تركيا تبرر وجودها العسكري في قطر

الرئيس التركي يستغل المنصة القطرية لإطلاق التهم ضد الإمارات العربية ومحاولة التقرب من المملكة العربية السعودية في وقت يتصاعد فيه الرفض الرسمي والشعبي للانتهاكات التركية في المنطقة.
تركيا تصر على دعم ميليشيات حكومة الوفاق وتهديد جهود السلام والحوار
أردوغان يبرر تدخله العسكري في سوريا
الامارات وقفت حجر عثرة امام الاطماع التركية في المنطقة
مباحثات تركية قطرية لتعزيز التعاون العسكري رغم الانتقادات الاقليمية

الدوحة - يسعى الرئيس التركي رجب طيب أٍردوغان لتبرير الوجود العسكري لبلاده في قطر والذي زعزع لسنوات إضافة للانتهاكات الإيرانية الاستقرار في منطقة الخليج.
وفي تبرير لا يعتقد انه سيقنع حكام وشعوب المنطقة صرح اردوغان بأن الوجود العسكري التركي في قطر يخدم الاستقرار في منطقة الخليج.
وقال في مقابلة مع صحيفة "ذا بينينسولا" القطرية، الصادرة بالإنجليزية، خلال زيارته للدوحة أمس، إن من يثيرون الدعاية السلبية ضد التواجد العسكري التركي في قطر "هم بالتأكيد من لا يكنون النية الحسنة. الوجود العسكري التركي يخدم الاستقرار والسلام ليس فقط لدولة قطر الشقيقة، وإنما أيضا للخليج بأكمله. ولا ينزعج أحد من تركيا والوجود العسكري التركي في الخليج إلا من يخططون للفوضى".
وهذا التصريح شديد اللهجة يبدو انه موجه لدول في منطقة الخليج ترفض التدخلات الخارجية وتطالب بان تظل المنطقة بعيدة عن النفوذ الاقليمي الذي يهدد الامن القومي العربي في منطقة حساسة دوليا.
ويوم الخامس من يونيو/حزيران 2017 قررت دول خليجية وعربية وهي المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة ومملكة البحرين وجمهورية مصر العربية مقاطعة قطر بسبب دعمها للتنظيمات الارهابية وتهديد امن المنطقة.
وعرضت الدول المقاطعة 13 مطلبا من بينها الإغلاق الفوري للقاعدة العسكرية التركية ووقف أي تعاون عسكري مع تركيا داخل الأراضي القطرية لكن الدوحة اصرت على مواقفها.
وحرض الرئيس التركي كعادته على مهاجمة دول ترفض السياسة التركية في تحويل الدول العربية لساحة للحروب والصراعات خدمة لاطماعه على غرار الامارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.
وكعادته استغل اردوغان المنصة القطرية لاطلاق اتهامات مجانية ضد الامارات مع محاولة التقرب من السلطات السعودية.
وقال اردوغان في هذا الصدد :"تربطنا صداقة وعلاقة خاصة مع السعودية، وخاصة مع خادم الحرمين الشريفين (الملك) سلمان بن عبد العزيز. لقد حاولنا حتى الآن الوفاء بمتطلبات هذه الصداقة وقانون الأخوة بيننا، بغض النظر عن القضايا الراهنة ... وعلى الجانب الآخر فإن الأنشطة التي تقوم بها إدارة أبو ظبي في منطقة الخليج وفي مناطق جغرافية مختلفة من العالم الإسلامي من ليبيا إلى سورية وفلسطين، للأسف، سلبية للغاية".
وأضاف :"من الواضح أن جهود الإمارات لتصعيد التوتر من خلال خطوات استفزازية مع موقفها في الجبهة المناهضة لتركيا، والتي لا تعترف بأنشطتنا في شرق المتوسط، لا تخدم السلام في المنطقة".

تركيا هددت امن المنطقة العربية بدعم مرتزقة ومجموعات ارهابية
تركيا هددت امن المنطقة العربية بدعم مرتزقة ومجموعات ارهابية

وتثير الجهود الاماراتية في مواجهة التدخلات التركية حنق اردوغان الذي تسبب في تأزم العلاقات بين البلدين منذ سنوات بسبب سياسات توصف في كثير من الدوائر انها صدامية ورعناء اضافة لدوره في دعم المجموعات المتشددة وتنظيم الاخوان المسلمين المصنف ارهابيا.

