تركيا تصب الزيت على نار الخلاف الأذري الأرميني

الحكومة التركية تؤكد استعدادها لتسليح الجيش الأذري في مواجهة أرمينيا ما سيصعد من الحرب الدائرة بين البلدين.
التدخل التركي لدعم اذربيجان سيفرض تدخلا روسيا لدعم ارمينيا
انقرة تستغل الخلافات بين الدول لبسط نفوذها واحياء حلم اعادة العثمانية

أنقرة - تصب تركيا الزيت على نار المواجهات بين الجيشين الارميني والاذري في المناطق المتنازع عليها.
وفي هذا الصدد قال مدير هيئة الصناعات الدفاعية التركية الجمعة إن قطاعه مستعد لمساعدة أذربيجان التي شهدت اشتباكات حدودية مع أرمينيا.
ولدى تركيا علاقات تاريخية وثقافية قوية مع أذربيجان فضلا عن مشروعات الطاقة المشتركة.
وأعلنت وزارتا الدفاع في أرمينيا وأذربيجان أن المواجهات على الحدود الشمالية بين البلدين استؤنفت بعد يوم من تهديد الرئيس التركي رجب أردوغان بالتدخل للدفاع عن أذربيجان، ما بدد آمال التهدئة في أزمة أثارت مخاوف من اندلاع حرب شاملة.
وقتل 16 شخصا بين الأحد والثلاثاء في معارك على الحدود بين البلدين السوفياتيين السابقين اللذين يخوضان نزاعا منذ عقود للسيطرة على منطقة ناغورني قره باغ الانفصالية بجنوب غرب أذربيجان.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الثلاثاء إنه لن يتردد في "الوقوف ضد أي هجوم" على أذربيجان وإن أرمينيا "في موقف صعب لا يمكنها التعامل معه" في الصراع.
وقال إسماعيل دمير مدير هيئة الصناعات الدفاعية التركية اليوم الجمعة "صناعتنا الدفاعية، بكل خبراتها وتقنياتها وقدراتها، من طائراتنا المسيرة إلى ذخائرنا وصواريخنا وأنظمتنا الحربية الإلكترونية، تحت تصرف أذربيجان دائما!".
واضاف دمير، الذي التقى مع نائب وزير الدفاع وقائد سلاح الجو الأذربيجاني رامز طاهروف في أنقرة، إن تركيا ستساعد في تحديث جيش أذربيجان.

وياتي التصعيد التركي في الخلاف بين ارمينيا واذربيجان في اطار السياسات التوسعية ومخططات الهيمنة التي ينتهجها اردوغان في المنطقة تحت شعار "العثمانية الجديدة" والتي اثارت انتقادات واسعة.
فتركيا متورطة في عدد من الملفات من سوريا الى ليبيا والعراق حيث تتدخل عسكريا بشكل سافر في هذه البلدان كما تعمل على التحرش بدول في المنطقة مثل قبرص واليونان ومصر.
ورغم المحاولات الدولية لانهاء الازمة تعمل تركيا على تصعيد الموقف حيث صدرت دعوات أميركية وأوروبية وروسية للجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين إلى وقف فوري لإطلاق النار لكن مثل هذه الدعوات لن تجد اذانا صاغية لدى تركيا الساعية وراء مزيد من الهيمنة.
وعلى الرغم من وساطة دولية بدأت قبل حوالى ثلاثين عاما لم يتمكن البلدان من التوصل إلى حل للنزاع حول ناغورني قره باغ الذي تهدد باكو باستمرار باستعادة السيطرة عليه بالقوة.

تركيا تضع عينها على منطقة القوقاز بدعم اذربيجان
تركيا تضع عينها على منطقة القوقاز بدعم اذربيجان

وأي حرب بين البلدين يمكن ان تغرق كل منطقة القوقاز وتقحم روسيا، الحليفة العسكرية لارمينيا، وتركيا الداعمة لباكو واللتين تتنافسان على النفوذ الجيوسياسي في هذه المنطقة الاستراتيجية.
وسيمثل الخلاف بين ارمينيا واذربيجان نقطة خلاف جديدة بين روسيا وتركيا اللتين تعرف علاقتهما شدا وجذب سواء في الملف السوري او الملف الليبي.
لكن محللين قالوا إن الخطر ضئيل، مشيرين إلى أنه ليس لأي من الطرفين مطالب إقليمية في منطقة القتال، البعيدة عن قره باغ.
وأرمينيا التي تسيطر على المنطقة المتنازع عليها، يرضيها الوضع القائم كما يرضي مصالح روسيا الساعية إلى ترسيخ نفوذها في الجمهوريات السوفياتية السابقة.
وقال محللون إن أذربيجان، في ظل وجود معظم المرتفعات الاستراتيجية على طول خط الجبهة في قره باغ تحت سيطرة الأرمن، ليست في وضع جيد يمكنّها من شن هجوم.
وتجري "مجموعة مينسك" التي تضم دبلوماسيين من فرنسا وروسيا والولايات المتحدة وساطة في محادثات حول النزاع بشأن قره باغ. لكن المحادثات تراوح مكانها منذ التوصل لاتفاق لوقف اطلاق النار في العام 1994.
وموسكو متحالفة عسكريا مع أرمينيا حيث لديها قاعدة عسكرية، لكنّها تزوّد كلا من يريفان وباكو بأسلحة بمليارات الدولارات.
وتهدد أذربيجان الغنية بموارد الطاقة والتي يتخطى إنفاقها العسكري موازنة أرمينيا برمتها، باستمرار باستعادة السيطرة على المنطقة بالقوة، فيما تعهدت يريفان بسحق أي هجوم عسكري لاستعادتها.