تركيا تتنصل من تعهداتها وتغرق اليونان باللاجئين

أثينا تؤكد ان عدد المهاجرين الذي وصلوا الى جزر بحر ايجة هو الأعلى منذ 6 اشهر.

اثينا - أفادت وزارة الدفاع المدني اليونانية الثلاثاء، أن هناك أكثر من 26 ألف مهاجر على جزر بحر إيجة اليونانية.

وهذا الرقم هو الاعلى منذ الاتفاق الذي عقد بين تركيا والاتحاد الاوروبي لعام 2016 لمواجهة تدفق اللاجئين وذلك اثر تفاقم الازمة السورية.

ويرى مراقبون ان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان نفذ تهديداته بلعب ورقة الهجرة للضغط على اوروبا في محاولة للحصول على مساعدات ومزيد من الدعم.

وحسب ما نقله موقع احوال تركية من الوزارة فان عدد المهاجرين الذين يصلون الى الجزر اليونانية تضاعف منذ ابريل/نيسان بعد ان بلغ عددهم في تلك الفترة 14 الف مهاجر.

وتعمل انقرة على ابتزاز الاتحاد الاوروبي في قضية الهجرة رغم المساعدات الهامة التي قدمتها الدول الاوروبية لدعم تركيا في مواجهة ظاهرة تدفق عشرات الالاف من المهاجرين السوريين.

واكد الرئيس التركي في تصريح يحمل نبرة تهديد قبل اسبوعين انه قد يفتح الحدود أمام مئات الآلاف من اللاجئين السوريين ليتحركوا صوب دول الاتحاد الأوروبي في حال لم يحصل على مساعدات مالية كافية ودعم لإقامة منطقة آمنة في شمال سوريا.

ووجه اردوغان تهديدا واضحا للطرف الاوروبي قائلا "إما أن تشتركوا في تحمل العبء أو أننا سنفتح البوابات".

وفي المقابل يصر الجانب الأوروبي على احترام تعهداته داعيا تركيا الى القيام بالمثل.

وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس، الاثنين، في العاصمة برلين.إن بلاده ملتزمة بالاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا حول اللاجئين، وستنفذ التعهدات النابعة منه.
وأوضح ماس أن مسألة الهجرة تعد واحدة من القضايا الأكثر إلحاحا التي يتوجب حلها، معربًا عن قلقه إزاء وصول العديد من الأشخاص إلى اليونان خصوصًا عبر البحر من تركيا.
وأضاف: "نحن ملتزمون بالاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، وسننفذ تعهداتنا".
ولفت إلى أن التدابير التي اتخذتها الحكومة اليونانية لتحسين الوضع في الجزر التي يصلها اللاجئون تعتبر هامة من أجل حل مشكلة اللاجئين.
من جانبه، ثمّن وزير الخارجية اليوناني الإسهامات الألمانية في مسألة اللاجئين، لافتًا إلى وجود توقعات بارتفاع موجات اللجوء والهجرة مرة أخرى إلى أبعاد مقلقة.
وأكد ضرورة تضامن البلدان المتأثرة من ذلك، مشددًا على أهمية تطبيق بنود الاتفاق الموقع بين الاتحاد الأوروبي وتركيا في مارس/ آذار عام 2016.

وتأتي تصريحات المسؤولين لتؤكد صلابة الموقف الأوروبي في مواجهة اية محاولة تركية للتنصل من التزاماتها.

وزير الخارجية الألماني هايكو ماس خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس
اوروبا متضامنة في وجه الابتزاز التركي

وتوصلت تركيا والاتحاد الأوروبي في 18 آذار/ مارس 2016 اثناء اجتماع في العاصمة البلجيكية بروكسل إلى اتفاق يهدف لمكافحة الهجرة غير الشرعية وتهريب البشر، حيث تقوم تركيا بموجب الاتفاق الذي بدأ تطبيقه في 4 نيسان/آبريل من نفس العام، بإستقبال المهاجرين الواصلين إلى جزر يونانية ممن تأكد انطلاقهم من تركيا.
وستتُخذ الإجراءات اللازمة من أجل إعادة المهاجرين غير السوريين إلى بلدانهم، بينما سيجري إيواء السوريين المعادين في مخيمات ضمن تركيا، وإرسال لاجئ سوري مسجل لديها إلى بلدان الاتحاد الأوروبي مقابل كل سوري معاد إليها (تركيا).

وكان الاتحاد الاوروبي سعى الى مواجهة مشكلة الهجرة وذلك بمنح تركيا 6 مليارات اورو أي ما يقارب 6.6 مليارات دولار سنة 2016 في اطار مساعدات وذلك للتصدي لمحاولات الهجرة والعمل على ضبط الحدود لكن اردوغان أشار انه تحصل على 3 مليارات اورو وانه انفق منها 40 مليون دولار على اللاجئين السوريين.

ورغم المساعي الاوروبية وخاصة الالمانية لمواجهة الظاهرة لكن يبدو ان الرئيس التركي يحاول ابتزاز اوروبا ماليا وهو امر لم يعد يقبله الاوروبيون خاصة الالمان اكثر المتضررين من مسلة الهجرة.

وربما تفكر اوروبا في حلول اخرى لمواجهة مشكلة اللجوء وعدم الاعتماد على تركيا التي اتخذت من المسالة وسيلة للحصول على منافع مادية ومساعدات يبدو ان اغلبها لا يصرف في مجال رعاية اللاجئين كما تم الاتفاق عليه.