تركيا تستبيح دماء أكراد سوريا

مقتل تسعة مدنيين بينهم ثمانية أطفال في قصف مدفعي تركي استهدف مدينة تل رفعت الواقعة تحت سيطرة المقاتلين الأكراد في محافظة حلب.

دمشق - رغم مزاعم السلطات التركية بانها أنهت هجماتها العسكرية على المناطق الكردية في شمال سوريا وفق تفاهمات مع اميركا وروسيا لكن سقوط مزيد من القتلى بين المدنيين يكذب كل تلك الادعاءات.
وفي هذا الاطار قتل تسعة مدنيين بينهم ثمانية أطفال دون الـ15 من العمر الإثنين في قصف مدفعي تركي استهدف مدينة تل رفعت الواقعة تحت سيطرة المقاتلين الأكراد في محافظة حلب في شمال سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن "القصف التركي وقع قرب مدرسة أثناء خروج الأطفال منها" في تل رفعت في ريف حلب الشمالي، مشيراً إلى أن القتلى من النازحين الذين فروا من منطقة عفرين الكردية مع سيطرة القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها عليها في العام 2018.
وتورطت تركيا منذ اجتياجها لشمال سوريا في بداية اكتوبر/تشرين الاول في اعمال وصفت بانها جرائم حرب مع تصاعد التنديد الدولي.
وكان مسؤولون أميركيون قد قالوا بعد الهجوم إن معلومات تتحدث عن دلائل تشير إلى ارتكاب القوات التركية فظاعات في الشمال السوري قد ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية 
وتورطت القوات التركية في استعمال أسلحة محرمة دوليا كالفوسفور والنابالم الحارق في استهداف المدنيين حيث تم تداول صور وتسجيلات تظهر تعرض اكراد لحروق بليغة ما يدين تركيا في جرائم حرب.

اكراد سوريا يرفضون الاحتلال التركي لمناطقهم
اكراد سوريا يرفضون الاحتلال التركي لمناطقهم

وكانت منظمة العفو الدولية نددت بالعنف الذي تمارسه تركيا شمال سوريا حيث ذكرت في تقرير نشر في اكتوبر/تشرين الاول أن "القوات التركية وتحالف المجموعات المسلحة المدعومة من قبلها أظهرت تجاهلاً مخز لحياة المدنيين، عبر انتهاكات جدية وجرائم حرب بينها عمليات قتل بإجراءات موجزة وهجمات أسفرت عن مقتل وإصابة مدنيين".
لكن واشنطن لم تعلن رسميا ما إذا كانت تركيا قد لجأت بالفعل لاستخدام أسلحة محظورة دولية في هجومها الدموي على أكراد سوريا الذي أطلقته في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول تحت اسم 'نبع السلام' وتوقف في الثالث والعشرين من الشهر ذاته بتدخل من الولايات المتحدة.

ويرفض الاكراد الاجتياح التركي لمناطقهم حيث يقوم مدنيون برشق الدوريات التركية بالحجارة.
ودائما ما تتهم انقرة المسلحين الأكراد بتنفيذ هجمات من مواقع ومنشآت مدنية، إلا أن الاتهامات تأتي فيما تواجه تركيا اتهامات غربية بالتسبب في قتل عشرات المدنيين في هجومها على شمال شرق سوريا.
وتحرص تركيا على تسويق فكرة أنها تبذل جهود كبيرة في مكافحة الإرهاب فيما تواجه اتهامات بالتقصير في مكافحة التنظيمات الإرهابية وأخرى تشير إلى أن لها صلات سرية وثيقة مع تلك التنظيمات بما فيها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
وسيطرت تركيا عقب هجومها على منطقة حدودية بطول نحو 120 كيلومترا من تل أبيض وصولا إلى رأس العين.
وتسعى أنقرة إلى إنشاء منطقة "آمنة" تعيد إليها قسما كبيرا من 3.6 ملايين لاجئ سوري لديها، ما يشير بوضوح إلى محاولة للتخلص من أعباء اللاجئين وأيضا إلى مسعى لتغيير قسري للتركيبة الديمغرافية في المناطق الكردية.