تركيا تحت مقصلة العقوبات الأميركية اذا هاجمت الأكراد

تركيا تستمر في تصعيد لهجتها وتكمل استعدادها لمعركة الفرات في ظل تهديدات أميركية تنذر بتدمير اقتصادها.
نائب الرئيس التركي: تركيا عازمة على محاربة المقاتلين الأكراد السوريين
انتقادات لاذعة تطال ترامب من قبل الجمهوريين بعد قرار الانسحاب من شرق الفرات
قرار ترامب سحب قوات من سوريا يحدث انقسامات بالحزب الجمهوري
روسيا تشكك في حقيقة انسحاب القوات الأمريكية من الشمال السوري

واشنطن - تحيط بتركيا تهديدات بفرض عقوبات أميركية على خلفية تعزيز انتشارها العسكري بمنطقة شرق الفرات في سوريا، استعدادا لتنفيذ تهديدات الرئيس رجب طيب أردوغان بشن هجوم ضد وحدات الشعب الكردية.

وقال السناتور الجمهوري الذائع الصيت ليندسي غراهام "أنه سيقترح مع سناتور ديمقراطي فرض عقوبات على تركيا في حال اجتاحت سوريا، وسيدعو إلى تعليق عضويتها في الحلف الأطلسي في حال هاجمت القوات الكردية التي ساعدت الولايات المتحدة لتدمير خلافة تنظيم الدولة الإسلامية"، منتقدا قرار ترامب بسحب القوات الأميركية والتخلي عن وحدات حماية الشعب التركي.

وأعلنت تركيا اليوم الثلاثاء استكمال الاستعدادات لشن عملية عسكرية في شمال سوريا رغم الإشارات المتناقضة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن إن كان أعطى الضوء الأخضر للهجوم.

وتستمر تركيا في تصعيد لهجتها وتكمل استعدادها لمعركة الفرات، متشبثة بموقفها في  محاربة المقاتلين الأكراد، ردا على تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتدمير الاقتصاد التركي في حال تعرض أي جندي أميركي للأذى.

وقال نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي "إن بلاده لن ترضخ للتهديدات الأميركية"، مضيفا "إن تركيا عازمة على محاربة المقاتلين الأكراد السوريين عبر حدودوها مع سوريا، وإنشاء منطقة تسمح لأنقرة بإعادة توطين اللاجئين السوريين فيها".

وأكد أوقطاي على أنه عندما يتعلق الأمر بأمننا، فإننا نحدد مسارنا وحدودنا، وفق ما نقلت وكالة أسوشيتد برس.

تركيا تستكمل الاستعدادات العسكرية لمعركة الفرات
تركيا تستكمل الاستعدادات العسكرية لمعركة الفرات

ويأتي التصعيد التركي بعد يوم من انسحاب القوات الأميركية المنتشرة شمال سوريا من مواقع قريبة من الحدود التركية، وهو ما اعتبره محللون أن الولايات المتحدة أدارت ظهرها للمقاتلين الأكراد الذين طالما شكلوا حليفا رئيسيا لواشنطن في قتال تنظيم الدولة الإسلامية.

ووجه أعضاء جمهوريون بارزون بمجلس الشيوخ الأميركي انتقادات لاذعة لقرار الرئيس الأميركي بسب القوات العسكرية من منطقة شرق الفرات بسوريا، محذرين من أن الانسحاب سيقوي شوكة روسيا وإيران ونظام بشار الأسد في المنطقة ويساعد تنظيم داعش على إعادة البناء.

واعتبر زعيم الأكثرية الجمهورية في مجلس الشيوخ الأميركي ميتش ماكونيل أمس الاثنين، أن أي انسحاب متسرع من سوريا سيكون لصالح روسيا وإيران ونظام بشار الأسد.

وقال هذا السناتور المعروف تقليديا بدعمه لترامب في بيان، "إن انسحابا متسرعا للقوات الأميركية من سوريا لا يمكن إلا أن يكون لصالح روسيا وإيران ونظام الأسد. كما أنه سيزيد من مخاطر تمكن تنظيم الدولة الإسلامية ومجموعات إرهابية أخرى من إعادة بناء نفسها".

كما حض ماكونيل الرئيس الأميركي على "تجنب نزاع كبير بين حليفنا التركي في الحلف الأطلسي، وبين شركائنا السوريين المحليين في مكافحة الإرهاب".

وفي تحذير بالكاد مبطن إلى ترامب شدد ماكونيل على أن مجلس الشيوخ أقر مطلع السنة وبأكثرية كبيرة جدا مذكرة تنتقد إعلانه المفاجئ في تلك الفترة بسحب القوات الأميركية من سوريا.

وحرص على التذكير بأن هذه المذكرة حصلت يومها على ما يكفي من الأصوات لتجاوز فيتو رئاسي.

وتابع السناتور ماكونيل "إن الظروف التي أتاحت هذا التصويت الذي جمع العديد من الديمقراطيين والجمهوريين لا تزال قائمة اليوم".

وأضاف ماكونيل الذي نادرا ما ينتقد ترامب "أدعو الرئيس إلى التصرف كزعيم".

أي انسحاب أميركي متسرع من سوريا سيكون لصالح روسيا وإيران وسيعزز حظوظ تنظيم داعش ومجموعات إرهابية في إعادة بناء نفسها

وأحدث قرار ترامب سحب القوات الأميركية في شمال سوريا، انقسامات في صفوف حزبه الجمهوري بين مؤيد ورافض لقرار يراه بعضهم خدمة لمصالح إيرانية وروسية.

وحاول ترامب استيعاب ردات الفعل الرافضة لقراره موجها تهديدا أمس الاثنين لتركيا بتدمير اقتصادها في حال "تجاوزت الحد". وصدر بيان السناتور ماكونيل بعد الموقف الأخير لترامب.

لكن أحدث التصريحات للرئيس الأميركي، أفادت بأن بلاده لم تتخلى عن وحدات حماية الشعب التركي، فيما تشكك بعض الأطراف حقيقة انسحاب القوات الأميركية من شمال سوريا.

وأكد ترامب على أن قراره بسحب القوات الأمريكية في سورية ليس تحركا للتخلي عن القوات الكردية.

وقال في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، "ربما نكون بصدد مغادرة سورية، لكننا لم نتخل عن الأكراد بأي حال من الأحوال، إنهم أشخاص مميزون ومقاتلون رائعون".

وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية (الكرملين) ديمتري بيسكوف، "إن موسكو تشك في حقيقة انسحاب القوات الأميركية فعلياً من مناطق شمالي سوريا.

وأضاف بيسكوف في تصريحات صحفية، أنه لم يتم تزويد روسيا بمعلومات من قبل أحد، حول انسحاب القوات الأميركية من الشمال السوري.

وتابع "لا ندري حتى الآن ما هي الوحدات التي ستنسحب من هناك (الشمال السوري) وما هي أعدادها وما إذا كانوا سينسحبون بالفعل أم لا. كما تعلمون هناك الكثير من التصريحات غير المؤكدة حول انسحاب جنود من مناطق مختلفة حول العالم".

وسحبت الولايات المتحدة ما بين 50 ومئة جنديّ من أفراد القوّات الخاصّة من الحدود الشمالية الاثنين، حيث كان دورهم يقوم على منع تنفيذ هجوم خطط الجيش التركي له منذ فترة طويلة ضد الفصائل الكردية في سوريا.