تركيا تتقرب من طالبان خدمة لمصالحها وسط آسيا

تركيا ترى أن الرسائل التي وجهتها حركة طالبان منذ سيطرتها على السلطة في كابول كانت "إيجابية" مضيفة أنها تجري محادثات مع الحركة الإسلامية المتطرفة.
تركيا تسعى لتفاهمات مع طالبان تسمح لها بابقاء قواتها هنالك

أنقرة - رأت تركيا الثلاثاء أن الرسائل التي وجهتها حركة طالبان منذ سيطرتها على السلطة في كابول كانت "إيجابية" مضيفة أنها تجري محادثات مع الحركة الإسلامية المتطرفة.
وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو خلال مؤتمر صحافي عقده في الأردن ونقلته محطات التلفزة التركية "نرحب بالرسائل التي وجهتها حركة طالبان حتى الآن إن إلى الأجانب والبعثات الدبلوماسية أو إلى شعبها أيضا. نأمل أن تُترجم ذلك في أفعالها".
وأضاف "نستمر بالتحاور مع كل الأطراف في أفغانستان ومن بينهم حركة طالبان".
واستولت حركة طالبان بعد هجوم خاطف، على كابول الأحد وعادت إلى السلطة في أفغانستان بعد عشرين عاما على طردها منها.
وأثارت عودة حركة طالبان الأحد والاثنين مشاهد ذعر في خصوصا مطار كابول الذي تهافت إليه آلاف الأشخاص في محاولة لمغادرة البلاد .
وتشارك تركيا التي لديها مئات العسكريين في أفغانستان في ضمان أمن مطار كابول مع الولايات المتحدة.
والشهر الماضي اقترحت أنقرة على واشنطن تولي أمن المطار بعد انسحاب الجنود الأميركيين إلا أن هذه الخطة سقطت الآن مع عودة حركة طالبان التي حذرت علنا تركيا من مغبة الإبقاء على جنود لها في البلاد.
ويبدو ان تركيا وجدت نفسها في موقف محرج للغاية بسبب تمكن طالبان من السيطرة على العاصمة كابول في ظرف وجيز ومع الخروج الفوضوي للقوات الاجنبية.

وعبرت تركيا عن استعدادها لتقديم دعم فني وامني في المطار اذا رغبت طالبان في ذلك.
وتداولت وسائل لاعلام مشاهد مرعبة لتحليق الطائرات العسكرية الأميركية من المطار وهي تجلي الجنود والرعايا الأجانب في حين تشبت بعض الأفغان بالطائرة في محاولة للهرب.
وأضاف وزير الخارجية التركي "الآن سيتحاور (الأفغان) في ما بينهم، من سيتولى المرحلة الانتقالية، ما ستكون عليه تركيبة الحكومة الموقتة التي سيشكلونها؟ سنرى كل ذلك ونتناقش".
وقال تشاوش اوغلو أيضا أن عمليات إجلاء الرعايا الأتراك والأجانب الراغبين بمغادرة أفغانستان ستستأنف ما أن يستقر الوضع في مطار كابول.
أجلت تركيا الاثنين أكثر من 300 من رعاياها في الطائرات الأخيرة التي غادرت المطار.
وقال الوزير "لا نكتفي باجلاء رعايانا بل رعايا دول أخرى. أجرينا اتصالات ببعثات أجنبية كثيرة بهذا الخصوص".
وتسعى تركيا للتمدد وسط اسيا عبر البوابة الأفغانية لكن يبدو انها أخفقت مرة أخرى مع عودة طالبان ورغم حديث الرئيس التركي رجب طيب اردوغان عن استعداده للتفاوض مع زعيم الحركة الافغانية المتشددة.
ويظهر جليا ان الحكومة التركية لا تريد ان تفقد مصالحها في وسط اسيا وانها متمسكة بالملف الافغاني.