ترامب ينهي المحادثات مع طالبان وينفتح على إيران

الرئيس الأميركي لا يجد حرجا في الاجتماع مع نظيره الإيراني في ذروة تصعيد إيران انتهاكاتها للاتفاق النووي الموقع في 2015، فيما يغلق الباب نهائيا أمام أي مفاوضات مع طالبان بعد عام من جولات شاقة من المحادثات.

ترامب لا يمانع لقاء يرفضه روحاني
ترامب يؤكد تكثيف واشنطن الضربات على "أعدائها" في أفغانستان
حلف الأطلسي سيبقي على قواته في أفغانستان ما تطلبت الضرورة ذلك

واشنطن - أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الاثنين انتهاء المحادثات مع حركة طالبان، فيما أبدى مرونة كبيرة في الانفتاح على حوار مع نظيره الإيراني رغم حدة التوتر على خلفية العقوبات الأميركية على إيران ومأزق الاتفاق النووي الذي انسحبت منه واشنطن في مايو/ايار من العام الماضي.

وقال ترامب اليوم الاثنين في تصريحات للصحفيين في البيت الأبيض، إنه قد يجتمع مع روحاني وليس لديه مشكلة بخصوص لقاء من هذا القبيل.

ويقول روحاني إن بلاده لن تجري محادثات مع الولايات المتحدة ما لم ترفع واشنطن جميع العقوبات التي عاودت فرضها على طهران بعدما انسحب ترامب العام الماضي من الاتفاق النووي الموقع بين إيران وست قوى كبرى في عام 2015.

روحاني يصعد نوويا ويرفض اجتماعا مع ترامب قبل رفع العقوبات
روحاني يصعد نوويا ويرفض اجتماعا مع ترامب قبل رفع العقوبات

وسبق للرئيس الأميركي أن أعلن على هامش قمة مجموعة السبع في فرنسا بعد لقاء مع نظيره الفرنسي امانويل ماكرون، استعداده للقاء روحاني، لكن من دون التخلي عن العقوبات التي أعادت واشنطن فرضها على إيران لجرّها لمفاوضات حول اتفاق جديدة يشمل قيودا مشددة على برنامجي طهران النووي والصاروخي.

ويأتي تجديد انفتاحه على حوار مع نظيره الإيراني في الوقت الذي صعّدت فيه إيران بإعلانها عن خطوات إضافية لتقليص التزاماتها النووية بموجب الاتفاق الموقع في العام 2015 في تطور عقّد الجهود الأوروبية لإنقاذ الاتفاق النووي.

وفي المقابل أعلن الرئيس الأميركي أن المحادثات مع حركة طالبان التي كان يبدو أنها ستؤدي إلى اتفاق تاريخي بعد 18 عاما من الحرب في أفغانستان "انتهت تماما".

وقال ردا على سؤال "لقد انتهت تماما. من ناحيتي انتهت" وذلك بعد أن أعلن السبت إلغاء اجتماع سري كان مقررا مع قادة طالبان الأحد بكامب ديفيد بسبب اعتداء دام في كابول الخميس.

كما أكد ترامب أن واشنطن كثّفت ضرباتها ضد "أعدائها" في أفغانستان خلال الأيام الأخيرة بدرجة غير مسبوقة منذ عشر سنوات، بعدما أعلن وقف المفاوضات مع حركة طالبان. وقال في تغريدة على حسابه بتويتر "خلال الأيام الأربعة الأخيرة، نضرب أعداءنا بقوة غير مسبوقة منذ عشر سنوات".

ويأتي إعلان ترامب بإنهاء المحادثات مع طالبان، فيما أكدّ حلف شمال الأطلسي (الناتو) الاثنين أن هدف مهمته في أفغانستان لم يتغير وذلك بعد تسارع التطورات خلال عطلة نهاية الأسبوع في ما يتعلق بجهود واشنطن التوصل إلى اتفاق سلام مع طالبان.

وألغى ترامب فجأة السبت قمة كانت وشيكة وسرية مع قادة طالبان ونظيره الأفغاني أشرف غني لمناقشة مسودة اتفاق تقضي بسحب الولايات المتحدة لآلاف الجنود.

وبدت الخطوة إيذانا بانتهاء عام من المفاوضات بين واشنطن والمتمردين رغم أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ترك الباب مفتوحا لاحقا أمام العودة للمحادثات.

لكن حلف الأطلسي الذي ينشر نحو 16 ألف جندي في أفغانستان لتقديم التدريب والاستشارة للقوات المحلية أصر على أنه سيبقى في البلاد طالما أن هناك حاجة لذلك.

وقال مسؤول في الحلف "يبقى هدف حلف الأطلسي بدون تغيير: جعل قوات الأمن الأفغانية أقوى لتتمكن من محاربة الإرهاب الدولي وتهيئة الظروف للسلام"، مضيفا "سيبقى حلف شمال الأطلسي في أفغانستان ما دام ذلك ضروريا لضمان عدم تحول البلاد مرة أخرى إلى ملاذ آمن للإرهابيين الدوليين".

والأسبوع الماضي، قال أمين عام الحلف ينس ستولتنبرغ إنه يدعم جهود الولايات المتحدة لإحلال السلام في أفغانستان التي تمزقها النزاعات منذ أكثر من أربعة عقود.