تركيا تراهن على خزان من المرتزقة في دعم أذربيجان

أنقرة تريد إعادة تجربة تجنيد المرتزقة الذين زج بهم في الساحتين السورية والليبية في دعم أذربيجان ضد ارمينيا ما سيؤدي الى تاجيج الصراع في منطقة القوقاز.
روسيا ليست مستعدة لقبول مخططات تركيا لنقل المرتزقة الى القوقاز
اذربيجان نفت تقارير تفيد بنية تركيا ارسال مرتزقة لدعمها ضد ارمينيا
غوتيريش يؤكد ان الصراع الكامل بين أذربيجان وأرمينيا سيكون كارثيا

انقرة - تحاول الحكومة التركية استعادة أمجاد الدولة العثمانية عبر استخدام نفس التكتيكات التي استخدمت في العصور الوسطى من تشكيل جيوش من المرتزقة اطلق عليها " الجيوش الانكشارية".
واليوم تعمد انقرة الى تشكيل جيوش من المرتزقة للقتال في عدد من الجبهات على غرار ليبيا وسوريا فيما يتصاعد الحديث عن خطة تركية لنقل مرتزقة للقتال الى جانب الجيش الاذري ضد جمهورية ارمينيا.
وفي هذا الصدد نقلت وسائل إعلام عربية عن مصادر في مدينة عفرين شمال سوريا و الواقعة تحت سيطرة تركيا ان المخابرات التركية عمدت الى تسجيل أسماء المرتزقة وفي مقدمتهم مرتزقة الفصائل التركمانية لزجهم في الصراع بين اذربيجان وارمينيا.
وحسب موقع أحوال تركية تم تجميع عدد من المرتزقة التركمان وسط مدينة عفرين برعاية مسؤولين سامين أتراك اتوا بعربات مصفحة نوع جيب ووسط حراسة مشددة.
وامام تصاعد الحديث عن تجنيد مرتزقة لمساندة الجيش الاذري نفت سفارة دولة أذربيجان لدى مصر تلك التقارير حيث قالت السفارة في تصريحات صحافية "ان أذربيجان لديها قدرة على تحرير أراضيها بجيشها المقتدر، ولا تحتاج إلى مثل هذه الخطوات".
وتدعم تركيا جيش اذربيجان فيما تدعم روسيا ارمينيا حيث اسفرت الاشتباكات الحدودية في الايام القليلة الماضية الى مقتل عدد من الجنود بين الطرفين.
وتحتل أرمينيا منذ عام 1992، نحو 20 بالمئة من الأراضي الأذرية التي تضم إقليم 'قره باغ' (يتكون من 5 محافظات) و5 محافظات أخرى غربي البلاد، إضافة إلى أجزاء واسعة من محافظتي 'آغدام' و'فضولي'.
وتطمع تركيا في التوسع أكثر في منطقة آسيا الوسطى الغنية بالمحروقات، لا سيما وأن الحكومة التركية بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان تنتهج في السنوات الأخيرة نهجا براغماتيا لتنفيس اقتصادها المتأزم من المناطق الغنية بالنفط والغاز، مستثمرة في النزاعات الدامية التي تعيشها تلك المناطق.
لكن تجنيد مرتزقة بعضهم ينتمي الى جماعات متطرفة سيثير مخاوف روسيا التي تعتبر القوقاز منطقة رخوة خاصة مع وجود جماعات متطرفة في مناطق قريبة كالشيشان وداغستان.

وفي اطار الدعم التركي للجيش الاذري أفاد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أن بلاده ستواصل الوقوف بجانب أذربيجان ضد الاعتداءات التي تتعرض لها من قبل أرمينيا.
جاء ذلك خلال لقاء أجراه أكار، الإثنين، مع كل من نائب وزير الدفاع الأذري رامز طاهروف، وقائد جيش جمهورية ناخجوان ذاتية الحكم كرم مصطفايف، في العاصمة التركية أنقرة.
وحسب معلومات حصلت عليها وكالة الاناضول الرسمية، شارك في اللقاء رئيس هيئة الأركان التركية يشار غولر، ونائب وزير الدفاع محسن درة.
وشدد أكار خلال اللقاء على الصداقة والأخوة بين تركيا وأذربيجان، مؤكدا على الوحدة والتماسك بين البلدين.
وأضاف: "كما كنا في السابق نقف مع إخواننا الأذريين في التصدي لكافة أنواع الاعتداءات، سنواصل ذلك مستقبلا".
وأشار إلى أن تركيا وقواتها المسلحة ستقوم بما ينبغي القيام به، كما كان حالها على الدوام.

اللجوء الى الزج بالمرتزقة في الحروب سياسة تعود الى القرون الوسطى
اللجوء الى الزج بالمرتزقة في الحروب سياسة تعود الى القرون الوسطى

والجمعة أعلن رئيس الصناعات الدفاعية إسماعيل دمير ، أن جميع الصناعات الدفاعية التركية من أنظمة حروب وخبرات وقدرات، هي دائما تحت تصرف أذربيجان.
وأوضح دمير أنه استضاف القائد العام للجيش في جمهورية نخجوان (ذاتية الحكم بأذربيجان) كرم مصطفييف ونائب وزير الدفاع وقائد القوات الجوية الأذري رامز طاهروف في أنقرة.
وأشار أنهم ناقشوا قضايا التعاون الثنائي في مجال الصناعات الدفاعية، مؤكدا أن "صناعاتنا الدفاعية بكل خبراتها وتقنياتها وقدراتها وأنظمتها الحربية الإلكترونية هي دائما تحت تصرف أذربيجان".
ولفت أنه إلى جانب إدخال أنظمة جديدة للجيش الأذري، سيتم العمل معا على تحديث النظم وأنشطة الصيانة والتدريب.
والثلاثاء أدان أردوغان بشدة الهجمات التي شنتها أرمينيا على أذربيجان، مؤكدا أن تركيا لن تتردد أبدا في التصدي للهجوم على حقوق وأراضي أذربيجان.
وامام تصاعد التدخلات التركية في منطقة القوقاز والتي ساهمت في تاجيج الصراع باطلاق تصريحات تحريضية دعا أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الإثنين، كلا من أذربيجان وأرمينيا إلى ممارسة "أقصى قدر من ضبط النفس"، محذرا من أن "الصراع الكامل بين البلدين سيكون كارثيا".
وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم غوتيريش، في مؤتمر صحفي عبر دائرة تلفزيونية، إن "الأمين العام يساوره قلق بالغ إزاء التوترات الحالية بين البلدين".
وأضاف أن غوتيريش "يدعو إلى أقصى قدر من ضبط النفس، لأن الصراع الكامل، إذا نشب بينهما، سيكون كارثيا".