
ترامب يهدد بإطلاق الجهاديين الأجانب في بلدانهم الأصلية
واشنطن - هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الأربعاء بإطلاق سراح الآلاف من الجهاديين الأجانب المحتجزين في سوريا في الدول الأوروبية التي قدموا منها إلى بؤر التوتر في الشرق الأوسط وذلك إذا رفضت بلدانهم الأصلية استعادتهم.
وهاجم ترامب فرنسا وألمانيا لعدم إعادتهما مواطنيهما الذين قاتلوا مع الجهاديين والمحتجزين حاليا داخل معسكرات في سوريا.
وقال في هذا السياق "نحتجز الآلاف من مقاتلي داعش في الوقت الحالي، على أوروبا أن تأخذهم. إذا لم تأخذهم أوروبا، فلن يكون أمامي من خيار آخر سوى إطلاق سراحهم في البلدان التي أتوا منها وهي ألمانيا وفرنسا وأماكن أخرى".
وختم بالقول "لقد أسرناهم، لدينا الآلاف منهم. والآن كالمعتاد لا يريدهم حلفاؤنا. لن تضعهم الولايات المتحدة في غوانتانامو مدة 50 عاما وتدفع تكلفة ذلك".
وترفض دول أوروبية استعادة مواطنيها من الجهاديين الذين قاتلوا مع داعش في سوريا وأسرتهم قوات سوريا الديمقراطية التي شكلت رأس الحرب في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية بدعم من الولايات المتحدة.
واستعادة أولائك المتطرفين وأبناءهم وزوجاتهم تشكل معضلة أمنية وقانونية بالنسبة للدول الأوروبية التي تخشى أن من تشبعوا من مواطنيها بالفكر المتطرف واكتسبوا خبرة قتالية يمكن أن يشكلوا خطرا كبيرا على أمنها أو ينشروا التطرف حتى داخل السجون.
وأكبر معضلة بالنسبة لتلك الدول هي أبناء الجهاديين الذي عايشوا جرائم وعنف داعش ونشئوا على الفكر المتطرف، وسط مخاوف من تحولهم في المستقبل لمشاريع ارهابيين.

وقال الرئيس الأميركي أيضا إنه يتعين على دول أخرى المشاركة في المعركة ضد المتطرفين الإسلاميين، ليأتي كلامه متزامنا مع مفاوضات الولايات المتحدة مع طالبان لسحب قواتها من أفغانستان.
وردا على سؤال من الصحافيين عما إذا كان يشعر بالقلق إزاء عودة ظهور تنظيم الدولة الإسلامية في العراق ، قال ترامب إن القوات التي بقيادته قضت على "الخلافة"، مضيفا "إلى حد ما، سيتعين على روسيا وأفغانستان وإيران والعراق وتركيا خوض معاركها أيضا".
وتابع "لقد قضينا على الخلافة مئة بالمئة. لقد فعلت ذلك في وقت قياسي، لكن في مرحلة معينة، ستضطر كل هذه البلدان الأخرى، حيث يوجد تنظيم داعش إلى محاربته. هل نريد البقاء هناك 19 عاما أخرى؟ لا أعتقد ذلك".
وأشار إلى الهند وباكستان باعتبارهما دولتين على خط المواجهة، لكنهما لا تفعلان الكثير لمحاربة الجماعات الجهادية، قائلا "انظروا إلى الهند إنها لا تقاتلهم، نحن نحاربهم. باكستان المجاورة تحاربهم لكن بشكل بسيط جدا ... هذا ليس عدلا. الولايات المتحدة بعيدة سبعة آلاف ميل".
وقد خفضت إدارة ترامب الوجود العسكري الأميركي في سوريا والعراق وتتفاوض على الانسحاب من أفغانستان مع مقاتلي طالبان، لكن خبراء الدفاع يحذرون من أن الفراغ الذي تتركه الولايات المتحدة قد يسمح بعودة التطرف.
وأفاد تقرير صدر مؤخرا عن البنتاغون بأن تنظيم الدولة الإسلامية يشن هجمات بعد أن فقد السيطرة على أراض في العراق وسوريا.