تركيا المرتبكة تتحصن بحماية روسية في سوريا

جاويش أوغلو يؤكد ان بلاده حصلت على تعهدات من موسكو بان نقاط المراقبة التابعة لها في شمال غرب سوريا لن تتعرض لهجمات.

أوسلو - قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الجمعة إن روسيا أكدت لأنقرة أن نقاط المراقبة التابعة لها في شمال غرب سوريا لن تتعرض لهجمات.

وحذر جاويش أوغلو، الذي كان يتحدث في أوسلو، من أن استمرار هجمات الحكومة السورية في محافظة إدلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة قد يتسبب في موجة نزوح أخرى للاجئين السوريين إلى أوروبا.

وأضاف أن الجيش التركي، الذي يساند فصائل معارضة سورية، سيغادر سوريا عند إيجاد حل سياسي.

وكان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان استنجد بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد أن باتت نقطة المراقبة التركية في المنطقة مطوقة ومحاصرة من قبل قوات النظام السوري التي نجحت في استعادة السيطرة على عدة بلدات في شمال سوريا.

وادى الرئيس التركي الثلاثاء زيارة إلى روسيا التقي خلالها نظيره الروسي لكنه عاد من تلك الزيارة العاجلة خالي الوفاض تقريبا إلا من وعود روسية غير مجانية بحماية القوات التركية في ادلب.

وتأتي تلك الزيارة ضمن البحث عن مخرج لمأزق القوات التركية في المستنقع السوري، حيث يسعى الرئيس التركي لانتزاع ضمانات روسية تحول دون استهداف تلك القوات التي تنتشر في شمال سوريا وسط ارتباك تركي من تغير مجريات الاحداث في شمال البلاد بعد سقوط مناطق واسعة في ايدي القوات الحكومية.

وتهدد معركة إدلب بتصعيد التوتر بين تركيا التي تدعم بعض فصائل المعارضة من جهة وروسيا وإيران حليفتي نظام الرئيس السوري بشار الأسد من جهة أخرى.

الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين
اردوغان ادى زيارة الى روسيا للبحث عن مخرج لمأزق القوات التركية في المستنقع السوري

وقال أردوغان الأسبوع الماضي إن الهجوم الذي تشنّه قوات النظام وتدعمه روسيا ضد فصائل جهادية ومعارضة في محافظة إدلب يهدد "بشكل خطير جدا" الأمن الوطني في تركيا ويؤدي إلى "أزمة إنسانية خطيرة".

والأزمة الإنسانية المتوقعة في شمال سوريا هي آخر اهتمام في سلّم أولويات أردوغان الذي يريد فقط تجنب طوفان من النازحين يتدفق على المناطق الحدودية بين تركيا وسوريا في حال تزايد التصعيد في المنطقة.

وتقوم تركيا حاليا بحملات منظمة لترحيل النازحين السوريين على أراضيها قسرا تحت مسميات مختلفة بعد أن استنفد الرئيس التركي ورقة اللاجئين في ابتزاز الدول الغربية.

وأمام الأزمة التي ستزيد من تعقيد أوضاع النظام التركي خير اردوغان اللجوء إلى الجانب الأميركي حيث اتفق الرئيس التركي مع نظيره الاميركي دونالد ترامب على مواصلة التعاون في إدلب السورية لتجنب حصول أزمات إنسانية جديدة في شمال غرب سوريا، على ما أعلنت أنقرة مساء الأربعاء.

ويرى مراقبون ان المأزق الذي يعيشه الأتراك في شمال سوريا والجمود الروسي حيال ذلك دفع باردوغان للجوء الى الجانب الأميركي.

وبعد أشهر من القصف الجوي الكثيف، شنّت القوات السورية المدعومة من روسيا هجوما عنيف ضد ادلب، أخر المناطق غير الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية.

ويأتي القتال في إدلب رغم اتفاق بين روسيا وتركيا العام الفائت لتفادي هجوم عسكري كبير في المنطقة.

وتنشر أنقرة 12 نقطة مراقبة في إدلب ومحيطها بموجب اتفاقها مع روسيا.

ودفع التصعيد المستمر منذ نحو أربعة أشهر أكثر من 400 ألف شخص إلى النزوح من المنطقة، بينما قتل أكثر من 930 مدنياً، وفق المرصد.

وتشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبّب منذ اندلاعه في 2011 بمقتل أكثر من 370 ألف شخص وأحدث دماراً هائلاً في البنى التحتية وأدى إلى نزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.