تركيا تخفض رواتب المرتزقة المرسلين إلى ليبيا

المرصد السوري لحقوق الإنسان يكشف عن مقتل 129 مقاتلا من الفصائل السورية المدعومة من أنقرة خلال الاشتباكات في طرابلس ومناطق أخرى في ليبيا.

أنقرة - ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الخميس أن تركيا خفضت رواتب المرتزقة الذين أرسلتهم للقتال في ليبيا دعما لحكومة الوفاق وميليشياتها في العاصمة طرابلس.

وقال المرصد السوري إنه علم أن "الجانب التركي عمد إلى تخفيض رواتب المقاتلين السوريين الذين جرى تجنيدهم وإرسالهم للقتال في ليبيا وذلك بعد أن فاق تعداد المجندين الحد الذي وضعته أنقرة وهو 6000 مقاتل".

وأوضح أنه "رصد خلال الفترة السابقة ارتفاع أعداد المجندين الذين وصلوا إلى العاصمة الليبية طرابلس حتى الآن إلى نحو 4750 مرتزق، في حين أن عدد المجندين الذي وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب بلغ نحو 1900 مجند".

يأتي ذلك في وقت تتكبد فيه الفصائل السورية الموالية لتركيا بمعارك ليبيا خسائر فادحة حيث ارتفع عدد القتلى في صفوفها بطرابلس.

وأفادت مصادر للمرصد السوري أن "129 مقاتل من فصائل لواء المعتصم وفرقة السلطان مراد ولواء صقور الشمال والحمزات وسليمان شاه قتلوا خلال الاشتباكات على محاور حي صلاح الدين جنوب طرابلس، ومحور الرملة قرب مطار طرابلس ومحور مشروع الهضبة، بالإضافة لمعارك مصراتة ومناطق أخرى في ليبيا".

ولم يتسنى التأكد من هذه المعلومات من مصادر أخرى لكن أغلب المعلومات التي كشفها المرصد السوري لحقوق الإنسان في السابق حول المرتزقة الذين أرسلتهم تركيا إلى ليبيا كانت قد أكدتها عدة تقارير ووسائل إعلام دولية كما وثقها نشطاء بصور وفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي ما اضطر السلطات التركية إلى الاقرار بها ولو ضمنيا بعد مقتل عدد من جنودها والمرتزقة في طرابلس.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بدأ إرسال جنود أتراك الى ليبيا أواخر العام الماضي، استناداً إلى اتفاقين وقعتهما أنقرة في نوفمبر مع حكومة الوفاق التي يتزايد التشكيك العربي والدولي في شرعيتها، أحدهما عسكري ينص على أن تقدّم تركيا مساعدات عسكرية إليها، والثاني يتناول ترسيم الحدود البحرية بين ليبيا وتركيا، وهو ما أثار استياءً إقليمياً وأوروبياً واسعاً نتيجة مُخالفة الاتفاق للقوانين الدولية التي تحكم الحقوق البحرية.

وتكتمت حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا بقيادة أردوغان في البداية عن فضيحة إرسال المرتزقة السوريين إلى ليبيا، وحاولت توجيه الأنظار إلى مسألة اللاجئين الذين يتدفقون إلى الحدود التركية لكن أردوغان أقر بالأمر لاحقاً بعد توثيق وجود المرتزقة في طرابلس ومقتل جنود أتراك هناك

وفي فبراير الماضي، اعترف أردوغان للمرة الأولى بوجود مقاتلين سوريين موالين لأنقرة في ليبيا إلى جانب عناصر التدريب الأتراك.

وقال أن "تركيا متواجدة هناك عبر قوّة تجري تدريب. هناك كذلك أشخاص من الجيش الوطني السوري"، في إشارة إلى مقاتلي المعارضة الذين كان يطلق عليهم سابقا اسم الجيش السوري الحر.

وبداية الشهر الجاري، كشف المرصد السوري عن مصادر موثوقة عن استعدادات تركية لنقل "دفعة جديدة من فصيل لواء المعتصم إلى ليبيا"، وذلك في إطار استمرار أنقرة بعملية نقل المرتزقة عبر مطاراتها نحو طرابلس لدعم حكومة الوفاق وميليشياتها لصد قوات الجيش الوطني الليبي الذي يقوم بعملية عسكرية لاستعادة العاصمة من الإرهابيين منذ أبريل الماضي.

وأشار المرصد أن "عملية فرار المقاتلين السوريين في ليبيا نحو أوروبا متواصلة بشكل متصاعد"، حيث أبلغ من مصادر موثوقة أن "نحو 40 مقاتل من فصيل “الحمزات” وفصائل أخرى فروا إلى إيطاليا خلال الأيام الماضية ليرتفع تعداد المقاتلين السوريين الذين فروا من ليبيا إلى أوروبا إلى نحو 200'".

ويرى مراقبون أن الوضع في محافظة إدلب السورية والتي تشهد صعوبات في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه روسيا وتركيا بداية الشهر الجاري عرقل مواصلة تجنيد مقاتلي الفصائل السورية المدعومين من أنقرة لإرسالهم إلى ليبيا نظرا لضرورة بقائهم إلى جانب قوات الجيش التركي للوقوف في وجه قوات النظام التي تشن عمليات عسكرية بدعم روسي في حلب وإدلب.