تركيا تشكر قطر على دعمها هجوم سوريا المدان دوليا

تناغم قطري تركي في رسم الاستراتيجيات وبحث الخطوات وإن كانت تخالف القوانين الدولية، لا سيما بعد الاعتداءات التركية على أكراد سوريا.
قطر توسع عزلتها بالاصطفاف بجانب تركيا في هجوم على سوريا
أمير قطر يبارك مخطط أردوغان لقمع الأكراد

الدوحة - شكر وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو الأحد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل الثاني، على الدور التي لعبته السيادة القطرية في دعم الهجوم التركي شمالي شرق سوريا، رغم الإدانات الدولية الكبيرة التي لحقت العملية العسكرية.

وجاء ذلك خلال لقاء عقده الأمير القطري بتشاووش أوغلو الذي زار العاصمة الدوحة في إطار التحضير للاجتماع الخامس للجنة الإستراتيجية العليا بين البلدين.

 وفي تغريدة له عبر حسابه على 'تويتر'، قال تشاووش أوغلو "خلال لقائنا مع أمير قطر الشقيقة، بلغنا لسموه تحيات رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان، ونشكر قطر على دعمها لعملية نبع السلام."

وفي وقت سابق الأحد التقى وزير الخارجية بنظيره القطري الشيخ محمد آل ثاني، حيث بحثا العلاقات الثنائية وقضايا إقليمية ذات اهتمام مشترك بين الجانبين.

ويشارك تشاووش أوغلو في الاجتماع الوزاري لفريق الاتصال التابع لمنظمة التعاون الإسلامي حول الصومال.

وتشهد العلاقات التركية القطرية تناغما سياسيا في الأهداف والاستراتيجيات التي تثير في مجملها انتقادات دولية طالت سياسة البلدين التي لاقت إنذارات عديدة وصلت إلى فرض عقوبات اقتصادية.

كما تشهد العلاقة القطرية التركية تطوراً متناميا وتعاونا متواصلا على مختلف الأصعدة وخاصة منها العسكرية والخارجية، ما يعكس توحد الأهداف والمساعي حتى وإن خالفت القانون الدولي.

ولطالما اتفق البلدان في وجهات النظر تجاه كثير من القضايا الإقليمية والدولية، لا سيما قضايا الشرق الأوسط، وإن كان ذلك مغايرا لما ينتهجه أغلب الدولة العربية بالمنطقة والتي تحتكم في  قضايا المنطقة منطق احترام سيادة الدول وحقوق الشعوب وأمنها.

ولم يثن استمرار تركيا في استهداف أكراد سوريا بشن هجماتها على وحدات حماية الشعب الكردية، قطر عن مباركتها عملية وصفها كثيرون بأنها "اعتداء سافر" على وحدات حماية الشعب الكردية.

ولاقى التوغل التركي في منطقة شرق الفرات بسوريا الذي انطلق شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إدانات عربية  توحدت خلال اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية في مصر، حيث طالبت أغلب الدول العربية بوقف فوري لما اعتبروه "عدوانا تركيا على أكراد سوريا"، باستثناء قطر التي أعلنت دعمها للعملية.

واختارت قطر كعادتها أن تخالف المواقف العربية في وقف الهجوم التركي على أراضي الشمال السوري، والاصطفاف إلى جانب حليفتها تركيا، وإن ثبت أن الهجوم خلف اعتداءات على مدنيين عزل وقمعا لسياسيين أكراد، لاسيما عندما قتل جنود أتراك بوحشية رئيسة حزب سوريا المستقبل الكردية هفرين خلف.

مبدأ توحد الأهداف في العلاقة القطرية التركية التي تشهد تطورا متناميا، يتجاوز القانون الدولي الذي يمنع الاعتداء على سيادة الدول وقمع الأقليات

وتواصل قطر تغريدها خارج السرب العربي بمساندة حليفتها تركيا وتعزيز علاقاتها بها، بهدف تخطي أزمة الاقتصادية حادة نجمت عن مقاطعة السعودية والبحرين والإمارات للعلاقات مع الدوحة في يونيو/حزيران 2017.

وفضلت قطر الاصطفاف إلى جانب تركيا في عمليتها العسكرية وما شملته من إخلالات واعتداءات، على أن تساند الدول التي حذرت من أن العملية ستنعكس سلبا على أمن المنطقة وتمكن الخلايا النائمة لتنظيم داعش الإرهابي من العودة لإعادة تأهيل صفوفها.

وكانت الدول العربية قد أجمعت على أنّ عملية تركيا تمثّل "تهديدا للأمن الإقليمي وسلم المنطقة"، محذرة من أنه "بصرف النظر عن الذرائع التي تسوقها تركيا"، فإن العملية قد تقوّض "الجهود الدولية في مكافحة داعش في تلك المواقع".

وبدأت تركيا عمليتها العسكرية شمال شرق سوريا الشهر الماضي تحت ذريعة إقامة "منطقة آمنة"، فيما أفادت تقارير بأدلة على ارتكاب الجنود الأتراك لجرائم حرب.

وأكد مسؤولون أميركيون يحققون في تلك التقارير، على أن تركيا استخدمت الفسفور الأبيض الحارق المحظور أثناء هجومها.

كما أطلق الهجوم التركي على شمال سوريا مارد تنظيم داعش، حيث أكدت معلومات صحفية فرار العشرات من سجون يشرف عليها الأكراد الذين حذروا إلى جانب دول أوروبية مرارا من تبعات العملية العسكرية التركية.