تركيا تخسر المزيد من جنودها في شمال شرق سوريا

اسطنبول - في مؤشر إضافي على غرق تركيا في المستنقع السوري في الوقت الذي يدفع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بعضا من قواته للغرب الليبي دعما لحكومة الوفاق الوطني، قتل الخميس ثلاثة جنود أتراك في تفجير انتحاري بسيارة ملغومة أثناء قيامهم بعمليات تفتيش للسيارات في شمال شرق سوريا إضافة إلى 5 من الميليشيات السورية الموالية لأنقرة.

وقالت مصادر أمنية إن الهجوم وقع في بلدة سولوك على بعد 10 كيلومترات إلى الجنوب الشرقي من مدينة تل أبيض السورية على الحدود مع تركيا.

وتقع سولوك وتل أبيض في منطقة سيطرت عليها تركيا ومقاتلو المعارضة السورية المتحالفون معها في توغل عبر الحدود بدأ في أكتوبر/تشرين الأول 2019 ضد وحدات حماية الشعب الكردية وتوقف في 23 من الشهر ذاته تحت ضغوط أميركية.

ويأتي هذا الهجوم ليؤكد مخاوف سبق أن عبرت عنها المعارضة التركية من الغرق في المستنقع السوري مع اندفاع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وراء أطماعه التوسعية بدعوى حماية الأمن القومي لبلاده.

وهجوم الخميس هو الأحدث في سلسلة هجمات تعرضت لها القوات التركية في شمال شرق سوريا أو الفصائل السورية الموالية لها، لكن القوات التركية عادة ما تتكتم على عدد قتلاها في سوريا فيما تقول مصادر محلية إن معظم القتلى من الميليشيات السورية الموالية لتركيا.

وتحرص أنقرة على عدم التصريح بخسائرها في سوريا بينما يدفع اردوغان ببعض من قواته لغرب ليبيا في جبهة ملتهبة تنذر أيضا بالغرق في المستنقع الليبي دعما لجماعة الإخوان الليبية والميليشيات المتشددة الموالية لها.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هجوم الخميس، إلا أن وزارة الدفاع التركية عادة ما تتهم وحدات حماية الشعب الكردية بتنفيذ تلك الهجمات.

وأيا كانت الجهة التي نفذت الهجوم فإنه يشكل مؤشرا إضافيا على الورطة التركية في سوريا.

وشهدت بلدة سلوك انفجار 5 سيارات مفخخة ودراجة نارية منذ دخول الفصائل السورية المنضوية في الجيش الوطني السوري الحر إلى البلدة في 13 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، قتل خلالها 22 شخص وأصيب والعشرات بجرحى وخلفت الهجمات أضرارا كبيرة بالمباني والآليات.

وقتل الأسبوع الماضي أربعة جنود أتراك في انفجار سيارة مفخخة بشمال شرق سوريا، وفق ما أكدت وزارة الدفاع التركية.

ويشكل حماية تلك المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل السورية الموالية لتركيا اختبارا لأنقرة التي نفذت ثلاث عمليات عسكرية ضد أكراد سوريا انتهت آخرها بإقامة منطقة أمنية بعمق 30 كيلومتر على الحدود التركية السورية، لكنها كانت أدنى بكثير من الأهداف المعلنة للعملية العسكرية في شرق الفرات.