تركيا تؤجج التوتر بتمديد مهمة سفن التنقيب في المتوسط

التصعيد التركي في شرق المتوسط يأتي مناقضا لمزاعم التهدئة والدعوة للحوار المصرح بها من قبل السلطات التركية، فيما يبدو أن أنقرة تناور لكسب مزيد من الوقت للاستمرار في أنشطة التنقيب دون اتخاذ الاتحاد الأوروبي أي إجراءات صارمة في حقها.
الصراع على ثروات المتوسط يحتدم وسط مخاوف نشوب نزاع مسلح
اليونان تتهم تركيا بأنها تستخدم خطابا متطرفا لتحقيق اوهامها الامبريالية في المتوسط

إسطنبول - أججت تركيا نار التوتر في شرق المتوسط بقرار تمديد مهمّة سفنها لاستكشاف الغاز، في خطوة أثارت غضب اليونان وقبرص، وتعكس مدى تجاهل أنقرة لتحذيرات الدول الغربية.

وأعلنت تركيا الأربعاء تمديد مهمّة السفينة 'عروج ريس' وسفينتين أخريين حتى السابع والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول الجاري لتكثيف أنشطة التنقيب في مياه شرق المتوسط.

ويأتي التصعيد التركي مناقضا لمزاعم التهدئة والحوار التي دعا إليها وزير الدفاع التركي، من أجل التوصل لحل في شرق المتوسط وبحر إيجه، لكن التصريحات التركية تبدو مناورة لكسب مزيد الوقت للاستمرار في أنشطة التنقيب دون اتخاذ الاتحاد الأوروبي أي إجراءات صارمة في حقها.

وجاء في إعلان للبحرية التركية الأربعاء في رسالة إلى نظام الإنذار البحري "نافتيكس" إنّ السفينة "عروج ريس" كان من المقرر أن تنهي عملها الخميس، لكنها ستواصل عملها البحري.

وأصبحت السفينة "عروج ريس" رمزاً لشهيّة أنقرة للغاز الطبيعي في شرق المتوسط حيث أطلق العثور على احتياطات كبيرة في السنوات الأخيرة سباقاً على ما يسمّى "الذهب الأزرق".

وأعادت الثروات الكامنة تحت المتوسط إثارة نزاعات مزمنة حول الحدود البحرية بين تركيا واليونان، وسط مخاوف من نشوب نزاع مسلح بين الطرفين.

وتتّهم أثينا أنقرة بخرق القانون الدولي بأنشطتها الاستكشافية في المياه اليونانية، بما في ذلك جنوبي جزيرة كاستيلوريزو.

ورفضت تركيا ما وصفته بـ"ادعاءات لا أساس لها" واتهامات بارتكاب "استفزازات" وُجّهت إليها من جانب خصومها الإقليميين اليونان ومصر وقبرص، بشأن التنقيب المثير للجدل عن النفط والغاز في شرق المتوسط.

وندّدت مصر واليونان وقبرص في بيان نُشر الأربعاء بعد لقاء في نيقوسيا جمع قادة الدول الثلاث، بـ"الاستفزازات الأحادية" التركية المتعلقة بالتنقيب عن موارد الطاقة في المياه المتنازع عليها في شرق البحر المتوسط، إضافة إلى الدور الذي تلعبه في ليبيا وسوريا اللتين تشهد كل منهما نزاعا.

واتّهم رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس تركيا بأن لديها "أوهام امبريالية" في شرق المتوسط وبأنها تستخدم "خطابا متطرفا".

ورفضت وزارة الخارجية التركية الاتّهامات الموجّهة إليها خلال لقاء نيقوسيا، معتبرةً أنها "ادعاءات لا أساس لها". وأكدت في بيان أن مشاكل المنطقة "لا يمكن أن تُحلّ إلا إذا تخلّت الدول المعنية عن سياساتها المتطرفة والعدائية".

وتتهم اليونان وقبرص تركيا بانتهاك القانون الدولي عبر التنقيب داخل حدودهما البحرية في المتوسط وتطالبان بفرض عقوبات أوروبية على أنقرة.

من جهتها، تقول تركيا إنه لديها الحق في القيام بعمليات تنقيب عن موارد الطاقة في هذه المناطق في المتوسط.