ترحيب واسع بدعوة السودان لوساطة دولية لحل أزمة سد النهضة

الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والاتحاد الإفريقي تعرب عن استعدادها للقيام بدور تسهيل التفاوض وإتاحة خبراتهم لدعم جهود التوصل لاتفاق عادل لملء السد الإثيوبي وتشغيله.
مصر ترفض تعنت إثيوبيا في استكمال ملء سد النهضة قبل التوصل لاتفاق

الخرطوم - لاقت مبادرة السودان بتشكيل وساطة رباعية دولية لرعاية مفاوضات سد النهضة وإخراجها من مربع الفشل، ردودا إيجابية وترحيبا من قبل الأطراف المدعوة للتوسط في حل الأزمة.

وفي هذا الإطار أعلن السودان الخميس تسلمه ردودا إيجابية لتشكيل آلية رباعية للوساطة في مفاوضات سد "النهضة" الإثيوبي.
جاء ذلك على لسان رئيس الفريق الفني المفاوض في سد النهضة، مصطفى حسين، وفق وكالة أنباء السودان.

وقال حسين إن السودان "تسلم ردودا إيجابية جدًا من كل الأطراف التي دُعيت للتوسط الرباعي حول مباحثات سد النهضة، وهي الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، إضافة إلى الاتحاد الإفريقي الذي يرعى المفاوضات".

وتابع "أعربت الأطراف الدولية عن استعدادها للقيام بدور تسهيل التفاوض والوساطة فيه وإتاحة خبراتهم الفنية والقانونية والسياسية للتقريب بين وجهات نظر الدول الثلاث".

وأشار إلى أن "الوساطة الرباعية ستعزز وتدعم جهود الاتحاد الإفريقي برئاسة الكونغو الديمقراطية، وصولًا لاتفاق قانوني ملزم ومرضٍ للأطراف الثلاثة حول ملء وتشغيل سد النهضة".

ولفت إلى أن إعلان وزارة المياه والري والكهرباء الإثيوبية "إصرارها على الملء الثاني في يوليو/تموز القادم دون التوصل لاتفاق، يعني تمادي إثيوبيا في موقفها المخالف للقانون الدولي".

واعتبر أن ذلك "يتنافى مع اتفاق إعلان المبادئ الذي تم توقيعه من قبل رؤساء الدول في مارس/آذار 2015 حول ملء وتشغيل سد النهضة".

ودعا حسين إثيوبيا "للاحتكام إلى صوت العقل واحترام القوانين الدولية الراعية فيما يخص المياه العابرة للحدود والالتزام بمبدأ الاستخدام المنصف والمعقول للمياه، دون إحداث ضرر ذي شأن للدول المُتشاطئة".

وتابع "نؤكد بأن السودان في كل الأحوال قادر على حماية أمنه القومي وموارده وسلامة بنياته التحتية".

والاثنين أعلن السودان أنه بعث بخطابات رسمية إلى كل من الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، لتشكيل آلية رباعية للوساطة في المفاوضات.

وفي 9 مارس/آذار الجاري رفضت إثيوبيا مقترحا سودانيا أيدته مصر بتشكيل وساطة رباعية دولية لحلحلة مفاوضات السد المتعثرة على مدار 10 سنوات.

وتصر إثيوبيا على بدء الملء الثاني للسد حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق، بينما تتمسك مصر والسودان بالتوصل أولًا إلى اتفاق ثلاثي؛ حفاظًا على حصتهما السنوية من مياه نهر النيل ومنشآتهما المائية.

والخميس أعلنت مصر رفضها تصريحات إثيوبية بشأن استكمال ملء سد النهضة حتى لو لم يتم التوصل لاتفاق على قواعد ملء وتشغيل السد.

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد حافظ، في بيان صحفي اليوم، إن "هذه التصريحات والتي أكدت على اعتزام إثيوبيا استكمال ملء سد النهضة حتى لو لم يتم التوصل لاتفاق على قواعد ملء وتشغيل السد، تكشف مجدداً عن نية إثيوبيا ورغبتها في فرض الأمر الواقع على دولتي المصب، وهو أمر ترفضه مصر لما يمثله من تهديد لمصالح الشعبين المصري والسوداني ولتأثير مثل هذه الإجراءات الأحادية على الأمن والاستقرار في المنطقة".

ومنذ يناير/كانون الثاني الماضي توقفت المفاوضات، التي يرعاها الاتحاد الإفريقي منذ أشهر، حيث تطالب الخرطوم بتغيير منهجية التفاوض مقابل تحفظ إثيوبي.