تركيا تعزز تواجدها العسكري في نقاط التماس مع قوات النظام السوري

المرصد السوري يؤكد دخول أرتال عسكرية تركية لنحو 20 بلدة وقرية في ريف ادلب والمناطق المحيطة بها.
الجيش التركي يقدم على انشاء خط دفاعي جديد في اغلب محاور القتال

دمشق - كشف المرصد السوري لحقوق الانسان أن القوات التركية تعمل على تعزيز مواقعها في المناطق الخاضعة لسيطرتها والقريبة من خطوط التماس مع مناطق سيطرة قوات النظام السوري في ريف ادلب فيما يعتقد ان ذلك يأتي في خضم اتفاقيات ضمنية بين انقرة وموسكو الداعم الرئيسي للقوات السورية.
وقال المرصد ان القوات التركية تعزز من تواجدها في مناطق كانت قد احتلتها خلال عمليات عسكرية سابقة وذلك تحسبا لمعارك محتملة بعد الاستعدادات الكبيرة التي تقوم بها قوات النظام السوري مدعومة بالقوات الروسية التي شنت في الآونة الأخيرة عمليات قصف واسعة في المنطقة.
وأوضحت ان الجيش التركي أقدم على انشاء خط دفاعي جديد في اغلب محاور القتال في مناطق ريف إدلب الشرقي وهي مناطق على التماس بين القوات التركية والسورية المدعومة من الجانب الروسي. 
وشملت التعزيزات المتمثلة في نحو 40 الية عسكرية نحو 20 بلدة وقرية إضافة لرفع السواتر الترابية وحفر الخنادق لحماية خطوط الامداد والشوارع الرئيسية تحسيا لهجوم مفاجئ من جانب الجيش السوري وداعميه من الميليشيات بغطاء من الجيش الروسي.
وتحدث المرصد السوري وفق معطياته عن ارسال النظام السوري بدوره أرتالا عسكرية هذا الشهر تتمثل في ارسال18 ألية عسكرية ولوجستية لمنطقة الزاوية إضافة لنقل دفعة من منظومات صواريخ نوع (بوك، وتوشكا) إلى نقاط وتجمعات قوات النظام في إدلب وذلك وفق برقية إلى قيادة مطاري الطبقة العسكري بريف الرقة وصرين بريف حلب.
وفي المقابل جلبت القوات التركية أنظمة تشويش الكترونية متطورة إلى النقاط المتمركزة في ريف إدلب لمواجهة المسيرات الانتحارية التي استخدمت بكثافة من قبل الجيش السوري وداعميه إضافة لإرسال 22 آلية عسكرية بينها مدرعات ودبابات الى جبل الزاوية.
وتأتي تلك التطورات وسط معطيات نشرها المرصد السوري لحقوق الانسان بشأن عقد اجتماع بشكل سري بين ضباط أتراك وروس في تل أبيض لبحث التطورات الميدانية وتجنب أي تصعيد عسكري في المنطقة.
وكانت تركيا دخلت في خلافات حادة مع روسيا بعد تدخل القوات الروسية لدعم القوات السورية في 2015 فيما وصل التوتر لمستويات كبيرة بعد اسقاط انقرة لطائرة حربية روسية لكن بعد ذلك تم احتواء التوتر والدخول في مفاوضات مع الانتصارات العسكرية التي حققتها القوات السورية في عدد من المناطق.
وتأتي هذه التطورات رغم حصول فترة من الهدوء في المنطقة وبعد سن من محاولات تركيا تطبيع العلاقات مع النظام السوري والتي ووجهت بقلق كبير من قبل الفصائل الموالية لها.
وبعد ان قدمت الرئاسة التركية العام الماضي مذكرة إلى البرلمان، تطلب فيها تمديد عمل وبقاء الجيش التركي في كل من سوريا والعراق لمدة عامين إضافيين عبر النظام السوري عن غضبه من تلك الخطوة مجددا طلبه بخروج القوات التركية معتبرا إياها قوات احتلال.