تركيا تضغط على إسرائيل من بوابة الناتو

دعوة أردوغان لوقف تعاون الناتو مع إسرائيل بسبب حرب غزة يكشف حجم الخلافات بين انقرة وتل أبيب.

بروكسال - قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الجمعة إنه من غير الممكن أن يواصل حلف شمال الأطلسي شراكته مع الحكومة الإسرائيلية فيما يأتي ذلك في ظل خلافات غير مسبوقة بين انقرة والدولة العبرية فيما يأتي هذا الموقف كذلك في ظل ضغوط على الناتو بسبب تداعيات حرب أوكرانيا وحاجة الغرب لدور تركي لاحتواء روسيا.
وأضاف في مؤتمر صحفي خلال قمة الحلف "حتى يتم تحقيق سلام شامل ومستدام في فلسطين، تركيا لن توافق على أي محاولات للتعاون مع إسرائيل داخل الحلف". وذكر أن تركيا تواصل أيضا جهودها الدبلوماسية لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية.

تركيا لن توافق على أي محاولات للتعاون مع إسرائيل داخل الحلف

ودخلت تركيا في خلافات حادة مع إسرائيل بسبب تداعيات حرب غزة أدت لتعليق اتفاقية التجارة بين البلدين فيما وصف الرئيس التركي رئيس الوزراء الإسرائيلي بانه هتلر جديد داعيا المجتمع الدولي للتصدي للانتهاكات الإسرائيلية.
في المقابل اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي الاتراك بدعم الجماعات الإرهابية في إشارة لحركة حماس منددا بوجود قيادات من الحركة الفلسطينية في تركيا.
ويأتي هذا التوتر بعد فترة من جهود بذلتها السلطات التركية لتحسين العلاقات مع إسرائيل في خضم جهود تصفير المشاكل في المنطقة فيما يرى مراقبون ان انقرة عادت لاستغلال الملف الفلسطيني لتعزيز النفوذ.
ويعتبر الرئيس التركي الناتو ورقة بيد تركيا لاستغلالها في الضغط على القوى الغربية التي قدمت دعما عسكريا لإسرائيل في الحرب الأخيرة على غرار الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا فيما يأتي ذلك وسط حاجة حلف شمال الأطلسي لانقرة في جهود احتواء النفوذ الروسي بعد الحرب الأوكرانية.

ولتركيا تجربة في محاولة الضغط على الناتو لتحقيق غايات سياسية خاصة فيما يتعلق برفض انضمام دول مثل السويد وفنلندا حتى يتم طرد بعض القوى الكردية المؤيدة لحزب العمال الكردستاني داخل اراضي البلدين.
وفيما يتعلق بالملف السوري قال اردوغان أنه أصدر توجيهات لوزير الخارجية التركي هاكان فيدان للقاء الرئيس السوري بشار الأسد للبدء في استعادة العلاقات مع سوريا.
وقال يوم الأحد إن تركيا ستوجه دعوة للأسد "في أي وقت" لإجراء محادثات محتملة لاستعادة العلاقات بين الجارتين.
وفيما يتعلق بمبيعات طائرات إف-16 إلى تركيا، قال أردوغان "تحدثت مع السيد بايدن. وقال: سأحل هذه المشكلة خلال ثلاثة إلى أربعة أسابيع".
وأحبط مجلس الشيوخ الأمريكي في مارس آذار مسعى لوقف بيع طائرات إف-16 ومعدات تحديث طائرات لتركيا بقيمة 23 مليار دولار وهو إجراء أتاحته إدارة الرئيس جو بايدن بعد موافقة تركيا على انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي.
وقال أردوغان إن تركيا تتوقع التضامن من الحلفاء داخل التكتل في حربها ضد الإرهاب.
وأضاف "لا يمكننا أن نقبل بالعلاقة الملتوية التي أقامها بعض حلفائنا بشكل خاص مع حزب الاتحاد الديمقراطي/وحدات حماية الشعب امتداد منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية في سوريا".
وتقول تركيا إن ميليشيا وحدات حماية الشعب منظمة إرهابية مرتبطة بشكل وثيق بحزب العمال الكردستاني. ويصنف حلفاء تركيا في الغرب حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية، وهو ما لا ينطبق على وحدات حماية الشعب.
وشدد الرئيس التركي على أن بلاده تستهدف أن تصبح عضوا دائما وليست مجرد مراقب في منظمة شنغهاي للتعاون.
ومنظمة شنغهاي للتعاون هي منتدى أمني وسياسي واقتصادي أنشأته روسيا والصين ودول آسيا الوسطى عام 2001 ليكون مركز ثقل مقابل للتحالفات الغربية.