تركيا تعلن إجراء مناورات بالذخيرة الحية شرق المتوسط

تحركات تركية تصعيدية في مياه شرق المتوسط تنذر باشتعال التوتر بين أنقرة وأثينا وسط قلق دولي من مواجهات مباشرة بين الطرفين.
تركيا تهدد اليونان بالرد على أي انتهاك لحدودها
تركيا توجه إنذارا إلى فرنسا لدعمها اليونان
تركيا تمدد مهمة التنقيب المثيرة للجدل في المتوسط
لا مفاوضات بين أنقرة وأثينا ما دامت مناورات الطرفين في المتوسط مستمرة

اسطنبول – أعلنت تركيا الخميس إنها ستجري تدريبات تتضمن إطلاق النار في شرق البحر المتوسط في أول يومين من شهر سبتمبر/أيلول المقبل وذلك في أحدث حلقة في سلسلة من التدريبات العسكرية التي أججت التوتر مع اليونان.

وأصدرت البحرية التركية الإخطار الأخير اليوم الخميس فقالت إنها ستجري تدريبات تتضمن إطلاق النار في شرق البحر المتوسط قبالة ساحل الاسكندرونة الواقعة إلى الشمال الشرقي من قبرص.

ويأتي هذا بالتزامن مع المناورات اليونانية وفي إطار تحركات تركية تصعيدية في مياه شرق المتوسط تنذر باشتعال التوتر بين أنقرة أثينا وسط قلق دولي من مواجهات مباشرة بين الطرفين.

ويشتبك تركيا واليونان العضوان في حلف شمال الأطلسي في نزاع مرير على السيطرة على مناطق في شرق البحر المتوسط وقد تصاعد هذا النزاع بعد أن أرسلت أنقرة هذا الشهر سفينة للمسح "السيزمي" إلى منطقة متنازع عليها في مياه شرق المتوسط في خطوة اعتبرتها أثينا مخالفة للقوانين.

ويختلف البلدان على أحقيتهما في الموارد النفطية المحتملة بناء على تعارض وجهات نظرهما حول مدى الرصيف القاري للبلدين في منطقة تنتشر في أغلبها جزر يونانية.

وفي إطار التصعيد قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار مخاطبا اليونان الخميس، "إذا انتهكتم حدودنا فردّنا معروف"، لافتا إلى أن عرقلة أعمال القوات التركية عبر إجراء مناورات شرقي البحر الأبيض المتوسط، حلم بعيد المنال.

وزعم أكار قائلا "ما نفعله هو إجراء مسح سيزمي بشكل سلمي للغاية"، وتساءل "ما معنى إجراء مناورات عسكرية والإتيان بالطائرات والسفن لمواجهة ذلك؟"، مؤكدا أن التصعيد لا يخدم أحدا.

وأشار إلى أن بلاده أن بلاده "مصممة على حماية حقوقها شرق البحر المتوسط".

أردوغان مصمم على توسيع أعمال التنقيب غير القانونية في المتوسط
أردوغان مصمم على توسيع أعمال التنقيب غير القانونية في المتوسط

وأعلنت تركيا الخميس عن تمديد مهمة للتنقيب عن الغاز في شرق المتوسط تثير الجدل، خمسة أيام إضافية تنتهي الثلاثاء القادم.

وأعلنت البحرية التركية في إشعار بحري (نافتكس) أن "أنشطة المسح الزلزالي ستجري من 27 أغسطس/آب حتى الأول من سبتمبر/أيلول ".

ومع اتساع نطاق النزاع قالت فرنسا يوم الأربعاء إنها ستنضم إلى مناورات عسكرية مع إيطاليا واليونان وقبرص في شرق البحر المتوسط.

إلى ذلك دعا أكار فرنسا للتصرف بحكمة ومنطق، والاعتذار لتركيا عن ادعاءاتها بشأن تحرش البحرية التركية بسفينة فرنسية.
جاء ذلك في تصريح أدلى به خلال استضافته في اجتماع محرري الأناضول بمقر الوكالة في العاصمة أنقرة.

وقال في هذا الخصوص "تأكد عدم صحة ادعاءات تحرشنا بسفينة فرنسية وعلى باريس الاعتذار".

وعلّق على مواقف فرنسا تجاه التوتر الحاصل في شرق المتوسط قائلا، "ولى زمن التنمر ولا حظ لكم في إجبار أحد على شيء عبره".

وقال حامي أقصوي المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية إن إرسال طائرات عسكرية فرنسية إلى الشطر اليوناني من قبرص يخالف المعاهدات الخاصة بالسيطرة على الجزيرة وإدارتها بعد الاستقلال عن بريطانيا في 1960.

وقال أقصوي إن الموقف الفرنسي يشجع اليونان وقبرص بشكل خطير على تصعيد التوتر في المنطقة.

في هذا الإطار طالبت ألمانيا الخميس كل من تركيا واليونان بوقف مناوراتهما العسكرية في شرق البحر المتوسط.

وفي مستهل اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، إن هذا هو الشرط لإجراء محادثات مباشرة حول ادعاءات ملكية مناطق في شرق المتوسط بين الدولتين المنتميتين إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).

وأوضح ماس "بالتأكيد لن يجلس الجانبان إلى الطاولة عندما تتواجه السفن الحربية في شرق البحر المتوسط".

كان النزاع بين البلدين قد تأجج بسبب أعمال التنقيب عن الغاز الطبيعي من جانب تركيا قبالة جزر يونانية في شرق المتوسط، إذ تقوم سفينة الأبحاث التركية 'أوروتش رئيس' بالتنقيب عن الغاز هناك وترافقها سفن حربية تابعة للبحرية التركية، في انتهاك صارخ للمياه الدولية.

وتتهم أثينا تركيا بالتنقيب بشكل غير مشروع عن الغاز الطبيعي قبالة جزرها، وترد تركيا بأن هذه المياه تنتمي إلى الجرف القاري التركي ومن ثم فإن لها الحق في التنقيب عن الغاز.

وفي المقابل، ترى اليونان أن المنطقة تقع قبالة سواحل جزيرتيها رودوس وكاستلوريزو، ومن ثم تطالب بأحقيتها فيها.

وثمة صراع قريب الشبه ايضا حول جزيرة قبرص التي تم اكتشاف احتياطات غنية بالغاز الطبيعي قبالة سواحلها.

وانقسمت قبرص في 1974 في أعقاب غزو تركي كان السبب فيه انقلابا تم بإيعاز من اليونان. ويعيش القبارصة اليونانيون في الشطر الجنوبي في الغالب والقبارصة الأتراك في الشمال.

وتحاول ألمانيا منذ أسابيع الوساطة بين أنقرة وأثينا لكنها لم تحقق نجاحا يذكر حتى الآن، وكان ماس قد توجه الثلاثاء إلى اليونان وتركيا، لكنه لم يتمكن من تحقيق تهدئة بين الجانبين اللذين واصلا مناوراتهما العسكرية في المنطقة في اليوم التالي.