تركيا تستقبل أمير قطر بتصعيد في قضية خاشقجي

حرص تركيا على إعادة إثارة قضية خاشقجي كلما تراجعت تداعياتها، يأتي في سياق سياسة الابتزاز التي دأب اردوغان على إتباعها خدمة لأجندته وأجندة للحليف القطري الذي يواجه عزلة متنامية بسبب المقاطعة العربية والخليجية.

اردوغان يعقد اجتماعا مغلقا مع أمير قطر في إسطنبول
الشرطة التركية تنهي تفتيش منزلين ضمن التحقيق بمقتل خاشقجي
تركيا تصعد في قضية خاشقجي أملا في فك عزلة الدوحة
اردوغان يستعرض مع أمير قطر جهود تركيا لفك عزلة الدوحة

اسطنبول - عقد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان اليوم الاثنين اجتماعا مغلقا مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في مدينة إسطنبول في قصر السلطان وحيد الدين.

واستبقت تركيا زيارة الشيخ تميم بتصعيد جديد في قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، في تناغم مع الموقف القطر الرامي لاستثمار القضية الجنائية سياسيا.  

وجاء الاجتماع المغلق بين الرئيس التركي وضيفه أمير قطر، بينما أنهت الشرطة التركية تفتيش منزلين بقرية صامانلي السياحية بولاية يالوا شمال غربي البلاد قالت إن ملكيتهما تعود لرجلي أعمال سعوديين وأن تفتيشهما يأتي في إطار التحقيقات بشأن مقتل خاشقجي.

وجرى التفتيش من قبل الفرق المختصة بمشاركة كلاب مدربة وطائرة بدون طيار (درون)، وسط تدابير أمنية واسعة النطاق.

وكثفت الفرق عمليات الفحص والتدقيق في بئر بحديقة الفيلا الأولى وشمل ذلك سحب مياه منها.

ولم تهمل الشرطة التركية حتى التفاصيل العادية والمألوفة حيث اشارت وكالة أنباء الأناضول الحكومية إلى أنه تمت ملاحظة أن أحد جدران الفيلا عليها صورة للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.

وذكرت الوكالة التركية أن التفتيش شمل فيلا أخرى متاخمة عقب اكتشاف المحققين الأتراك في وقت سابق وجود اتصال هاتفي بين أحد المشتبه بهم الـ15 الذي قدموا للقنصيلة يوم مقتل خاشقجي وصاحب إحدى المنزلين.

وأكدت النيابة العامة التركية الاثنين، أنّ الاتصال الذي تم رصده بين أحد المشتبه بهم وصاحب الفيلا السعودي تمحور حول التخلص من جثة خاشقجي.

وسبق أن فتشت الشرطة التركية القنصلية السعودية ومنزل القنصل العام في إطار تحقيق بشأن مقتل خاشقجي.

اجتماع مغلق بين اردوغان والشيخ تميم يستعرض سبل فك عزلة الدوحة
اجتماع مغلق بين اردوغان والشيخ تميم يستعرض سبل فك عزلة الدوحة

وقد تبدو التحقيقات وعمليات التفتيش إجراءات عادية إذا ما كان الغرض منها المساعدة في كشف ملابسات مقتل الصحفي السعودي، إلا أن تزامن هذا التحرك مع زيارة أمير قطر لتركيا يعطي انطباعا قويا بمحاولة توجيه مسار القضية الجنائية إلى مسار سياسي الهدف منه توظيف مقتل خاشقجي لفك عزلة الدوحة ولانتزاع مكاسب سياسية واقتصادية تبدو أنقرة في أمسّ الحاجة إليها في هذا الظرف.

ودأب الرئيس التركي على استخدام مثل هذه الأوراق لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية، فيما يشكل ابتزازه للاتحاد الأوروبي على خلفية أزمة الهجرة من الشواهد القوية على سياسة الابتزاز والمساومات.

وليس هذا الملف الوحيد الذي تعمدت تركيا تسييسه خدمة لأجندة اردوغان، فقد سبق أن استخدمت قضية القس الأميركي الذي احتجزته بتهم تتعلق بالإرهاب قبل أن تفرج عنه قبل فترة قصيرة، ورقة لمساومة واشنطن على إنهاء العقوبات الاقتصادية ومسائل أخرى تتعلق بالوجود العسكري التركي في سوريا.

ويرجح أن حرصها على إعادة إثارة قضية خاشقجي كلما تراجعت تداعياتها، يأتي في سياق سياسة الابتزاز وخدمة أيضا للحليف القطري.

وقد قال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إن شعب بلاده "بذل جهودا حثيثة من أجل إفشال الحصار والعقوبات التي تستهدف إخوتهم القطريين"، في إشارة لقرار المقاطعة العربية والخليجية للدوحة لتورطها في دعم الإرهاب.

وتسمي قطر وتركيا المقاطعة بـ"الحصار" وتدفعان باستمرار لترسيخ فكرة وجود نية لاستهداف السيادة والاقتصاد القطريين، وهي فكرة نفتها دول المقاطعة الأربع: السعودية والإمارات والبحرين ومصر، مؤكدة أن قرار المقاطعة سيادي يستهدف أثناء قطر عن دعم الإرهاب والتآمر على أمن المنطقة وهو قرار يكتسب أهميته من حرص هذه الدول على حماية أمنها القومي.

وتطرق اردوغان في الاجتماع الرابع للجنة الإستراتيجية العليا التركية- القطرية بقصر وحيد الدين في مدينة إسطنبول إلى المثل القائل "الصديق وقت الضيق"، مشيرا إلى أن البلدين تحركا بتضامن وتعاون خلال الفترات الصعبة التي واجهتهما.

وقال إن تركيا وقطر أثبتتا مرارا لبعضهما البعض أنهما أصدقاء في الأوقات الحرجة، مضيفا "بذل الشعب التركي جهودا حثيثة من أجل إفشال الحصار والعقوبات التي تستهدف إخوتهم القطريين وقطر أيضا واحدة من الدول التي قدمت أقوى دعم لبلدنا في الساحة الدولية بعد محاولة الانقلاب الغادرة في 15 يوليو/تموز 2016".

وشدد اردوغان أن قطر وقفت إلى جانب تركيا في مواجهة محاولات المضاربة التي استهدفت الاقتصاد التركي في الأشهر الأخيرة، شاكرا الدوحة "إزاء التضامن والتعاون القوي الذي أظهرته".

وتطرق الرئيس التركي إلى اللقاء الذي عقده اليوم مع أمير قطر، مبينا أنهما أعربا عن سرورها للمستوى الذي وصلت إليه العلاقات الثنائية، وأكدا رغبتهما في تعميق تعاونهما في كافة المجالات.