تردد إسرائيلي وتحذير أميركي من استهداف المنشآت النووية الإيرانية
القدس – أفاد تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أنه من المستبعد أن تضرب إسرائيل المواقع النووية الإيرانية ردًّا على الهجوم الصاروخي البالستي الذي شنّته طهران على أهداف إسرائيلية الأسبوع الماضي، فيما يحتدم الجدل داخل إسرائيل والولايات المتحدة بشأن جدوى استهداف المنشآت النووية ونتائجها.
ونقلت الصحيفة عن "مسؤولين" أن إسرائيل من المرجح أن تركز بدلًا من ذلك على القواعد العسكرية، أو أهداف الاستخبارات أو القيادة، ولكنها قد ترد لاحقًا على البرنامج النووي إذا ردَّت إيران.
ووفقًا للصحيفة، فقد شكك كبار المسؤولين الإسرائيليين السابقين والحاليين في ما إذا كانت إسرائيل قادرة على إلحاق أضرار جسيمة بالبرنامج النووي الإيراني.
ومع ذلك، قالت إن المسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية، يدرسون ما إذا كانت إسرائيل ستقرر في أي حال أن هذا هو أفضل وقت لاستهدافه، أم لا.
بعض السياسيين الأميركيين يرون أن التأخير في اتخاذ إجراء عسكري قد يسمح لإيران بتطوير قدراتها النووية بشكل أكبر، فيما يقول آخرون أن الضربة قد تؤدي إلى تصعيد شامل في المنطقة
وحذر الرئيس الأميركي جو بايدن إسرائيل مؤخرا، من استهداف المواقع النووية أو منشآت الطاقة الإيرانية، مطالبا بأن تكون أي ردود على الهجمات الإيرانية الأخيرة "متناسبة". كما دعا وزير الدفاع الأميركي نظيره الإسرائيلي إلى تجنب تصعيد الوضع بشكل أكبر.
وهناك مخاوف من أن أي هجوم إسرائيلي على إيران قد لا يحقق النتائج المرجوة، وقد يؤدي إلى اندلاع نزاع واسع النطاق في المنطقة.
وتساءلت الصحيفة عن ما إذا كانت الضربة المحتملة ستكون فعالة بما يكفي لإعاقة البرنامج النووي بشكل كافٍ، أو قد تؤدي بدلًا من ذلك إلى تسريع طهران له.
وأشارت الصحيفة إلى أن واشنطن حثت بدلًا من ذلك على التخريب والدبلوماسية والعقوبات كأفضل طريقة للتعامل مع البرنامج.
وذكر التقرير أنه لسنوات كثيرة، لم يكن لدى إسرائيل خطة حقيقية لمهاجمة البرنامج النووي الإيراني، وركزت بدلًا من ذلك على حزب الله في لبنان، حتى أصبح نفتالي بينيت رئيسًا للوزراء في عام 2021.
وأوضحت أن بينيت، الذي زاد من دعواته في الأيام الأخيرة لضرب البرنامج النووي الإيراني، أمر خلال ترؤسه الحكومة "بإجراء تدريبات جديدة لمحاكاة الطيران لمسافات طويلة إلى إيران وصب موارد جديدة في الاستعدادات".
وصرح بينيت بأن لدى إسرائيل الآن "أعظم فرصة منذ 50 عاما" لتدمير البرنامج النووي الإيراني وشل النظام الإيراني بشكل كامل.
وأجرى سلاح الجو الإسرائيلي مناورات عسكرية فوق البحر المتوسط، تضمنت محاكاة لرحلات طويلة المدى والتزود بالوقود جوا وضرب أهداف بعيدة. وبحسب تقرير نشرته صحيفة إسرائيل اليوم، تأتي هذه التدريبات في إطار الاستعداد لضربات محتملة تستهدف قواعد عسكرية إيرانية.
ويدعو بعض المسؤولين الإسرائيليين إلى اتخاذ إجراءات عاجلة ضد إيران، حيث يعتقدون أن هذه اللحظة تمثل فرصة غير مسبوقة لتغيير موازين القوى في الشرق الأوسط.
ويرى بعض السياسيين الأميركيين أن التأخير في اتخاذ إجراء عسكري قد يسمح لإيران بتطوير قدراتها النووية بشكل أكبر، فيما يقول آخرون أن الضربة قد تؤدي إلى تصعيد شامل في المنطقة.
وفي الوقت الذي يواصل فيه بايدن رفض الخيار العسكري ضد إيران، يروج الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لفكرة ضرب المنشآت النووية الإيرانية بشكل عاجل، مشيرا إلى أن إسرائيل "يجب أن تضرب أولا وتقلق بشأن العواقب لاحقا".
ورغم هذا الدعم السياسي من بعض الشخصيات، تواجه إسرائيل تحديات لوجستية كبيرة في تنفيذ ضربة على إيران، وقال الجنرال الأميركي السابق فرانك ماكنزي أن استهداف المنشآت النووية الإيرانية يمثل "هدفا صعبا للغاية"، وأن هناك بدائل أسهل مثل استهداف البنية التحتية للطاقة.
من جهته، ذكر مساعد وزير الخارجية الأميركية الأسبق مارك كيميت، أن هناك أربعة أنواع من الأهداف الإيرانية تركز عليها إسرائيل، وقال في مقابلة خاصة مع قناة "الحرة"، إن المنشآت النووية تمثل هدفا رئيسيا "رغم أنها حافلة بالمخاطر". وتابع أن استهدافها قد يسبب تداعيات خطيرة على مستوى الأمن الإقليمي والدولي.
رغم أن استهداف منشآت النفط قد يبدو مغريا، فإن الولايات المتحدة لا تحبذ ذلك، بحسب تأكيد كيميت "لأن سيكون له تأثير كبير على أسعار النفط عالميا في الوقت الذي تركز فيه الأطراف في أميركا على الانتخابات، وأي زيادة في أسعار النفط ستضر بالتأكيد المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس".
وبعد الهجوم الإيراني نقل موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي الأربعاء، عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن إسرائيل ستوجه "ردا كبيرا" قد يستهدف منشآت إنتاج النفط داخل إيران.