تركيا تتحول الى سجن كبير للصحفيين

منظمة غير حكومية تكشف عن وجود 250 صحافياً في السجن حول العالم، العدد الأكبر منهم في الصين وتركيا.
السلطات التركية أغلقت نحو مئة وسيلة إعلامية
عشرات الصحافيين غير المسجونين في تركيا ينتظرون محاكمة أولية أو استئنافاً فيما آخرون حوكموا غيابياً
صحافيون تعرضوا للترهيب بتهمة دعم الارهاب

واشنطن - يعاني الصحفيون في تركيا من ملاحقات ومحاكمات من قبل الحكومة وسط مخاوف من انزلاق البلاد نحو مزيد من القمع بحجج عديدة.
وفي هذا الاطار كشفت منظمة "لجنة حماية الصحافيين" ومقرها نيويورك أن العديد من الصحافيين المسجونين حول العالم يما فيهم تركيا متهمون بانهم "أعداء للدولة" وبأنهم نشروا "أخبارا كاذبة". 
واحتلت تركيا المرتبة الثانية بعد الصين وفق المنظمة غير حكومية المعنية بشؤون حرية الصحافة والتي اكدت في تقريرها الاربعاء وجود ما لا يقل عن 250 صحافياً في السجن حول العالم، العدد الأكبر منهم في الصين التي لا يتسامح نظامها مع استقلالية الإعلام.
وأكدت المنظمة ان تركيا يحتجز فيها 47 صحافياً وهو عدد أقل من عام 2018 الذي كان فيه 68 صحافياً خلف القضبان في البلاد. لكن السلطات التركية أغلقت نحو مئة وسيلة إعلامية وأطلقت تحقيقات على خلفية تهم بدعم الإرهاب بحق صحافيين خسروا وظائفهم، وتعرض صحافيون أيضاً للترهيب. 
وأشارت المنظمة إلى أن "عشرات الصحافيين غير المسجونين في تركيا ينتظرون محاكمة أولية أو استئنافاً، فيما آخرون حكموا غيابياً ومهددون بالتوقيف إذا عادوا إلى بلدهم". 
وليست منظمة لجنة حماية الصحافيين وحدها من تحدثت عن قمع وسجن الصحفيين في تركيا حيث كشف المعهد الدولي للصحافة الشهر الماضي إن عددا قياسيا عالميا من الصحفيين تجاوز المئة والعشرين ما زال مسجونا في تركيا كما أن وضع الإعلام في هذا البلد لم يتحسن منذ إنهاء حالة الطوارئ العام الماضي بعد استمرارها عامين.

صحفيو جريدة جمهورييت المعارضة
الحكومة التركية لاحقت صحفيين معارضين لاردوغان بتهمة دعم الارهاب

وتورطت الحكومة في القبض على عدد من الصحفيين والعاملين بصحيفة جمهورييت المعارضة وذلك بعد اتهامهم بالإرهاب ودعم رجل الدين المنفي في الولايات المتحدة فتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة انقلاب عام 2016 لكن القضاء التركي قرر الافراج عنهم.
وأعلنت تركيا حالة الطوارئ بعد وقت قصير من محاولة انقلاب لم يكتب لها النجاح في عام 2016. وخلال عامين من فرض الطوارئ، أقالت تركيا أو أوقفت عن العمل 150 ألفا من القضاة وأساتذة الجامعات وضباط الجيش والموظفين الحكوميين وغيرهم للاشتباه بدعمهم لرجل دين تركي مقيم في الولايات المتحدة تتهمه أنقرة بأنه كان وراء محاولة الانقلاب.
وما زال أكثر من 77 ألف شخص محتجزين في انتظار محاكماتهم، فيما ذكر المعهد الدولي للصحافة في تقرير جديد أنه منذ محاولة الانقلاب واجه مئات الصحفيين محاكمات لتهم معظمها مرتبط بالإرهاب، مشيرا إلى أن عدد الصحفيين المسجونين انخفض بعد أن كان تجاوز 160.
وتقول أنقرة إن الاعتقالات والإقالة والوقف عن العمل إجراءات ضرورية لحماية أمنها القومي باعتبار أن تركيا تواجه هجمات من متشددين أكراد وإسلاميين ومنتمين لليسار المتطرف.
ويقول منتقدون إن الرئيس رجب طيب أردوغان استغل محاولة الانقلاب كذريعة لقمع المعارضة وتعزيز قبضته على السلطة وهو اتهام تنفيه أنقرة.
وذكرت منظمة لجنة حماية الصحافيين دول اخرى تعدّ فيها ممارسة مهنة الصحافة محفوفة بالمخاطر على غرار إريتريا وفيتنام وإيران. 
واكدت المنظمة الإيراني محمد مساعد، الذي كتب تغريدة خلال قطع الانترنت في إيران لمنع نشر أخبار على مواقع التواصل الاجتماعي عن التظاهرات التي شهدتها البلاد الشهر الماضي احتجاجاً على رفع أسعار الوقود.