وبحث قائد القوات التركية القطرية المشتركة بالدوحة بيبرس آيغون، الخميس، مع مسؤولين عسكريين قطريين، تعزيز التعاون والتدريبات المشتركة.
وذكر بيان صادر عن وزارة الدفاع القطرية، أن آيغون التقى بشكل منفصل مع كل من رئيس هيئة التدريب بالجيش القطري جاسم أحمد المهندي، وقائد معهد اللغات بالجيش حسن عبد الله العبد الله.
وجرى خلال لقاء آيغون والمهندي، مناقشة المواضيع المتعلقة بالتمارين والتدريبات المشتركة بين الجانبين وسبل تعزيزها وتطويرها، بحسب المصدر ذاته.
كما ناقش المسؤول التركي، مع العبد الله، المواضيع ذات الاهتمام المشترك وسبل تعزيزها وتطويرها، خلال لقائهما بحضور عدد من الضباط في القوات المسلحة التركية والقطرية.
وتعززت العلاقات على المستوى العسكري عقب اندلاع الأزمة الخليجية إذ دخلت اتفاقية التعاون العسكري حيز التنفيذ بعد تصديق البرلمان التركي عليها، واعتمادها أردوغان.
وبموجب الاتفاقية، تمت إقامة قاعدة عسكرية تركية في قطر، وتنفيذ تدريبات مشتركة.
وتنص الاتفاقية على تشكيل آلية من أجل تعزيز التعاون بين الجانبين في مجالات التدريب العسكري، والصناعة الدفاعية، والمناورات المشتركة، وتمركز القوات المتبادل بين الجانبين.
وبخصوص التدخل التركي في ليبيا شدد اردوغان على دعم حكومة الوفاق الوطني في مواجهة الجيش الوطني الليبي في انتهاك متواصل للقرارات الدولية وفي محاولة لارباك جهود السلام العربية للتقريب بين المتنازعين الليبين في جولات الحوار في المغرب.
وكانت تركيا تورطت في نقل مجموعات ارهابية من سوريا الى ليبيا لدعم ميليشيات الوفاق ما ادى الى سيطرة تلك المجموعات على العاصمة طرابلس ومدن الغرب الليبي في شهر مايو/ايار الماضي.
وحول التواجد التركي في سوريا، قال اردوغان:"بلادنا لديها ما يقرب من 911 كيلومترا من الحدود مع سورية. ونحن أحد البلدان الأكثر تضررا من النزاعات التي بدأت عام 2011 ولم يكن بإمكاننا أن نظل غير مبالين".
وقال :"لا أطماع لدينا في أراضي الآخرين. وعندما يتم حل الأزمة بشكل دائم، سينتهي وجودنا في سورية. وحتى تلك المرحلة، سنواصل مكافحة الإرهاب والهجمات ضد بلادنا في إطار حقنا المشروع في الدفاع عن النفس واتفاقية أضنة. ولن نسمح لإدلب أو غيرها من الأراضي السورية أن تصبح مصدر تهديد لأمن بلادنا".
وتصريح اردوغان لا يمكن تصديقه خاصة وان انقرة تورطت في دعم مجموعات ارهابية في شمال شرق سوريا بل واستفادت من الحرب الأهلية هنالك اقتصاديا.
واشارت عديد المصادر الى العلاقة التي ربطت المخابرات التركية وتنظيم الدولة الاسلامية واستفادة أنقرة من تهريب النفط السوري وهو ما كشفته المخابرات الروسية في 2015.
وبخصوص ازمة شرق المتوسط اصر اردوغان على مواقفه المناهضة للقوانين الدولية قائلا " بان الجهات التي رأت حزمنا شرقي المتوسط وأدركت أنها لن تستطيع دفعنا للتراجع اضطرت اليوم للإنصات لدعواتنا من أجل الحوار" وذلك في اشارة الى الاتحاد الاوروبي.
وكانت دول مثل قبرص واليونان طالبت الاتحاد الاوروبي بخطوات عملية لكبح تركيا والعمل على فرض عقوبات عليها مع اصرار السلطات التركية على مواقفها.