
تركيا تتوجس من تقارب روسيا مع أكراد سوريا
أنقرة - بدأت التحركات الروسية الأخيرة في سوريا خاصة فيما يتعلق بتدعيم علاقات موسكو مع الأحزاب والجماعات الكردية تثير قلق تركيا.
وفي هذا الصدد دعت وزارة الخارجية التركية، الإثنين، روسيا إلى تجنب أي خطوات تخدم أجندات أطراف مرتبطة بتنظيم "ي ب ك " الكردي.
وذكرت الوزراة في بيان أن روسيا استقبلت وفدا من مجلس سوريا الديمقراطية" التابع لتنظيم "ي ب ك".
وأعرب البيان عن قلقه من دعوة موسكو للوفد المذكور إلى روسيا، واستقباله من قبل مسؤولين رفيعي المستوى.
وأضاف البيان "نتوقع من الاتحاد الروسي أن يتصرف وفقا لروح (مسار) أستانة (حول سوريا)، والالتزامات التي تم التعهد بها في اجتماعات المسار، وتجنب الخطوات التي تخدم أجندة التشكيلات التابعة للتنظيمات الكردية".
وكانت انقرة شنت في اكتوبر/تشرين الاول هجوما استهدف مناطق كردية شمال سوريا وادى الى مقتل عدد من المدنيين على يد فصائل متشددة موالية لها.
وتحدثت الخارجية التركية عن انتهاكات ترتكبها التنظيمات الكردية في وقت تشير فيه تقارير دولية لعلاقة انقرة بمجموعات جهادية متهمة بجرائم حرب على راسها تنظيم القاعدة وتنظيم داعش.
وأشارت الخارجية التركية إلى أن كافة البيانات المشتركة الصادرة عن مسار أستانة عقب اجتماعات رفيعة، تعهدت بمكافحة جميع أشكال الإرهاب والتصدي للأجندات الانفصالية التي تهدد وحدة الأراضي السورية، والأمن القومي للبلدان المجاورة لسوريا.
لكن تركيا لديها علاقات وطيدة مع التنظيمات المصنفة دوليا ارهابية كشفتها روسيا بالوثائق والادلة حيث مثلت الحدود التركية السورية منفذا قبل سنوات لتنظيم داعش لتهريب النفط .

واتهمت وزارة الدفاع الروسية سنة 2015 انقرة بمقايضة عناصر داعش بالأسلحة والذخائر مقابل الحصول على كميات كبيرة من النفط الخام.
ونشرت الوزارة حينها مشاهد عبر الاقمار الاصطناعية تظهر الطرق المتبعة في تهريب النفط السوري الى تركيا بل وصل الأمر الى اتهام نائب وزير الدفاع الروسي أناتولي أنطونوف القيادة التركية العليا والرئيس رجب طيب أردوغان بالتورط شخصيا في الاستخراج غير الشرعي للنفط السوري والعراقي ثم تهريبه.
كما تدعم تركيا تنظيمات مصنفة ارهابية في محافظة ادلب على غرار تنظيم جبهة النصرة وعمدت الى تجنيد مجموعات منهم ونقلهم الى ليبيا للقتال كمرتزقة.
وتتحجج الخارجية التركية بمسار استانة في محاولة انتقاد الخطوة الروسية لربط علاقة معينة مع التنظيمات الكردية التي كان لها دور كبير في مكافحة التنظيمات الجهادية وتعمل اليوم للتقرب من روسيا بعد ان احبطت من المواقف الاميركية القريبة من المواقف التركية.
وأضاف بيان الخارجية التركية أن نائب وزير الخارجية التركي سادات أونال، الذي يزور موسكو على رأس وفد تركي لإجراء مشاورات سياسية، سينقل موقف أنقرة إلى السلطات الروسية في هذا الشأن.
ومسار أستانة، محادثات غير مباشرة انطلقت بين المعارضة والنظام السوري، في العاصمة الكازاخية نور سلطان (أستانة سابقا)، في يناير/ كانون الثاني 2017، بضمانة روسيا وتركيا وإيران، بهدف إيجاد حل سياسي لأزمة سوريا المستمرة منذ 2011.
وتنتشر في مناطق بشمال غرب سوريا دوريات مشتركة روسية تركية لتطبيق الاتفاق لكن بعض تلك الدوريات تعرضت لهجمات من قبل متطرفين.