ترحيب وتشكيك اثر الاعلان عن نجاح تجربة للاندماج النووي

باريس - اثار تأكيد مختبر اميركي نجاحه في اجراء تجربة اندماج نووي على مستوى محدود، حماسا بقدر ما اثار تشكيكا في الاوساط العلمية، بعد نشره في مجلة "ساينس" العلمية في العدد الصادر الجمعة.
وكبديل عن الانشطار النووي، يشكل الاندماج النووي، الذي يقوم على محاكاة ما يحدث في قلب الشمس لتحرير الطاقة، الهدف الاقصى للباحثين منذ عقود عدة. وقد انفقت ملايين الدولارات من اجل تزويد البشرية بمصدر للطاقة النووية النظيفة والتي لا تنضب اعتمادا على الهيدروجين المتوفر بكثرة والذي يؤمل ان يوفر الطاقة دون ان يطرح مشكلة النفايات النووية.
واجرى باحثون اميركيون وروس من مختبر اوك ريدج الوطني، في تينيسي، ومعهد رنسلاير بوليكلينك في نيويورك، تجربة الاندماج باستخدام الاسيتون السائل حيث تم احلال ذرات الدوتيريوم (هيدروجين ثقيل) محل ذرات الهيدروجين.
وقال الفريق بقيادة روسي تالاياركان انه قام بارسال موجات صوتية داخل الاسيتون المبرد، وحصل على فقاعات مجهرية ولد انبجاسها عند ملايين الدرجات الحرارية شرارات ضوء ضعيفة.
ففي داخل هذه الفقاعات المنبجسة تذوب نوايا الذارات محررة الطاقة، بالطريقة نفسها التي تجري داخل الشمس. وتؤكد حسابات الباحثين ان انبجاس الفقاعات ولد حرارة توازي في ارتفاعها الحرارات المتولدة داخل الشمس لمدة جزء من تريليون من الثانية.
وسعى الباحثون بلا جدوى ولسنوات وباستخدام مفاعلات ضخمة الى تحقيق الاندماج النووي الذي يقوم على اندماج نواة ذرتي دوتيريوم لتشكيل التريتيوم، وهو شكل اخر من الهيدروجين، وتحرير الطاقة.
واما الانشطار النووي،الذي يحدث داخل المفاعلات النووية والقنابل الذرية، فيحدث عبر انقسام الذرة لتحرير الطاقة.
واثار الاعلان عن اجراء تجربة الاندماج حماسا وشكوكا في الاوساط العلمية، وشمل الجدال حتى مجلة "ساينس" التي تحظى بمصداقية في الاوساط العلمية والتي اقدمت على نشر نتائج التجربة التي اعتبرها البعض واعدة في حين ابدى الآخرون شكوكا حيالها.
واشارت المجلة من جانبها الى ان اثنين من الباحثين حاولا عبثا اعادة تجربة تالاياركان، التي خضعت قبل نشرها لاشراف خبراء آخرين.
وعلق فرد بيشيت، عالم الفيزياء في جامعة ميشيغن، بقوله ان "العلماء سيبقون وعليهم ان يبقوا متشككين حتى ينجح آخرون في اعادة التجربة". لكنه اضاف في تصريح لمجلة "ساينس" انه و"حتى يثبت العكس، ينبغي اعتبارها جديرة بالتصديق".
اما روبرت بارك، الفيزيائي في جامعة مريلاند، فقال ان الامر قد يعرضنا لاخفاق كذلك الذي شهدناه قبل 13 سنة، في 1989، عندما اعلن العالمان ستانلي بون، من جامعة يوتا، ومارتن فليشمان، من جامعة ساوثامبتون البريطانية، وسط ضجة اعلامية، توصلهما الى "الانشطار البارد" في انبوب اختبار يحتوي على البالاديوم. وقال ان الانجاز فقد قيمته عندما لم يتمكن احد من تكراره.