ترامب يقر بوجود مجاعة في غزة وسط خلافات مع نتنياهو

الرئيس الأميركي يعبر عن انزعاجه من تدهور الوضع الإنساني في غزة بالتزامن مع توسيع الجيش الإسرائيلي لعملياته العسكرية.

ابوظبي/غزة - أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الجمعة، وجود مجاعة في قطاع غزة قائلا إن "كثيرا من الناس هناك يتضورون جوعا"، وتعهد بأن تولي بلاده اهتماما خاصا لهذا الوضع الإنساني فيما يأتي ذلك وسط حديث عن توتر في العلاقات بينه وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
جاء ذلك في وقت تواصل فيه إسرائيل فرض حصار خانق على غزة منذ أكثر من شهرين، ما أدخل القطاع في حالة مجاعة، بحسب مكتب الإعلام الحكومي بغزة.
وقال ترامب للصحفيين في أبوظبي على هامش حوار الأعمال الإماراتي الأميركي "يجب الاعتناء بقطاع غزة، فكثير من الناس هناك يتضورون جوعا" مضيفا "نتابع الأوضاع في غزة، علينا أن نهتم بهذا الأمر، كثير من الناس يتضورون جوعاً هناك، وكثير من الأشياء السيئة تحدث".
وأفادت وسائل إعلام عبرية، بأن أصوات انفجارات القصف الإسرائيلي المكثف على غزة، منذ فجر الجمعة، تسمع في مدينة بئر السبع جنوب إسرائيل، فيما تهتز منازل بالمستوطنات المحاذية للقطاع جراء شدة الغارات.
ونقلت عن مسؤولين إسرائيليين ومصادر أمنية، أن هذه الهجمات "غير العادية" بمثابة تأكيد من إسرائيل على نيتها توسيع الإبادة الجماعية في القطاع.
وشنت الطائرات والمدفعية الإسرائيلية خلال الليلة الماضية وفجر الجمعة، سلسلة غارات مكثفة على مناطق واسعة في غزة خاصة شمال القطاع، وصفها شهود عيان ومصادر طبية بأنها ضمن "الأعنف" منذ بداية الإبادة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأسفرت الغارات الإسرائيلية في حصيلة أولية عن مقتل أكثر من 100 فلسطيني وإصابة عشرات آخرين معظمهم أطفال ونساء، وفق تصريح متحدث الدفاع المدني الفلسطيني محمود بصل.
وقالت القناة 12 الإسرائيلية، إن "ما يجري موجة غير عادية من الهجمات على القطاع".
وأضافت "تحدث سكان المنطقة المحاذية للقطاع عن منازل اهتزت من شدة الهجمات، وعن أصوات الانفجارات التي يمكن سماعها حتى في بئر السبع، التي تبعد عن القطاع حوالي 42 كلم معتبرة أن الهدف من هذه الهجمات تأكيد إسرائيل نيتها توسيع الإبادة الجماعية في القطاع.
ونقلت القناة العبرية عن مصدر أمني إسرائيلي، لم تسمه، قوله بشأن القصف العنيف على القطاع، إنه رسالة لحركة حماس بأن تل أبيب تعتزم توسيع الإبادة بشكل كبير وأن هذه "الفرصة الأخيرة للتوصل إلى اتفاق".

التحشيد العسكري الاسرائيلي على أشده في غزة تمهيدا لعملية واسعة
التحشيد العسكري الاسرائيلي على أشده في غزة تمهيدا لعملية واسعة

وتقول حماس إنها مستعدة لاتفاق يشمل جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل وقف الحرب والانسحاب الكامل من غزة وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية، فيما ترفض حكومة بنيامين نتنياهو وقف الحرب وتصر على مواصلة الإبادة في القطاع وتجويع الفلسطينيين عبر منع إدخال أي مساعدات إنسانية منذ أكثر من 70 يوماً.
وأضاف المصدر الإسرائيلي ذاته، أن "هذه الهجمات هي ضربة أولية لمناورة برية واسعة النطاق من قبل قوات المشاة والمدرعات".
وادعت القناة العبرية، أن "الجيش الإسرائيلي مستعد لاحتمال أن يطلب منه رفع عتبة إطلاق النار والدخول في حملة أوسع في غزة".
من جهتها، قالت القناة 13 الإسرائيلية "بدأ قصف إسرائيلي مكثف وغير عادي من شمال قطاع غزة إلى جنوبه".
وأفادت القناة، بأن إسرائيل تستعد لتوسيع الإبادة في القطاع في الوقت الذي لم يتم فيه تحقيق انفراجة في مفاوضات صفقة تباد ل الأسرى في قطر.
في السياق، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" على موقعها الإلكتروني، الجمعة "كثّف الجيش الإسرائيلي غاراته الجوية على قطاع غزة ليلة الخميس وحتى الجمعة، مهاجما أهدافا بشكل رئيسي في الشمال، مع تصاعد التوترات وسط جمود في مفاوضات وقف إطلاق النار".
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن "الغارات الأخيرة تمهيد لعملية برية موسعة محتملة في غزة في حال فشلت محادثات وقف إطلاق النار الجارية في قطر بتحقيق اختراق".
وفي وقت سابق اليوم، حذرت عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة حكومة نتنياهو من إضاعة فرصة التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.
وقالت في بيان نشرته على منصة إكس: "استيقظت عائلات المختطفين صباح اليوم بقلوب ثقيلة وقلق كبير في ظل التقارير التي تتحدث عن تزايد الهجمات في قطاع غزة واقتراب انتهاء زيارة الرئيس ترامب إلى المنطقة".
وأضافت "تشير كل الدلائل إلى أن دولة إسرائيل على بعد ساعات فقط من "ضياع القرن"، وبدلاً من إعادة جميع المختطفين، والمشاركة في حراك إقليمي واسع، ووقف الحرب، ستجد إسرائيل نفسها معزولة وتغرق في وحل غزة" مضيفة"الفرصة التاريخية الضائعة - فشل إسرائيلي مدوٍ".
وأشارت العائلات إلى "أن الجهد المبذول لتعطيل المقترحات المطروحة على الطاولة سوف يظل محفوراً في ذاكرة الأجيال القادمة".
وضاعفت إسرائيل خلال الأيام الماضية وتيرة الحرب بغزة، بالتزامن مع جولة يجريها ترامب في الشرق الأوسط.