تركيا تستغل مقتل البغدادي لتنظيف تاريخ حافل بدعم الإرهاب

الرئاسة التركية تحاول الربط بين الأكراد وتنظيم داعش وذلك لتبرير هجماتها على الحدود السورية في وقت تتنصل فيه من دورها في السماح للإرهابيين بالتنقل عبر أراضيها خلال السنوات الماضية.
تركيا تحاول الايهام بوجود دور لها في عملية القضاء على البغدادي
اعلان تركيا القبض على مشتبه بعلاقتهم بداعش تزامنا مع مقتل البغدادي لا يتجاوز حدود الاستغلال السياسي
تركيا تدعي محاربة الارهاب لكنها تساند تنظيمات لا تختلف في افكارها عن داعش

أنقرة - تسعى السلطات التركية الى استغلال نجاح العملية الأميركية في استهداف زعيم تنظيم الدولة الإسلامية ابو بكر البغدادي لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية اضافة الى محاولة إبعاد التهم الموجهة ضدها بربط علاقات بالتنظيمات المتطرفة في سوريا او غيرها من الدول التي تشهد صراعات.
وحاولت تركيا الايهام بانها تشارك في الحرب التي تخوضها الولايات والمتحدة والغرب ضد التنظيم المتطرف حيث أعلنت الاثنين عن إيقاف 32 أجنبيا في العاصمة أنقرة وولاية صامصون، وذلك للاشتباه في علاقتهم بتنظيم داعش.

وكان الرئيس الاميركي دونالد ترامب اعلن مقتل زعيم داعش بعد استهداف مخبئه في منطقة بريشا في محافظة ادلب شمال غرب سوريا.
وتواصلت المزاعم التركية حول مشاركتها في جهود مكافحة التنظيم المتطرف وذلك اثر دعوة رئيس دائرة الاتصال لدى الرئاسة التركية، فخر الدين ألطون الاحد، إلى فتح تحقيق حول التحركات والاتصالات الأخيرة للبغدادي، قبيل مقتله فجر الأحد.

وظهر جليا محاولة استغلال تركيا للنجاح الأميركي والدولي في القضاء على احد زعماء الإرهاب حيث افاد الطون في سلسلة تغريدات على تويتر أن مقتل زعيم "داعش"، يعدّ نجاحاً كبيراً بالنسبة لجميع عمليات مكافحة الإرهاب حول العالم، واصفاً الحادثة بأنها خطوة هامة لهزيمة "داعش" بشكل نهائي في المنطقة.
وحاول الطون الإيهام بوجود دور تركي في تحجيم دور التنظيم الإرهابي حيث افاد بان تركيا نفذت خلال الأعوام الـ 4 الأخيرة، أكثر من ألفي عملية ضد داعش، فيما تم توقيف ومحاكمة ألف و200 شخص داخل البلاد، أكثر من نصف هؤلاء من مواطني 40 بلدا مختلفا."
وفي محاولة للتنصل من الدور التركي في تسهيل مرور الإرهابيين والمقاتلين الأجانب الى الأراضي السورية طالب الطون بفتح تحقيق واسع حول تحركات زعيم داعش داخل سوريا عموما، ومؤخراً في إدلب داعيا الى محاسبة ومحاكمة من ساعد وساند وتعاون مع داعش وزعيمه."

قوات سوريا الديمقراطية
لاكراد سوريا دور كبير في القضاء على خطر داعش لكن تركيا لا تريد الاعتراف به

وتسعى السلطات التركية الى العمل على تبرير هجومها على الاكراد بالعمل على توريطهم في علاقة مستبعدة مع داعش حيث قال الطون "ان أنقرة قلقة إزاء الأنباء المتعلقة بعقد الاكراد تفاهمات مع "داعش"، والتهديدات النابعة من إطلاق المسلحين الأكراد سراح أسرى "داعش" المسجونين لديه، داعياً التحالف الدولي إلى منع هذه الخطوات.لكن الولايات المتحدة والغرب يعلمون جيدا دور اكراد سوريا في القضاء على نفوذ واحلام داعش وزعيمها ودورهم كذلك في كشف مخبئه واستهدافه كما ان الغرب يعلم جيدا الدور التركي في تسهيل مرور المتطرفين خلال السنوات الماضي وربط تحالفات معهم.

وتدعي تركيا ان الأكراد تورطوا في إطلاق سراح إرهابيين لكن المتابعين لتصريحات الطون يعتبرونها مجرد مزايدة حيث ان العمليات العسكرية التي أطلقتها تركيا بثت الحياة في فلول داعش وجعلتها تنفذ هجمات ضد قوات سوريا الديمقراطية ما مكن عددا من المقاتلين وعائلاتهم من الهرب.
وتحدث الطون "عن قدوم آلاف المقاتلين الأجانب في سوريا، من أوروبا، وان على البلدان الأوروبية تحمل مسؤوليات كبيرة لمواجهة هذه المشكلة دون ان يذكر مدى التورط التركي في السماح لهؤلاء المقاتلين بالمرور من حدودها الى سوريا.
وتحاول السلطات التركية استغلال عملية القضاء على البغدادي لتبرير عملياتها ضد الأكراد والمساواة بينهم وبين الإرهابيين حث اكد الطون أن عملية قتل "البغدادي" أكدت مرة أخرى على شرعية المخاوف التركية ومدى ضرورة العمليات التي نفذتها على حدودها.
ودعوة الطون الدول الغربية الى العمل على التوحد لمكافحة الارهاب مثيرة لاستغراب وسخرية كثير من الاطراف التي ترى في تركيا ملجا لتلك التنظيمات قبل دخولها الى بؤر التوتر.

ولا تخفي تركيا دورها في مساعدة تنظيمات لا تختلف في نهجها وافكارها عن تنظيم داعش بل ان بعض تلك التنظيمات كجبهة تحرير الشام (النصرة سابقا) نتاج لداعش والقاعدة.