تركيا تختلق الذرائع تمهيدا لهجوم جديد على أكراد سوريا

وزارة الدفاع التركية تتهم وحدات حماية الشعب الكردية بشن هجوم على مدرسة في تل أبيض الواقعة تحت سيطرة قواتها بالتزامن مع تلويحها بتنفيذ عملية عسكرية جديدة في شمال شرق سوريا.

أردوغان يعيد حساباته بعد خيبة أمل من زيارته لواشنطن
عملية 'نبع السلام' التركية لم تحقق الأهداف المعلنة في شمال شرق سوريا
تركيا تسعى لتوسيع نفوذها في سوريا بعد أن قوض الضغط الأميركي خطتها  

اسطنبول - جددت تركيا تهديداتها بشن هجوم جديد على أكراد سوريا إلا أنها تبحث في الوقت ذاته عن غطاء لاحتواء أي انتقادات دولية وخاصة من الولايات المتحدة التي ترفض أي مغامرة عسكرية تركية ضد حلفائها الأكراد. وسبق لها أن توعدت أنقرة بحزمة من العقوبات.

وفي سياق البحث عن ذرائع، اتّهمت وزارة الدفاع التركية الثلاثاء مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية بقصف مدرسة في شمال سوريا ما أدى إلى مقتل ثلاثة مدنيين وجرح ثمانية بينهم أطفال.

وقالت أنقرة إن وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها تركيا منظمة "إرهابية" قصفت المدرسة في تل أبيض، إحدى المناطق التي كانت تحت سيطرة الأكراد قبل أن تسيطر عليها تركيا الشهر الماضي إثر هجوم شنّته عبر الحدود.

وفي تغريدة أرفقتها بصور عن الهجوم كتبت وزارة الدفاع التركية أن مقاتلين سوريين أكرادا "استهدفوا مدرسة في تل أبيض. قضى ثلاثة مدنيين أبرياء وجرح ثمانية بينهم أطفال".

وبموجب اتفاق مع روسيا والولايات المتحدة أقامت أنقرة منطقة آمنة داخل الأراضي السورية بطول 120 كيلومتر تشمل تل أبيض وتقع مباشرة تحت السيطرة التركية.

سكان الشمال السوري يقذفون القوات التركية بالحجارة والأحذية
سكان الشمال السوري يقذفون القوات التركية بالحجارة والأحذية

كما تم الاتفاق على إقامة شريط حدودي بعمق 30 كيلومترا شرق وغرب هذه المنطقة يكون خاليا من المسلحين الأكراد، على أن يتم تسيير دوريات تركية وروسية فيه بعمق عشرة كيلومترات.

وتأمل أنقرة أن تعيد إلى هذه المناطق نحو 3.6 ملايين لاجئ سوري يتواجدون حاليا على أراضيها.

وتشير التهديدات التركية بشن هجوم جديد على أكراد سوريا وتسويقها لذرائع من بينها تنفيذ الوحدات الكردية هجوما على مدرسة في تل أبيض، إلى أنها تتهيأ بالفعل لإطلاق عملية عسكرية لتوسيع نطاق سيطرتها في شمال شرق سوريا.

ولم تحقق العملية العسكرية التي أطلق عليها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اسم 'نبع السلام' الأهداف التي أعلنتها أنقرة بعد أن تدخلت الولايات المتحدة وأوقفت الهجوم بناء على اتفاق ينص على إخلاء تلك المنطقة من المسلحين الأكراد.

وخضعت تركيا في النهاية للضغوط الأميركية على أمل أن ترضي الحليف الأميركي واحتواء ضغوطه.

والتقى أردوغان مؤخرا بالرئيس الأميركي دونالد ترامب في واشنطن في زيارة خيم عليها التوتر في ظل خلافات بين البلدين ومن ضمنها الهجوم التركي على أكراد سوريا وشراء أنقرة منظومة صواريخ اس 400 الروسية.

وعاد الرئيس التركي إلى بلاده بيد فارغة وأخرى لا شيء فيها رغم ما اتسم به اللقاء مع ترامب من مجاملات.

ويرجح أن تركيا بدأت تعيد حساباتها على ضوء خيبة أمل أردوغان من زيارته لواشنطن والمضي في الهجوم الذي بدأته في 9 أكتوبر/تشرين الأول وأوقفته تحت الضغط الأميركي في 23 من الشهر ذاته.