مذكرة حول مواد تتعلق بتحقيق مولر.

ورغم اتهامها لترامب بإخفاء معلومات، إلا أن بيلوسي لفتت إلى أن اتخاذ خطوة لبدء إجراءات عزل الرئيس قبل انتخابات 2020 تحمل مخاطر سياسية، خاصة لأن مثل هذه الخطوة لن تمر في مجلس الشيوخ الذي يهيمن عليه الجمهوريون.

وقالت إنها تفضل مواصلة التركيز على تثقيف عامة الناس من خلال المحاكم وتحقيقات الكونغرس "لتوصيل الحقيقة والواقع إلى الشعب الأميركي" بدلا من القفز إلى عزل الرئيس. وتسببت هذه المسألة في انقسام بين الديمقراطيين لأشهر.

ورغم أن البعض في الكونغرس والعديد من المرشحين الديمقراطيين للرئاسة، يرغبون في تأكيد سلطات الكونغرس التاريخية كمراقب للسلطة التنفيذية، هناك مخاوف من أن يؤدي ذلك إلى نتائج عكسية يمكن أن تزيد شعبية ترامب في أوساط قاعدة ناخبيه.

وقال عضو الكونغرس الديمقراطي بيتر ويلش لشبكة 'سي ان ان' إن ترامب "يحاول أن يقود الكونغرس إلى بدء إجراءات عزله".